تساؤلات حول عدم تسجيل معبد "سرابيط الخادم" بسيناء.. وجدل بسبب قطعة أثرية مفقودة

أخبار مصر

القطعة المفقودة
القطعة المفقودة

أعلن المسؤول عن آثار سيناء وذلك أثناء مؤتمر كبير في معبد سرابيط الخادم، عام 2016م، والذي شهد حضور مميز من الأثريين، والمؤتمر كان في إطار حملة تنادي بتسجيل سرابيط الخادم وآثاره، وفي هذا المؤتمر أعلن منسق الحملة وقتها عام 2016 وكان هو مدير متابعة آثار شمال سيناء، أن قطعة أثرية هامة من المعبد تمت سرقتها بواسطة قوات الاحتلال الإسرائيلية إبان حرب 56 وليس خلال حرب عام 1967م، وهذه القطعة تخص معبد سرابيط الخادم.

تساؤلات 

وهنا ثارت العديد من التساؤلات من قبل عدد من المتخصصين، من أين جاءت معلومة أن القطعة الأثرية خرجت عام 56 وليس عام 67، وهنا نتساءل نحن ما هو الفارق؟

تصريحات خاصة 

وفي تصريحات خاصة إلى بوابة الفجر الإلكترونية قال الدكتور محمد عبد المقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار إن هناك فارق بين أي قطعة أثرية خرجت من سيناء عن طريق سرقات ديان أو بعثة حفائر إسرائيلية في سيناء عام 56 وبين التي خرجت بنفس الطرق عام 67، لأن هناك اتفاقية تم توقيعها بين مصر وإسرائيل بعد عام 67 تُلزم الثانية برد أي قطعة أثرية خرجت من مصر بواسطة الحفائر من البعثات الإسرائيلية أثناء فترة الاحتلال التي أعقبت نكسة 1967، ولم تتطرق المعاهدة للقطع التي سُرقت أثناء فترة ما بعد 56 والتي امتد الاحتلال فيها إلى مدة 6 أشهر فقط.

وتابع عبد المقصود، أن القطعة الأثرية التي نحن بصدد الحديث عنها والتي تم رصد بيعها خلال مزاد في إسرائيل عام 2016، والتي كانت قد ظهرت في إسرائيل عام 2007، والتي هي عبارة عن لوحة حجرية وهناك صور تثبت استيلاء موشى ديان عليها ضمن مجموعته الشهيرة قال عنها هشام حسين مدير متابعة آثار شمال سيناء حينها، إنها خرجت من مصر عام 1956م، وبهذا التصريح قد يسقط حق مصر في استردادها، والتساؤل هنا أي مصدر الذي أثبت تلك الحقيقة التي صرح بها مسؤول المتابعة حينها من أن القطعة خرجت عام 56 وليس 67؟.

قطعة أثرية مفقودة 

وأضاف عبد المقصود، تستطيع مصر أن تسترد تلك القطع الأثرية من خلال التحرك باتصالات دبلوماسية وقد نجحت في ذلك عدة مرات لكن في حالة لوحه سرابيط الخادم فنحن لم نعرف مصيرها ولا مكانها الحالي ولم يذكر المزاد أنها تم بيعها مما يدعم أهمية المطالبة باسترداها علي أساس أنها من سرقات ديان للمعبد عام 1967بعد احتلال سيناء، حيث لا دليل على كلام د. هشام حسين والذي أصبح مسؤول آثار سيناء حاليًا عن أن القطعة خرجت عام 56 وهو حتى لم يورد هذا في بحثه المنشور عن تلك القطعة إذًا فالأرجح أنها خرجت عام 67.

القطعة على موقع المزاد 

وقال عبد المقصود إن معبد سرابيط الخادم لازال غير مسجل كأثر وغير موثق في سجلات بالمجلس الأعلى للآثار، وقد تم تسجيله عام 1904 وعام 1905 بواسطة بتري وجاردنر وغيرهم، ولكن منذ هذا التاريخ لم يتم تسجيله مرة أخرى فهو ليس له رقم في سجلات المجلس الأعلى للآثار، فقط هو مصور والقطع مصورة، وتم نشره علميًا في مجلدات لجميع نقوش المعبد وهو نوع من التسجيل ولكن ليس في سجلات المجلس الاعلي للآثار، والمعبد وهضبة سرابيط الخادم مساحتها 4000 فدان منافع عامة آثار بقرار وزاري.

وتابع، رغم صدور عدة قرارات بتسجيل المعبد ولكنها لم تنفذ للأسف، ورغم أن منسق حملة إنقاذ معبد سرابيط الخادم عام 2016 وهو د. هشام حسين دعا ومعه جميع الآثاريين لتسجيل وتوثيق المعبد، ولكن لم تتم أي خطوة ناحية التسجيل المرتقب، وهنا يأتي السؤال، لو أن المعبد غير مسجل فكيف سنستطيع أن نحدد، هل السرقات حدثت أثناء الاحتلال أم بعد ذلك، فالمعبد غير موثق، وعدد قطعه غير مدون حتى الآن.

