«كريستيانو رونالدو» والرقصة الأخيرة للصعود على منصات التتويج

الفجر الرياضي

رونالدو
رونالدو

«كريستيانو رونالدو دوس سانتوس أفيرو» رجل يعرفه الجميع عن ظهر قلب في كل مكان من بقاع الأرض، ولما لا وهو الساحر الأعظم بتاريخ الساحرة المستديرة، تلمع عينيك دون مقاومة كلما شاهدت الحروف الأولى من إسمه، أو رأيته على البساط الأخضر كما حدث منذ قليل مع إبتسامة عريضة والكثير من السعادة. 

يدخل رونالدو البطولة وهدفه   قيادة الكتيبة البرتغالية نحو تحقيق إنجاز جديد لم يسبق لبلاده تحقيقه في تاريخ مشاركتها في المونديال، ولم لا والساحر الأعظم في بلاد الملاحون لا يزال قادر على الركض لتسعون دقيقة.

يحمل كريستيانو طموحات شعبه في قطر لتحقيق الكأس الذهبية الغالية، الكتيبة البرتغالية تعج بالنجوم من مختلف الدوريات الكبرى، حيث يعتبر الجيل الحالي هو الأفضل في تاريخ برازيل أوروبا. 

يطمح كريستيانو رونالدو اللاعب الذي نشأ في جزيرة ماديرا، أحد الجزر الصغيرة بالبرتغال، للصعود على المنصات التتويج ورفع الكأس الذهبية، الأغلي في حياته وحياة شعبه.. 

يدخل المحارب الأعظم في تاريخ الكتيبة البرتغالية تحدي هو الأهم والأخطر في حياته المهنية حين يقود منتخب بلاده في كأس العالم 2022 في مونديال قد يعد الأخير للساحر العظيم، التي تستضيفه الأراضي القطرية للمرة الأولى في تاريخها وفي تاريخ الدول العربية. 

يعاني صاروخ ماديرا من العديد من الأزمات الذي لحقت به منذ إنطلاق الموسم التحضيري لفريقه مانشستر يونايتد الإنجليزي، منذ إعلان الصحف غياب البرتغالي عن حضور الدورة التدريبية للفريق لرغبته في الرحيل لآخر يشارك في دوري أبطال أوروبا.

بدأت الحالة النفسية السيئة للبرتغالي منذ انطلاق الموسم بعد إبعاده عن المشاركة الأساسية مع مانشستر يونايتد ومشاركته لدقائق قليلة مع الفريق حسب الرؤية الفنية لمدربه إرين تين هاغ، الذي يرى حلفاء اللاعب إن الهولندي دائمًا ما يحاول إظهار سيطرة على غرفة اللاعبين على حساب القائد الأعظم لبرازيل أوروبا. 

يخرج للإعلام ليخبرهم أنه محظوظ للغاية لأنه سيدرب اللاعب الأعظم في العالم، حين أعلن مانشستر يونايتد عن تعيينه مدير فني للفريق، يجلسه على دكة البدلاء مبررًا عدم جاهزيته لغيابه عن الدورة التحضيرية للفريق، ومن ثم يبرر غيابه في مباراة أخرى لحاجة الفريق لجهوده أكثر في المباراة القادمة، هكذا يرى عشاق البرتغالي إن اللاعب وقع صيدًا لمدرب مغرور لا يملك في سيرته الذاتية سوى أنه درب الساحر الأعظم بتاريخ اللعبة كريستيانو رونالدو. 

ويقود صاروخ ماديرا كتيبة فيرناندو سانتوس نحو البطولة الأعرق بالتاريخ، وهو يحمل على عاتقه الكثير من الآمال لبلاده لتحقيق إنجاز جديد للملاحين.

ويسعى كريستيانو نحو تحدي نفسه قبل الآخرين، والظهور بمستوى يليق بإسم من كتبت حروفه من ذهب على جدران الساحرة المستديرة، البرتغالي يرغب في العودة للتسجيل مع منتخب بلاده في مشاركته الخامسة على التوالي مع الملاحين في بطولة كأس العالم.

