في ذكري استشهاده اليوم .. من هو المقدم محمد مبروك؟

في ذكرى استشهاده اليوم.. من هو المقدم محمد مبروك؟

تقارير وحوارات

المقدم محمد مبروك
المقدم محمد مبروك

تمر اليوم، 17 نوفمبر، ذكرى استشهاد العقيد محمد مبروك، على يد الجماعات الإرهابية، وبهذه المناسبة نستعرض في السطور التالية حياة هذا البطل.

من هو محمد مبروك؟
 

ولد محمد مبروك في محافظة بالقاهرة في منطقة الزيتون عام 1974، وتخرج في كلية الشرطة عام 1995، والتحق بجهاز أمن الدولة بعد عامين فقط من تخرجه واستمر في عمله بأمن الدولة منذ عام 1997 حتى مايو عام 2011، وبعدها تم نقله إلى جهاز الأمن الوطنى بمديرية أمن الجيزة.

وفي عام 2012 وبعد تولِي مرسي الحكم صدر قرار بنقله إلى 6 أكتوبر وإبعاده عن قطاع الأمن الوطني، لكن في يوليو 2013 وبعد الإطاحة بحكم الرئيس مرسي تم إرجاعه إلى جهاز الأمن الوطني مجددًا.

بداية محمد مبروك في التعامل مع ملف الإخوان

في التسعينات وبعد اغتيال اللواء رؤوف خيرت المسؤول عن الملف التكفيري أو الملف المتطرف كما يعرف بجهاز مباحث أمن الدولة منتصف التسعينيات، رفض العديد من اللواءات بجهاز مباحث أمن الدولة تولٌي مسؤولية الملف الديني، وذلك لكون عناصر الجهاز العاملة في هذا الملف تخوض حربًا ضروسًا ضد العناصر الجهادية بتنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية.
وبعد شهرين تقريبًا من وفاته تصدى للمهمة اللواء أحمد رأفت أو كان يعرف بالحاج مصطفى رفعت وكان حينها برتبة عقيد وقد خاض حربًا ضد العناصر الجهادية التابعة للجماعة الإسلامية، ووضع سياسة عمل جديدة اعتمدت في الأساس على ضم عناصر شابة صغيرة السن من الشرطة ليتشكل ما يعرف بأبناء أمن الدولة لديهم من القدرات الكفيلة على مواجهة المتطرفين، وكان من بين العناصر التي انتقاها رفعت الملازم أول محمد مبروك وتم تدريبه لمدة عام كامل ليكون أحد ضباط مكافحة الإرهاب الذين يشار إليهم بالبنان، حيث حصل المقدم محمد مبروك على ما يزيد على 10 دورات تدريبية في مجال مكافحة الإرهاب.

كان من أهم العناصر التي عاونت اللواء أحمد رأفت هو محمد مبروك حيث دخل في حوارات وبدأ يقوم بإحضار شيوخ الأزهر لمناقشة ومحاورة العناصر الجهادية، وطلب الحصول على دورة متقدمة في الفقه الديني لتجنب أي تأثير قد يتعرض له من الآراء الفقهية الدينية المتطرفة.

ومع انتقال العمليات الإرهابية من الصعيد والدلتا إلى سيناء، كان مبروك من العناصر التي شاركت في ملاحقة الجهاديين في سيناء بفاعلية وكان أحد المسؤولين عن الملف المتطرف التكفيري بسيناء ثم انتقل بعد ذلك للقاهرة.

أصبح محمد مبروك الضابط المسئول عن متابعة ملف جماعة الإخوان المسلمين لدى جهاز أمن الدولة، وبحسب بعض المصادر الأمنية أن مبروك قام بتحريات عن وجود اتصالات بين جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى وقيادات أمريكية من أجل في مشروع (الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد) حسب وصف وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس آنذاك وما ينطوى عليه من إعادة تقسيم دول الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي كان محلا للتحقيق من قبل نيابة أمن الدولة العليا في القضية رقم 500 لسنة 2008 حصر أمن الدولة العليا.

وقبل أحداث ثورة 25 يناير في 9 يناير 2011 نجح في تسجيل مكالمات هاتفية ورصد رسائل متبادلة بين محمد مرسى عضو مكتب الإرشاد آنذاك وأحمد عبد العاطي مسؤول التنظيم الدولى للإخوان في تركيا، حيث تم القبض على محمد مرسى و34 من قيادات الإخوان على ذمة القضية وأودعوا بسجن وادى النطرون ولكنهم هربوا من السجن عقب أحداث جمعة الغضب، وقدم مبروك في هذا الوقت تقريرًا مفصلًا حول اجتماع قيادات الإخوان للتنسيق لأحداث العنف أثناء أحداث ثورة 25 يناير.

وفي 2013 وعقب أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة نجحت تحرياته في إلقاء القبض على عدد من قيادات جماعة الإخوان على رأسهم: محمد بديع المرشد العام وخيرت الشاطر عضو مكتب الإرشاد.

قضية  التخابر

عقب عودته لجهاز الأمن الوطني في يوليو 2013 قام بإعداد ملف تحريات يثبت فيه تورط الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من قيادات والمسئولين السابقين في قضية تخابر مع قيادات من حماس، وكان مبروك هو الشاهد الرئيسي للمحاكمة.

اغتيال البطل محمد مبروك

في نوفمبر 2013 قامت جماعة أنصار بيت المقدس بإصدار أوامر باغتيال المقدم محمد مبروك والذي كان على رأس قائمة إغتيالات تستهدف قيادات من الشرطة المصرية، وتم الاستعانة بضابط مصري يدعى محمد عويس هو ضابط بالإدارة العامة لمرور القاهرة الذي كان زميلًا وصديقًا له، وطلبوا منه إمدادهم بمعلومات عن مجموعة من الضباط يعملون بجهاز الأمن الوطني من ضمنهم مبروك والذي قام بإمداد التنظيم بمعلومات عن تحركات خط سير زميله.

وفي مساء يوم الأحد الموافق 17 نوفمبر 2013 قام 7 أشخاص ملثمين بتنفيذ عملية اغتيال المقدم مبروك حيث استخدموا سيارتين وتم إطلاق 13 رصاصة عليه أثناء خروجه من منزله بمدينة نصر ولقي مصرعه على الفور.

ونعى رئيس الجمهورية وقتها عدلي منصور المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطني الذي اغتالته العناصر الإرهابية مساء يوم الأحد واعتبره شهيدًا للواجب والوطن، واتهمت الشرطة المصرية جماعة الإخوان المسلمين بتخطيط وتنفيذ حادث الاغتيال وأن الغرض هو منع مبروك من استكمال ملف تحقيقات قضية التخابر.

تكريم الشهيد محمد مبروك

عقب اغتياله تم ترقيته إلى رتبة عقيد، وقام الرئيس المؤقت وقتها عدلي منصور بتكريم أسرة محمد مبروك أثناء تسليمه الوسام التقديري لأهالي شهداء الشرطة، وقات محافظة القاهرة بإطلاق أسمه على إحدى المدارس في القاهرة.