من أجل عيون الناتو.. السويد تطلقّ الأكراد بالثلاثة وسط ابتزاز تركي

عربي ودولي

بوابة الفجر

شهدت الأيام القليلة الماضية، تزايد الرغبات السويدية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ومن هذا المنطلق عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى سياسة الابتزاز؛ للحصول على مكاسب سياسية، مقابل موافقته على انضمام كل من السويد وفنلندا إلي حلف شمال الأطلسي.

وفي المقابل، يفرض الناتو ضغوط على تركيا لتمرير طلب الانضمام إلى الحلف؛ من أجل الحفاظ على سمعته وقدرته على حماية الحلفاء، ولعل الهدف الحقيقي هو تطويق روسيا في مناطق نفوذها في منطقة شمال أورويا.

السويد تغازل تركيا بالأسلحة

وفي السياق ذاته، تتوالي المحاولات السويدية المستميتة من أجل الانضمام إلى عضوية الناتو، والتي تظهر عبر موافقتها على تصدير أسلحة ومعدات حربية إلى تركيا، استجابة للشروط الصارمة التى وضعتها أنقرة لتوافق على انضمام الدولة الأوروبية الشمالية إلى التحالف العسكري الغربي، الذي لم يحصل على المصادقة التركية بعد.

وفي عام 2019، منعت السويد تصدير الأسلحة إلى تركيا، خاصة بعد هجوم تركي في شمال سوريا، ومنذ ذلك الحين لم تسجل أي صادرات سويدية إلى الدول الأعضاء الأخرى بالحلف، بما في ذلك تركيا.

ورغم تصديق 28 دولة من الدول الأعضاء لانضمام السويد إلى الناتو، تقف تركيا لتهدد بعرقلة الخطوة من جديد، إذ اعتبرت أنقرة أن ترحيبها متوقف على تحقيق شروطها لا سيما فيما يتعلق بتسليم معارضين لنظام أردوغان.

وتنظر تركيا إلى وحدات حماية الشعب الكردية السورية وجناحها السياسي "حزب الاتحاد الديمقراطي" على أنهما امتداد لحزب العمال الكردستاني، الذي تمردا على تركيا عام 1980، وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيمًا إرهابيًا.

ولكن بالرغم من ذلك، لا تزال تركيا تقف حائط سد في وجه السويد، إذا لم تتوقف عن دعم هذه الفصائل، وحذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قائلًا: إن “قبول انضمام السويد وفنلندا في حلف الناتو غير مضمون، إذا لم تف الدولتين وعودهما لأنقرة”.

وشدد أردوغان، أن البرلمان التركي لن يصادق على طلبي الدولتين، إذا لم تظهرا تضامنًا مع أنقرة بـ "الفعل لا بالقول"، ودأبت تركيا على اتهام الدولتين بإيواء أكراد تعتبرهم أنقرة "إرهابيين".

ومن ناحية أخرى، قال وزير العدل السويدي، مورغان يوهانسون، إن أي قرار يتعلق بتسليم أكراد، سوف تتخذه محاكم مستقلة، وفقا لما تنص عليه الاتفاقية الأوروبية لتسليم المجرمين، والتي وقعت عليها السويد وفنلندا وتركيا.

تركيا: السويد لا تفعل ما يكفي للانضمام

وفي هذا الصدد، صرح وزير الخارجية التركي يوم الخميس الماضي، أن السويد وفنلندا لم تفيا بعد بجميع التزاماتهما بموجب اتفاق لإيجاز قبول طلبي انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي، ولا بد أن تتخذا خطوات ملموسة.

واضاف مولود جاويش أوغلو، في أعقاب حديثه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في إسطنبول، أن تركيا لاحظت أن الحكومة السويدية الجديدة بقيادة رئيس الوزراء أولف كريسترسون تتبنى نهجا حاسما في تحقيق التزاماتها.

ووقعت السويد وفنلندا مذكرة في يونيو المنصرم، أدت إلى رفع تركيا، وهي من أعضاء حلف شمال الأطلسي، حق النقض، أو الفيتو، عن طلبي انضمام الدولتين إلى الحلف الأمني. 

وطلبت الدولتان الانضمام ردًا على حرب روسيا في أوكرانيا، ولكن أنقرة سعت إلى الحصول على ضمانات إضافية، ومن بينها ألا تؤوي الدولتان مسلحين أكرادا، وفقًا لوكالة رويترز البريطانية.

وجاء هذا التصريح قبل وقت قصير من زيارة زيارة رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترستون، المقررة لتركيا، حيث سيلتقي بالرئيس رجب طيب أردوغان لمحاولة "حل هذه المسألة" والحصول على موافقة تركيا النهائية على قبول السويد وفنلندا في حلف شمال الأطلسي.

ومن جهته، قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، السبت في بيان له إن الحكومة الجديدة ستنأى بنفسها عن فصائل "وحدات حماية الشعب" الكردية، في الوقت الذي تحاول فيه إرضاء تركيا للموافقة على للانضمام لحلف شمال الأطلسي.

وأضاف بيلستروم، للإذاعة الحكومية، أن "هناك صلة وثيقة جدًا بين هذه المنظمات وحزب العمال الكردستاني، الذي يستفيد من العلاقة الجيدة بيننا وبين تركيا".

أولف كريستيشون ومساعي الانضمام

وفي سياق متصل، قال أردوغان إن رئيس الوزراء الجديد "يؤيد الحرب ضد الإرهاب والإرهابيين، بالطبع سنختبر صدقهم بشأن هذه المسألة في الاجتماع الذي سنعقده".

وتحدث كريستيشون أن السويد ستشارك بشكل أكثر عمقًا في أنشطة الحلف لمكافحة الأرهاب، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لـحلف شمال الأطلسي، وذلك نقلًا عن قناة أن تي في.

وأوعزت تركيا إن برلمانها لن يوافق على مساعي السويد وفنلندا للحصول على عضوية الحلف إذا لم تسلما الأشخاص الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين، ولا سيما المسلحين الأكراد، والمتهمين بالتورط في محاولة انقلاب عام 2016.