مجموعة موشى ديان 

وعن تلك المجموعة قال الدكتور محمد عبد المقصود إنها عبارة عن عدد كبير من القطع الأثرية جمعها وزير دفاع الكيان الصهيوني موشى ديان من عدة اماكن من الاراضي المحتلة سواء من مصر أو سوريا أو فلسطين من الأراضي الموجودة تحت سيطرة الاحتلال ومن مصادر هذه المجموعة الشراء أيضًا سواء من البلاد المحتلة أو من المزادات العالمية.

وتابع عبد المقصود أن موشى ديان كان يستولي على أي قطع يتم الكشف عنها في سيناء إبان الاحتلال وقد تم الاستيلاء على آثار من مناطق شمال سينا ومن موقع العوينات حيث تم الكشف عدد من اللوحات وشواهد القبور وتم استردادها

والقطع التي استولى عليها موشى ديان من سرابيط الخادم لم نسترد منها أي قطعة، وهناك مصادر إسرائيلية تحدثت عن قطع اثرية سرقت أثناء 56 ولكن هذه القطع غير معروفة أو محددة، كما أثبتت الأدلة وشهادة الشهود من الجنود الصهاينة أن موقع سرابيط الخادم تم العبث به وسرقته بعد 67 ولم نعرف أيضًا ما هي القطع التي تم سرقتها.

وكان المستشار العلمي لموشى ديان هو رفائيل جيفيون رئيس البعثة العلمية في سيناء وقد أدانت المصادر الإسرائيلية جيفيون وقالت إنه لا يليق به أن يكون مستشارًا في عمليات سرقة.

ومجموعة ديان حاليًا موجودة في متحف اسرائيل والذي  اشتراها من تاجر آثار وكان التاجر اشتراها من زوجة موشى ديان، وهناك قطع موشى ديان قام ببيعها، ومجموعة موشى ديان بها لوحة من دير البلح ولم يرها أحد، فهناك تكتم وتعتيم شديد على الاثار المصرية في اسرائيل.

معبد سرابيط 

يقول عبد المقصود إن أول عملية حفر تمت في معبد سرابيط الخادم كانت من الانجليزي بتري عام 1904 وبعد هذه العملية اشترك معه جاردنر وبيت، وكان لهم دور كبير في تسجيل وتوثيق القطع الاثرية في المعبد، ونجد قطع اثرية كثيرة من سرابيط الخادم منتشرة في العالم، فموجود عدد من القطع الأثرية في متحف سيدني باستراليا، وموجود مجموعة في المتحف البريطاني وفي متحف بتري ومتحف الأشموليان باكسفورد متحف روستر وفي متحف بولتن وفي المتحف الملكي الاسكتلاندي بادنبره ومتحف شيكاغو ومتحف كندا ومتحف تورنتو، وكل هذه القطع خرجت بواسطة بتري.

أما في الفترة التي احتلت فيها سيناء عام 67 فلم تظهر قطع جديدة، ولكن أثيرت قضية اثار سرابيط الخادم التي سرقها موشى ديان مرة أخرى بعد ظهور قطعة أثرية من سرابيط الخادم عام 2007 بمزاد علني في اسرائيل وتم بيعها عام 2016، بنفس الصالة المتعهدة ببيع القطع الاثرية لمجموعة ديان

وقد اعتبر الاسرائيليون ان مجموعة موشى ديان من تاريخ اسرائيل، ولكنه تاريخ للسرقات، حتى أنه قد انطلقت تظاهرات في اسرائيل ضد المتحف لإنه يحوي قطع مسروقة، والمتحف احتج ان المجموعة لغير متخصص بالاثار وإنه شخصية مشهورة وهو الذي جلب هذه القطع

التنقيب في سيناء 

تابع عبد المقصود عن التنقيب في سيناء عام 1956 استمر فترة 6 شهور وهي فترة وجود قوات  الاحتلال فيها، وتم تشكيل 6 بعثات اثرية لعمل مسح اثري لسيناء بالكامل

وزارت تلك البعثات عدة أماكن في شمال سيناء حتى القنطرة، وترأس البعثات رؤساء الجامعات الاسرائيلية ورئيس هيئة الاثار ونائبة وكتبوا التقارير وصنعوا خرائط بالمواقع، وحفروا في دهب "تل المشربة" وفي عين القديرات وفي سرابيط الخادم وحددوا اماكن اثرية مهمة على ساحل خليج العقبة، وكتبوا كتاب مهم يحكي المسح الاثري

أما في عام 1967 كانت المدة طويلة وسمحت وزارة الدفاع الاسرائيلية العمل الاثري لجميع المعاهد والجامعات منها بعثة جامعة بن جريون بجنوب سيناء وقاموا بعمل مسح اثري لكل سيناء بالكامل واثبتت ابحاثهم انهم عملوا في 35 موقع حفائر وتنقيبات، ولم يحدث تفاوض بين مصر واسرائيل لاسترداد الاثار التي استخرجت عام 56، ولكن تم الاتفاق على استرداد كل القطع المستخرجة عام 1967م.