انقسام في ليبيا بسبب تبعيات الاتجاه لتشكيل حكومة ثالثة.. تفاصيل

عربي ودولي

بوابة الفجر

أصبحت ليبيا على مقربة من تكوين حكومة ثالثة بعدما كانت على أبواب إجراء إنتخابات رئاسية تتوافق مع مطالب الشعب الليبي في ديسمبر الماضي، ومع تصاعد مقترح تكوين حكومة جديدة على لسان بعد الأطراف السياسية في الداخل والخارج الليبي تتزايد الشكوك حول أسباب هذا المقترح.
وكشفت التقارير الاعلامية الليبية توافق رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري على ضرورة تشكيل حكومة ثالثة مُصغرة الهدف منها الوصول بالبلاد إلى إنتخابات رئاسية حرة ونزيهة. هذا التوافق جاء بالتزامن مع دعوات الولايات المتحدة الأمريكية لتقسيم البلاد على لسان رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا السابقة ستيفاني ويليامز.
وقد قدمت ويليامز مقترحًا بشأن إجراء أول إنتخابات رئاسية وإنتخاب مجلس رئاسي يتكون من ثلاثة أشخاص، يمثل كل عضو منهم واحدة من المناطق التاريخية الثلاث في ليبيا، وذلك لمواجهة مخاوف استئثار الرئيس بالسلطة، حسب قولها.
التقارير أوضحت ان توافق مجلسي النواب والدولة على تكوين حكومة ثالثة جاء بعدما أظهر رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، ورئيس حكومة الإستقرار في سرت، فتحي باشاغا، عدم رغبتهم في حل الأزمة سلميًا وقررا الإستعانة بالميليشيات والسلاح للوصول إلى كرسي الحكم المؤقت في البلاد.
إلى جانب ذلك، يعمل رئيس المجلس الأعلى للدولة على الترويج لفكرة الحكومة الثالثة بقوة، حيث قال في تصريحٍ له أنه لا يمكن الوصول بالبلاد إلى الإنتخابات دون وجود حكومة موحدة.
هذه التحركات والتصريحات دليل على وجود مخطط خارجي يهدف لتقسيم ليبيا والإبقاء على الفوضى والإنقسام بهدف نهب ما تبقى من ثروات الشعب الليبي من موارد نفطية، ولطالما سعت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا إلى تقسيم ليبيا لنهب الذهب الأسود الليبي.
وفي وقتٍ سابق تداولت الانباء خبر إحتمالية إنعقاد مؤتمر برلين في نسخته الثالثة لرسم خريطة سياسية مصغرة جديدة لليبيا، تشمل تشكيل حكومة مصغرة، وتحديد موعد للإنتخابات، والضغط على مجلسي النواب والأعلى للدولة للاتفاق على القاعدة الدستورية لتنظيم الإنتخابات.
وفي هذا الشأن قال الخبير والمحلل السياسي الليبي محمد الفيتوري، أن تكوين حكومة ثالثة كان في بداية الأمر حل مناسب سيقود البلاد نحو إنتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة، لكن ومع ظهور حقيقة أن هذا المقترح قادم من قبل دول تسعى لتحقيق مصالها في البلاد أصبح مرفوضًا لدى جميع أبناء الشعب الليبي.
الفيتوري أضاف أن توافق عقيلة والمشري على تكوين حكومة ثالثة وخلافهم على بنود القاعدة الدستورية ولقاءهم الأخير في تركيا يكشف عن وجود مخطط بين الطرفين الهدف منه إزاحة جميع الأجسام السياسية وتقاسم السلطة فيما بينهم، الامر الذي سينتهي بوجود حكومة ثالثة تقود البلاد نحو الإنقسام.