د.حماد عبدالله يكتب: أحلم بقاهرة رائعة !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



أطلقنا علي مدينة باريس مدينة النور نسبة إلي متاحفها ومعارضها الفنية، وقصورها الثقافية، وقلاعها، ودور السينما والمسرح فيها، وكذلك مطاعمها ومقاهيها، ودار الأوبرا، ودار الكوميديا الفرنسية، وجامعتها الوطنية  وجامعاتها    المنتشرة في أرجاء فرنسا كلها، وعلي رأسهم " السوربون "، باريس ليست فقط ماتحمله في طياتها من ثقافة وفن وعلم وأدب، ولكن زيارتي لها الأخيرة وتأملي لكل الحركة في أهم شوارعها شارع "شارل ديجول" أو مايعرف "بالشانزليزيه "يبدأ من الكونكورد التي تحتل منتصفة أهم " المسلات" المصرية والتي" عممت "" ودببت " بالذهب الخالص وإنتصفت الميدان أمام ( ساقية مضيئة) في حركة مستمرة تحمل ضيوف هذا الميدان 
( دائريًا ) وكأنهم في طواف دائم أمام تلك المسلة العظيمة والتي وضعت علي محور شارع الشانزليزية ليقابلها من منتصف الشارع تقريبًا بوابة النصر ولكن الشارع بأشجاره، وتطعيم هذا الشجر، بنوافير الإضاءة البيضاء المتساقطة – وكأنك في شارع من شوارع الأحلام أو قصص الخيال التي أبتكرها أعظم المخرجين ( الهلويوديين ) في أفلام الكارتون وقصة (سندريلا ) لا يمكن أن تتحرك وأنت تقف في هذا المناخ الرائع وأمام هذه اللوحة العبقرية رغم البرد القاسي تحت الصفر بثلاث إلي خمس درجات إلا أن الناس كل مرتادي هذا الشارع تقريبًا يمسكون ( بموبايلاتهم أو كاميراتهم ) ليسجلوا لقطة من هذا الحلم القائم في هذا الشارع  كل نقطة في الشارع  كل


بيت  كل حائط، كل شجرة لاقت من محبي هذه المدينة والعاملين فيها إهتمام فوق العادة إما بتوجيه الإضاءة أو بتحويل الحائط إلي لوحة فنية أو وضع وتوزيع الإضاءات علي المباني أو قص الشجر والأسوار المزروعة بطريقة موحية بالرومانسية والفن الجميل، ولعل الإبداع الفرنسي لم يترك ميدان صغير أو تقاطع إلا ووضع منصة تحمل تمثال أحدهم "لشارل ديجول" والأخر لرئيس الوزراء البريطاني ( وينستون تشرشل ) بطل الحرب العالمية الثانية أو حتي تمثال لكلب جميل لا مانع أبدًا من وضعة علي أعلى منصة في أجمل بقعة من الشارع هكذا أحب الفرنسيون بلدهم وهكذا أحب محافظ باريس ورجاله مدينتهم لم يتركوا متر واحد في الشارع الطويل إلا وكان موضع إهتمامهم وإهتمام المختصين بالعمران والتخطيط والفنون الجميلة وبالإضائة المسرحية، شييء من الخيال عدت من باريس إلي القاهرة لكي أصطدم بوجة القاهرة التى كانت جميلة والتى كانت قطعة أو ضاحية من ضواحى ( باريس، فرنسا ) كما أرادها الخديوى إسماعيل " منشئها "إصطدمت بالقاهرة القديمة الرائعة، دائمًا فى كتب التاريخ، رأيت فيها عكس ما تهتم به دوائر الإدارة فى العواصم العالمية، هل هذا حقًا محتاج لتوجيه رئاسى محترم مثلما يحدث فى المدن الجديدة ( كالعاصمة الإدارية) أو العلمين أو حتى القاهرة الجديدة.

[email protected]