مصطفى عمار يكتب: قضية شيرين.. سبق صحفى أم سقطة إنسانية!

مقالات الرأي

مصطفى عمار
مصطفى عمار

تابعت كملايين غيرى حادثة المطربة شيرين عبدالوهاب عقب خلافها مع أسرتها متمثلة فى شقيقها ووالدتها وإيداعها على أثرها إحدى المصحات الخاصة بعلاج حالات الإدمان وما عقب ذلك من خروج أسرتها فى تصريحات صحفية وتليفزيونية لبرنامج الحكاية مع الإعلامى عمرو أديب لكشف تفاصيل خاصة عن حالة شيرين الصحية وتفاصيل علاقتها بزوجها السابق حسام حبيب ومديرة أعمالها السابقة سارة الطباخ.. لتطرح هذه القضية تساؤلًا مهمًا حول الحد الفاصل بين السبق الصحفى والإعلامى والضمير المهنى.. وهى فى الحقيقة قضية شائكة ومعقدة ولا يعترف بها فى كثير من الأحيان.. ليس فى الصحافة والإعلام المصرى فقط وإنما عالميًا.. باعتبار أن الصحافة مهمتها الأساسية هى البحث عن الحقيقية بغض النظر عن علاقة هذه الحقيقة بالمشاعر والإنسانيات من الأساس.. ولكن ما حدث فى حادثة المطربة شيرين عبدالوهاب يضعنا أمام حقيقة مرعبة وهى أن نشر تفاصيل هذه القضية دمر سمعة فنانة ومستقبل ابنتيها بشكل كبير بعد الإعلان عن كونها مدمنة للمواد المخدرة وإيداعها إحدى المصحات للعلاج بعد شهور طويلة من الخلافات الأسرية مع طليقها حسام حبيب وبعد خروجها للناس بأنها فى مرحلة التعافى من تجربتها القاسية مع طليقها ومن إدمانها للمهدئات كما صرحت فى لقائها مع الفنانة إسعاد يونس أو حتى فى مكالمتها الشهيرة مع الإعلامية لميس الحديدى والتى ظهر خلالها أن شيرين تعانى أزمة نفسية كبيرة تسبب لها عدم الاتزان فى الحديث والتصرف.. وما تبع ذلك خلال ظهورها على مسرح قرطاج وهى تشكر طبيبها المعالج وتقبل يده لنكتشف بعد ذلك أنه الدكتور نبيل عبدالمقصود أشهر أطباء علاج الإدمان.. كل هذه الحوادث والمواقف، وكانت لا تزال شيرين واقفة على قدميها.. تحاول أن تعبر الانكسارات والخيبة والقرارات الخاطئة فى حياتها.. ولم يفقد الجمهور الأمل للحظة واحدة فى أن تعود شيرين كما كانت.. ولكن للأسف أعلن الإعلامى عمرو أديب وفاة مستقبل شيرين ونجوميتها بعد أن سمح لشقيقها ووالدتها بتدميرها وفضحها على الملأ.. وهنا أتحدث معكم عن الضمير المهنى الذى كان يقضى بأن نكتفى بالحديث لمحامى الطرفين سواء أسرة شيرين أو محاميها ومحامى حسام حبيب دون إدخال أفراد الأسرة والسماح لهم بالإفصاح عن أسرار خاصة تنال من سمعة شيرين وتدمر ما قامت ببنائه على مدار أكثر من عشرين عامًا هو عمر مشوارها الفنى.. فهل كان يحتاج عمرو أديب هذا الانفراد غير الإنسانى ليؤكد نجوميته وتربعه على عرش برامج التوك شو.. كنت أنتظر منه أن يكتفى بما قاله وبالدفاع عن شيرين وأن يطلب من المواقع الصحفية عدم التعرض لهذه القضية حفاظًا على سمعة ومستقبل مطربة مصرية فى المقام الأول والأخير.. وهناك من سيتهمنى بالتحامل على عمرو أديب رغم أن الخبر كان منشورًا فى أكثر من موقع قبل ظهور أديب فى المساء والحديث عنه، ولكننى أؤكد لكم أن تأثير ما ينشر على المواقع لا يمثل ١٪ من تأثير عرضه فى برنامج تليفزيونى.. ما بلنا وأن هذا البرنامج هو برنامج المذيع أول عربيًا فى منطقة التوك شو والذى لا يتابعه المصريون فقط بل الوطن العربى كله ليعرفوا من خلاله ما يحدث فى مصر ! أرجو أن نضع جميعًا مصلحة مصر وسمعتها وقيمتها قبل أن نبحث عن المكاسب الشخصية.. دعونى أضرب لكم مثلًا بسيطًا لنتعرف على حجم الخطأ الكبير الذى وقعنا فيه فى أزمة شيرين عبدالوهاب.. هل لو كانت هذه الحادثة لفنان من رموز أى دولة خليجية كنا سنعرف بها من الأساس أو ستتناقلها وسائل إعلامهم وصحفهم وبرامجهم.. إنهم يحترمون رموزهم ويقدرونهم حتى وإن أخطأوا.. لأنهم يعلمون جيدًا أن سمعة فنانيهم وقيمتهم أهم ألف مرة من انفراد وقصة وخبر!