ويمتلك البرتغالي رصيد كبير لدى عشاقه في ثقتهم نحو عودة اللاعب الأفضل بالعالم لإسكات المشككين في قدرة اللاعب على زيارة الشباك بغزارة كما يفعل دايمًا، والظهور بمستوى يليق بالإسم الذهبي للساحر الكبير كريستيانو رونالدو.

الأزمة الحالية التى يعاني منها وإثبات إن العمر مجرد رقم ليس أكثر وتحقيق إنجاز جديد يكتب في كتاب

رجل لا يعرف الخسارة 

ويملك كريستيانو رونالدو إصرار وعزيمة لا يملكهم غيره من  من عظماء اللعبة  صاحب إصرار وعزيمة لا يملكها الكثير ممن خطت قدمهم البساط الأخضر. 

 ولا تعد تلك المرة الاولى التي يتلقى بها البرتغالي الانتقادات والاتهامات أنه لم يعد قادر على العطاء كما كان في عقدين ماضيين، رونالدو دائمًا ما يتعرض لتلك الأمور بداية عندما كان يحمل قميص الملكي ريال مدريد الإسباني، وطالته أيضًا حين خطت أقدامه أرض تورينو للدفاع عن ألوان السيدة العجوز. 

لكن سريعًا ما كان يعود كريستيانو للرد على الانتقادات على البساط الأخضر، مسبب الإحراج لكن من انتقده، آخرهم الموسم الماضي حين عاد اللاعب للشياطين الحمر، وحصل على جاهزة هداف اليونايتد في وجود مهاجم قناص بجواره «الأوروجواني كافاني»، كما احتل ثاني هدافي الدوري الأقوى بالعالم، برصيد 18هدف بفارق خمسة أهداف عن صاحبي المركز الأول بالتساوي الدولي المصري محمد صلاح، والكوري الجنوبي سون هيونج وكل منهم سجل 23هدف.

نشأته

ولد كريستيانو رونالدو في الخامس من فبراير عام 1985 في أحد الأحياء الفقيرة التي تقع في جزيرة ماديرا بالبرتغال، أخ لثلاثة أشقاء هو اصغرهم، وأب يعمل مدرب كرة القدم لأحد أندية الهواة، وأم كانت ربة منزل.

بدأ ابن ماديرا ممارسة كرة القدم في الثامنة من عمره، حيث لعب لنادي أندورينها، الذي يعمل به والده مدرب للفريق، واستمر البرتغالي يلعب تحت أعين أباه، حتى انتقل بعدها لناسيونال ماديرا.

وتعرض كريستيانو لمشاكل صحية بالقلب كادت إن تنهي مشوار اللاعب الذي لم يبدأ بعد مبكرًا، لكن رونالدو خضع لعملية جراحية ناجحة ليعود من بعدها ويواصل ممارسة هوايته المفضلة على البساط الأخضر. 

وغادر بعد ذلك الفتى الصغير إلى سبورتنج لشبونه أحد الأندية العمالقة بالبرتغال بعد تجاوزه اختبارات فريق كرة القدم بإمتياز، ليبدأ إسم كريستيانو في الإنتشار أكثر. 

ويقدم رونالدو ما يلفت الأنظار مع فريق الشباب، حتى يتم تصعيده للفريق الأول وهو لم يبلغ بعد عامه الثامنة عشر.

ويظهر اللاعب في المباراة الودية التي جمعت بين مانشستر يونايتد الإنجليزي وسبورتنج لشبونه، في الإحتفالية الخاصة بافتتاح ملعب الأخير، ليلفت صغير ماديرا الأنظار لكل من شاهده على ملعب خوسيه ألفالادي. 

وينتقل كريستيانو رونالدو في قمه صيف 2003، لارتداء قميص الشياطين الحمر، ليصبح البرتغالي الأول في فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي. 

وبدأ إسم كريستيانو رونالدو يظهر أكثر فأكثر، لم لا واللاعب لواحد من أقوى أندية العالم، ويتدرب تحت أحد أعظم مدربين اللعبة على مستوى الكرة الأرضية «السير اليكس فيرجسون» الاستكلندي الذي ساعد رونالدو من خطت أقدامه ملعب الاولد ترافورد. 

وارتدى اللاعب القميص رقم 7 الأسطوري، ليواصل مشوار الأساطير الذين سبقوه، حيث حقق البرتغالي العديد من الجوائز الجماعية والفردية خلال الستة أعوام التي قضاها في مدينة مانشستر.

