استهداف الحوثي لميناء الضبة.. هل يقلب الطاولة على أذناب إيران باليمن؟

تقارير وحوارات

ميناء الضبة.. أرشيفية
ميناء الضبة.. أرشيفية

تواصل مليشيات الحوثي الإرهابية على تنفيذ عملية تخريبية وإرهابية جديدة استهدفت ميناء الضبة النفطي في حضرموت، بمسيّرة مفخخة، أثناء تواجد إحدى السفن التجارية بالميناء.

 

جاء ذلك وفق ما كشفت عنه وزارة النفط والمعادن اليمنية، حيث قال إن مليشيات الحوثي  استهدفت ميناء الضبة النفطي في حضرموت.

 

ونددت وزارة النفط في بيان لها أن هذا الهجوم الإرهابي، مؤكدة أن هذه العمليات الإرهابية لن تثنيها عن مواصلة العمل على تخفيف معاناة الناس، والعمل مع كافة الجهات بالدولة لمواجهة التهديدات الحوثية ومسيرات إيران التي حاولت اليوم استهداف الميناء لمضاعفة حربها الشرسة التي تشنها على الشعب اليمني، لتفاقم بذلك الأزمة الاقتصادية، وتزيد من معاناة شعبنا اليمني في كافة المحافظات.

 

وحذت الوزارة من انعكاسات هذه الاعمال الارهابية على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، خصوصًا ونحن أمام جماعة مارقة عن النظام والقانون، ولا تؤمن بالسلامة الملاحية والجوانب الإنسانية والمواثيق الدولية.

 

وأشارت الوزارة إلى ان هذه الأعمال غير المسؤولة تستهدف تشتيت الجهود الحكومية ومسؤوليتها تجاه الشعب اليمني، والعمل على تعزيز السلام وجذب الشركات ورفع المخاطر التي تنعكس سلبًا على الوضع المعيشي للمجتمع، وتجعل من بيئة الاستثمار في اليمن بيئة طاردة يتحمل نتائجها الشعب اليمني كافة فئاته.

 

وأكدت أن المساس بالوزارة بكافة وحداتها ومنشآتها ملك للشعب، عمل إجرامي آثم يعكس إصرارًا واضحًا من مليشيات الحوثي الإرهابية على مواصلة اعتداءاتها على المؤسسات والمنشآت المدنية، وزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن، وعرقلة التوصل إلى أي حل سياسي يلبي طموحات شعبنا المتطلع للأمن والاستقرار والسلام، وإنهاء الحرب، وإنهاء لغة التعالي والغرور والأعمال الإجرامية التي طالت حتى المكتسبات الوطنية والقومية للدولة.

 

كما أكدت الوزارة أنها ستواصل أداء مهامها وواجباتها، وبما يحقق آمال وتطلعات شعبنا الأبي الصابر.. مجددة التأكيد على أن هذا الهجوم الإرهابي لن يُثني الحكومة اليمنية عن المضي في مهامها لاستعادة مؤسسات الدولة، ومواجهة ما يقف أمامها من تحديات ومخاطر، وأن تلك الأعمال لن تبدد القدرات وإن طال عبثها، بل إنها لن تزيد الشعب اليمني إلا إصرارًا وثباتًا في تحقيق طموحاته واستعادة شرعيته حتى يعود السلام للشعب.

 

◄ الحكومة اليمنية


وقالت الحكومة اليمنية إن استمرار استهداف المليشيا الحوثية الارهابية للأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية الوطنية يمثل تصعيدا خطيرا من شأنه مفاقمة الوضع الانساني، وتهديد إمدادات الطاقة وحرية وسلامة الملاحة والتجارة الدولية.

وأكدت الحكومة في بيان ان هذه الاعتداءات الاجرامية المتكررة على المنشآت والاعيان المدنية، تمثل انتهاكا صارخا لكل القوانين والاعراف الدولية، واستهتارا سافرا بالتداعيات الانسانية والبيئية والاقتصادية الكارثية المترتبة عليها.

وأكد البيان أن المليشيا الحوثية الإرهابية أقدمت على هجومها الجديد بالطائرات الإيرانية المسيرة مستهدفة ميناء الضبة النفطي بحضرموت أثناء رسو احدى السفن النفطية التجارية في الميناء غير مكترثة بمخاطر وآثار هذه الاعتداءات الاجرامية الجبانة.

