عاجل| من قمة المناخ لـ "العشرين".. بيان أوروبي أسترالي مهم بشأن التغيرات المناخية

الاقتصاد

رئيس المفوضية «أورسولا
رئيس المفوضية «أورسولا فون دير لاين»

جدّد الاتحاد الأوروبي وأستراليا العزم على مواصلة العمل من أجل إنجاح المنتديات الدولية متعددة الأطراف، وعلى رأسها مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب-27»، الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ حاليًا، لتحقيق أهداف مناخية طموحة.

بيان المفوضية الأوروبية بشأن مواصلة نجاح مؤتمر قمة المناخ

وتنشر بوابة الفجر الإلكترونية، أبرز ما جاء في البيان الصحفي الذي نشرته المفوضية الأوروبية، عبر موقعها الرسمي منذ قليل، تعليقًا على اجتماع عقدته رئيس المفوضية «أورسولا فون دير لاين»، ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، مع رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز، على هامش قمة مجموعة العشرين الكبرى في جزيرة بالي بإندونيسيا، حيث رحب الجانبان بدخول الاتفاقية الإطارية المشتركة بينهما حيز التنفيذ، وأكدا أن ذلك يمثل طفرة جديدة في العلاقات الثنائية. 


وأكد القادة خلال اجتماعهم التزامهم القوي بقيمهم المشتركة، لا سيما الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان والنظام متعدد الأطراف القائم على القواعد، وتعهدوا بالعمل معا بشكل وثيق لمعالجة أزمات المناخ والتنوع البيولوجي والتحديات العالمية الملحة الأخرى، وتعزيز تحقيق أهداف التنمية المستدامة.


وشدد القادة على أهمية وجود نظام تجاري متعدد الأطراف مفتوح وحر وعادل ومرن وقائم على القواعد، واتفقوا على العمل معًا لتنفيذ النتائج التي تم تحقيقها في المؤتمر الوزاري الثاني عشر لمنظمة التجارة العالمية، بما في ذلك وجود نظام لتسوية المنازعات يعمل بشكل كامل وجيد بحلول عام 2024.

وذكر البيان أن الجانبين أكدا مجددًا معارضتهم لاستخدام الإكراه الاقتصادي الذي يتعارض مع النظام القانوني الدولي ويقوض نظام التجارة العالمي، واتفقا على العمل معًا للرد على مثل هذه الممارسات، مع أهمية ضمان سماع أصوات الشعوب الأصلية على المستوى الدولي وعلى الحاجة إلى التعلم من معارفهم وخبراتهم.

كذلك، أقر القادة بالجهود المبذولة للخروج من تداعيات وباء كوفيد-19 والاستعداد بشكل أفضل للتهديدات الوبائية المستقبلية، وقد التزموا بالعمل معا لتعزيز هيكل الأمن الصحي العالمي، بما في ذلك من خلال التفاوض على إجراءات دولية ملزمة قانونيا بشأن الوقاية من الأوبئة والتأهب والاستجابة لها.

الاتحاد الأوروبي وأستراليا يدينان العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

أما بخصوص الأزمة الأوكرانية، أدان قادة الاتحاد الأوروبي وأستراليا بأشد العبارات الممكنة العمليات العسكرية الروسية غير القانونية ضد أوكرانيا، وأيدوا بقوة البيان المشترك لزعماء مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي، وأشادوا باستجابة بعضهما البعض القوية والمبدئية والموحدة للعمليات الروسية وعرضهما الجماعي لدعم أوكرانيا.

كما رفض القادة بشدة وقالوا إنهم لن يعترفوا أبدًا بالمحاولة غير القانونية لضم روسيا لمناطق دونيتسك ولوجانسك وزابورجيا وخيرسون التابعة للأراضي الأوكرانية، ولا «للاستفتاءات» الوهمية غير القانونية التي نظمتها روسيا هناك بنتائجها غير القانونية، حسب ما جاء في نص البيان.