مشوار كريستيانو لم يكن حافل بالورود كما يعتقد البعض، تعرض رونالدو في 2005 لصدمة كبيرة بعد وفاة والده، لكن سريعًا ما استطاع الساحر البرتغالي تجاوز الأزمة بمساعدة العائلة والأب الروحي للاعب البروفيسور الاستكلندي «السير اليكس فيرجسون».

 وحصل رونالدو مع الشياطين الحمر على ثلاثة ألقاب من الدوري الإنجليزي الممتاز، ولقبين من كأس الرابطة، ولقب لكل من كأس الدرع الخيرية ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.، وجائزة أفضل صاعد أوروبي من جويرين سبورتيفو الإيطالية، والأفضل بالعالم من فيفا عام 2008، كما نال كرته الذهبية الأولى قبل الخروج من الاولد ترافورد.

وبالتحديد في السادس من يوليو لعام 2009 وسط حضور 80 ألف داخل مدرجات السنتياجو برنابيو تم تقديم كريستيانو رونالدو لاعبًا  لريال مدريد الإسباني في صفقة كلفت خزينة الملكي 80 مليون جنيه استرليني.

وتبدأ رحلة جديدة للساحر البرتغالي في بلاد الأندلس، ليواصل اللاعب مشواره الحافل بالألقاب، والانفراد بالصعود على منصات التتويج لنيل الجوائز الفردية والجماعية. 

وحمل رونالدو كأس الشامبيونز ليج ثلاثة مرات رفقة ملوك، ومثلهم في كأس العالم للأندية، والسوبر الأوروبي على المستوى الدولي،  وعلى المستوى المحلي توج بكل من الدوري الإسباني والسوبر وكأس ملك إسبانيا في مناسبتين.

وتوج كريستيانو بالكرة الذهبية أربعة مرات بقميص ريال مدريد، كما حصد الحذاء الذهبي في ثلاثة مناسبات، كما تربع الساحر البرتغالي على عرش هداف الشامبيونز ليج لستة مواسم متتالية في رقم قياسي لم يقترب احد منه حتى الآن.

وبعد تلك الإنجازات التي حصل عليها كريستيانو رونالدو خلال تسعة أعوام قضاها داخل قلعة البرنابيو بالعاصمة الإسبانية مدريد، جمع البرتغالي امتعته ليرحل عن بلاد الأندلس، ويشد الرحال إلى تورينو للدفاع عن ألوان السيدة العجوز، مرتديًا قميص يوفينتوس الإيطالي.

وواصل البرتغالي حصد الألقاب رفقة عملاق إيطاليا، حيث حصل مرتين على كل من لقب الكالتشيو  والسوبر، وتوج بكأس إيطاليا مرة واحدة، استطاع رونالدو في ثلاثة أعوام قضاها داخل جدران تورينو تسجيل 81 هدف، ليصبح أكثر من سجل تاريخ الدوري الإيطالي. 

وفي الثامن والعشرون من أغسطس لعام 2021، أعلن مانشستر يونايتد عودة أسطورته البرتغالية للأراضي الإنجليزية من جديد، بعد رحيله عن الفريق منذ 12 عام.

وقاد البرتغالي برازيل أوروبا للفوز بكأس أمم أوروبا عام 2016، ودوري أمم أوروبا في 2019.

الرقصة الاخيرة لصاروخ ماديرا

قد تعد مشاركة الساحر البرتغالي كريستيانو رونالدو بمونديال قطر 2022 هيا الأخيرة له، نظرًا لبلوغه السابعة والثلاثون، لتكون دافع لللاعب في الظهور بمستوى يليق بوداع الأفضل بالعالم من عرس مونديالي قد يكون الأخير لأفضل من لمست أقدامه كرة القدم.

يملك البرتغالي فرناندو سانتوس المدير الفني للملاحين، العديد من الأوراق الرابحة في جعبته نحو رحلة برازيل أوروبا في بلاد آسيا، على رأسهم بكل تأكيد وبلا شك الساحر كريستيانو رونالدو.

فهل ينجح صاروخ ماديرا في حمل المونديال للمرة الأخيرة في مشاركته المونديالية ام سيكون للقدر رأي آخر ؟