جون كيري:  بايدن "مصمم" على مكافحة التغير المناخي

الاقتصاد

بوابة الفجر

 

 

 أكد مبعوث الولايات المتحدة للمناخ جون كيري يوم الثلاثاء الماضى في مؤتمر الأطراف حول المناخ كوب 27 أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيبقى "مصمما" على مكافحة التغير المناخي مهما كانت نتائج الانتخابات في بلاده، فيما ترفع دول الجنوب الصوت مطالبة بتعويضات قد تصل إلى مبالغ هائلة.

وقال جون كيري في اليوم الثالث من مؤتمر شرم الشيخ في مصر "التحدي كبير جدا وهو الأكبر الذي يواجهه البشر. أزمة المناخ لا تهدد البنى التحتية والاقتصاد والأمن فقط بل تهدد كل جانب من جوانب حياتنا اليومية".

وأضاف "اليوم لدينا انتخابات في الولايات المتحدة" موضحا أنه حتى لو خسرت الإدارة الديمقراطية الحالية الغالبية في الكونجرس "سيكون بايدن أكثر تصميما على الاستمرار بما نقوم به. والقسم الأكبر مما نقوم به لا يمكن لأحد تغييره من بعدنا".

سحب الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب بلاده من اتفاق باريس حول المناخ المبرم عام 2015 ويشكل أساسا للتحركات في مجال مكافحة التغير المناخي.

وأضاف كيري أن الرئيس بايدن يؤمن بأن "لدينا مسؤولية خاصة حيال الدول الأقل تطورا، دول العالم الثالث، دول الجنوب، للتأكد من حصول انتقال عادل" على صعيد المناخ والطاقة.

ولن يحضر الرئيس الأمريكي إلى شرم الشيخ قبل 11 نوفمبر لانشغاله في انتخابات منتصف الولاية الثلاثاء في الولايات المتحدة.

وفي غياب الرئيس الصيني شي جين بينج، جدد مبعوث المناخ الصيني شيي جينهوا التأكيد أيضا على "عزم الصين على المشاركة بنشاط في الحوكمة المناخية العالمية لن يتراجع ولن يتغير أيضا".

صندوق للخسائر "ضمانة متواضعة"

وتشكل مسؤولية الدول الغنية والملوثة حيال تلك الفقيرة مسألة رئيسية في أعمال كوب27 حيث تتواصل مناقشات قادة الدول والحكومات. 

وأكد رئيس وزراء جزيرة انتيغوا وباربودا غاستون براون ممثلا تحالف الدول الجزرية الصغيرة المهددة بارتفاع مستوى مياه البحار "علينا بوضوح إنشاء صندوق للخسائر والأضرار خلال المؤتمر الحالي" وسيشكل ذلك "ضمانة متواضعة في حين أن أعضاء تحالفنا يخسرون يوميا ما يصل إلى 2% من إجمالي ناتجهم المحلي في يوم واحد بسبب ظاهرة مناخية واحدة".

وقال رئيس السنغال والاتحاد الإفريقي ماكي سال لوكالة فرانس برس "يجب احترام مبدأ أن الملوث عليه أن يدفع، في إطار التضامن".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أطلق صرخة مدوية يوم الإثنين داعيا إلى التحرك فورا. وأكد "البشرية أمام خيار التعاون أو الهلاك. فإما يكون عهد على التضامن المناخي أو عهد على الانتحار الجماعي".

ومع تكاثر الكوارث الطبيعية من فيضانات وموجات حر وجفاف وحرائق غابات يفاقمها التغير المناخي، تُطالب الدول الضعيفة إزاء هذه التداعيات، بآليّة تمويل خاصّة، إلّا أنّ الدول الغنية تتحفّظ على ذلك، إذ تخشى أن تحمل المسؤولية رسميًا وتُفيد بأنّ نظام تمويل المناخ معقّد كفاية بحالته الراهنة.

وتشكل هذه المسألة المالية أحد أكثر المواضيع الشائكة في كوب 27.

تريليونا دولار بحلول 2030

تحتاج الدول النامية والناشئة (دون الصين) استثمارات تتجاوز تريليوني دولار سنويا بحلول 2030 إذا أراد العالم لجم الاحترار المناخي والتكيف مع تداعياته على ما جاء في تقرير لرئاسة مؤتمر المناخ صدر يوم الثلاثاء.

ويفترض أن يأتي تريليون دولار من دول غنية ومستثمرين ومصارف تنمية متعددة الأطراف على ما جاء في هذا التقرير.

وقال أحد الخبراء الرئيسيين الذين أعدوا التقرير نيكولاس ستيرن "ينبغي على الدول الغنية أن تقر بأن من مصلحتها الحيوية - فضلا عن أنها قضية عدالة نظرا إلى التداعيات القاسية الناجمة عن المستويات العالية للانبعاثات الحالية والسابقة- الاستثمار في التحركات من أجل المناخ في الأسواق الناشئة والدول النامية".

مطالب بتعديل النظام المالي العالمي

وكان غوتيريش دعا يوم الإثنين الماضي أيضا إلى تعديل النظام المالي العالمي ليتمكن من مساعدة دول مثل باكستان ذات الدخل المتوسط المستثناة من تخفيف الديون الذي يطال الدول الفقيرة، رغم تعرضها لأضرار هائلة جراء الفيضانات الأخيرة التي غمرت ثلث أراضي البلاد قدرت بأكثر من ثلاثين مليار دولار.

وفيما ينهمك هذا البلد في إيجاد مساكن لملايين المشردين قبل حلول الشتاء، تساءل رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف من على منصة المؤتمر "كيف ينتظر منا أن نقوم بهذه المهمة الهائلة لوحدنا؟".

وأسف رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامبوزا لكون المساعدات متعددة الأطراف "خارج متناول غالبية سكان العالم بسبب سياسات إقراض لا تميل إلى المخاطرة ومرفقة بأكلاف وشروط باهظة".

وفي إجراء فوري، طالب غاستون براون بفرض ضريبة عالمية على شركات النفط والغاز الضخمة التي حققت أرباحا هائلة خلال السنة الحالية، مؤكدا "حان الوقت لكي تدفع هذه الدول ضريبة كربون عالمية على أرباحها لتمويل الخسائر والأضرار".

ووضع خبراء في الأمم المتحدة "خطوطا حمراء" واضحة لمكافحة التمويه أو الغسل الأخضر من جانب أطراف خاصة تقوم بوعود واهية عن الحياد الكربوني.

وأكد هؤلاء أن الشرط الرئيسي لحصول هذه الأطراف على الصدقية هو الابتعاد عن "النشاطات المدمرة للبيئة" ولا سيما كل ما يمكن أن يؤدي إلى قطع أشجار الغابات والتخلي التدريجي عن مصادر الطاقة الأحفورية المسؤولة عن الاحترار المناخي.

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي في مداخلة مصورة أن الأرض "لا يمكنها تحمل طلقة نارية واحدة" متهما روسيا بأنها صرفت العالم عن "تحركات جماعية" ضرورية لمكافحة الاحترار.