شبه جزيرة القرم جزء لا يتجزأ من أوكرانيا

وأضاف البيان أن هذه المناطق، وكذلك شبه جزيرة القرم، هي جزء لا يتجزأ من أوكرانيا، لذلك يجب على روسيا أن تسحب فورا وبشكل كامل وغير مشروط قواتها من داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا وأن تكف عن عملياتها العسكرية التي تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة. وكرر القادة التزامهم الراسخ بمحاسبة روسيا وجميع الجناة والمتواطئين ودعمهم القوي للتحقيقات التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية وأقروا بجهود أوكرانيا لتأمين المساءلة.

الاتحاد الأوروبي وأستراليا: خطاب روسيا النووي غير مقبول

كما اتفقت أستراليا والاتحاد الأوروبي على أن خطاب روسيا النووي غير المسئول غير مقبول، وأن أي استخدام للأسلحة النووية أو الكيماوية أو البيولوجية من قبل روسيا سيقابل بعواقب وخيمة، وأنهم يقفون بحزم إلى جانب أوكرانيا وشعبها ويظلون ثابتين في دعمهم لاستقلال أوكرانيا وسيادتها وسلامتها الإقليمية داخل حدودها المعترف بها دوليًا.

معالجة التأثير الشديد للأزمة الأوكرانية

وتابع البيان أن قادة الاتحاد الأوروبي وأستراليا جددوا خلال اجتماعهم الأخير التزامهم بمعالجة التأثير الشديد للأزمة الأوكرانية على الناس في جميع أنحاء العالم، خاصة فيما يتعلق باضطراب وتقلب أسواق الطاقة والغذاء العالمية، وأيدوا تمديد مبادرة حبوب البحر الأسود إلى ما بعد فترتها الحالية المنتهية في نوفمبر الجاري، فيما رحبت أستراليا بممرات التضامن للاتحاد الأوروبي التي قدمت طرقًا بديلة للسماح للحبوب الأوكرانية والمنتجات الزراعية الأخرى بالوصول إلى الأسواق العالمية.

وتطرق القادة خلال اجتماعهم للقضايا المتعلقة بتغير المناخ والبيئة وانتقال الطاقة، وأكدوا التزامهم المشترك باتخاذ إجراءات عاجلة وطموحة لمعالجة تغير المناخ والكوارث الطبيعية وفقدان التنوع البيولوجي والتدهور البيئي ودعم الدول الصغيرة النامية والضعيفة، بما في ذلك دول جزر المحيط الهادئ، من خلال بناء المرونة والتكيف في الاستجابة لآثار تغير المناخ.

وجدد القادة التزامهم أيضا بالتنفيذ الكامل لاتفاقية باريس، مشيرين إلى الضرورة الملحة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وخفض درجات الحرارة 1.5 درجة من خلال التخفيضات السريعة والعميقة والمستمرة، في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في هذا العقد وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وتعهدوا بعدم ادخار أي جهد للقيام بعمل طموح من قبل جميع أعضاء المجتمع الدولي.

وأشادت أستراليا بقيادة الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي، بما في ذلك من خلال الصفقة الخضراء الأوروبية، فيما رحب الاتحاد الأوروبي بتصميم الحكومة الأسترالية على معالجة تغير المناخ وهدفها المعزز لعام 2030 لخفض الانبعاثات إلى 43% دون مستويات 2005 بحلول عام 2030، وكذلك قرارها بالانضمام إلى التعهد العالمي بشأن الميثان الذي أطلقه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في عام 2021.

والتزم الجانبان بتعميق التعاون بشأن تغير المناخ والانتقال العالمي العادل للطاقة نحو مسارات الحياد المناخي، بما في ذلك كفاءة الطاقة المتجددة وسلاسل إمداد الطاقة النظيفة والهيدروجين منخفضة الكربون مع التعهد بجمع الخبراء ورجال الأعمال والحكومات من كلا الجانبين لمناقشة حلول ملموسة.

وأشار الجانبان، إلى انعقاد الحوار القادم بين استراليا والاتحاد الأوروبي حول تغير المناخ والحوار رفيع المستوى حول الطاقة في عام 2023، حسب ما جاء في ختام البيان.