وذكر البيان بالجهود الحكومية الرامية إلى التخفيف من معاناة الشعب اليمني وتلبية الحد الأدنى من الخدمات رغم شحة الامكانات والظروف الاقتصادية الصعبة جراء الحرب التي اشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية بينما تواصل هذه المليشيات تماديها الصلف في استهداف ما تبقى من الشرايين المنقذة لحياة ملايين اليمنيين.

وجددت الحكومة من هذا المنطلق دعوتها المجتمع الدولي، إلى الانتقال من الادانة لهذه الأعمال الإرهابية التي تهدد استقرار اليمن والمنطقة، إلى العمل الجماعي لردعها ومواجهتها بتصنيف تلك المليشيا منظمة إرهابية دولية، ومواجهة تهديداتها للسلم والامن الدوليين، ومضاعفة الضغوط على النظام الإيراني المارق لوقف أعماله وتدخلاته المزعزعة لأمن واستقرار دول المنطقة والعالم".

 

◄ هيئة رئاسة مجلس الشورى باليمن


كما دانت هيئة رئاسة مجلس الشورى باليمن، الإعتداءات الإرهابية المتكررة التي تقوم بها المليشيات الحوثية، على الأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية الوطنية، في تصعيد خطير لا يتفق مع توجهات المجتمع الدولي للبحث عن طريق عادل للسلام في اليمن.

وقالت الهيئة في بيان لها "ن هيئة رئاسة مجلس الشورى ترى أن إقدام المليشيا الحوثية على تنفيذ عملية تخريبية وإرهابية ثانية خلال شهر استهدفت ميناء الضبة النفطي في حضرموت، بطيران مسير، أثناء تواجد إحدى السفن التجارية بالميناء، سلوك عدواني يعكس الطبيعة الإرهابية للمليشيات الحوثية، وتاريخ ممتد من الأعمال الإجرامية".

وأضاف البيان أن مليشيا الحوثي بهذا الفعل الإجرامي اثبتت للعالم مجددًا إنها جماعة إرهابية لا تكترث للقوانين الدولية وسلامة الملاحة البحرية وحركة التجارة العالمية، ولايهمها السلام بالمنطقة".

وطالبت هيئة رئاسة مجلس الشورى، المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بضرورة اتخاذ موقف فوري وإجراءات حاسمة لوقف الأعمال العدوانية التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية..مثمنة جهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الداعم للشرعية..مجددة موقف مجلس الشورى الداعي لتحقيق الاستقرار في المنطقة وإحلال السلام العادل والمستدام للشعب اليمني وفق المرجعيات الثلاث.

 

◄السعودية

 

كما دانت المملكة العربية السعودية، استمرار استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية للأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية في اليمن.

واكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان وفقا لوكالة الأنباء السعودية “واس”أن ذلك الاستهداف هو ما يؤكد نهج المليشيات المستمر على زيادة معاناة الشعب اليمني ورفضها الدائم للجهود والمبادرات الدولية كافة مع استمرارها في استهداف المنشآت المدنية والاقتصادية وإمدادات ممرات الطاقة العالمية، وسلامة الملاحة والتجارة الدولية".

وجددت الوزارة، وقوف المملكة وتضامنها التام مع الجمهورية اليمنية، مؤكدة موقف المملكة الداعي إلى وقف استمرار تدفق الأسلحة لميليشيا الحوثي الإرهابية ومنع تصديرها للداخل اليمني، وضمان عدم انتهاكها لقرارات الأمم المتحدة.

كما أكدت وزارة الخارجية، موقف المملكة الثابت في دعم الشعب اليمني، وأهمية توفير الدعم اللازم لمجلس القيادة الرئاسي لتحقيق السلام المستدام في اليمن.

أعرب السفير الأميركي في اليمن ستيفن فاجن عن قلقه من احتمال تجدد التصعيد في البلاد، بعد ساعات من هجوم شنه الحوثيون على ميناء الضبة النفطي في محافظة حضرموت.
       

◄ السفارة الأميركية في اليمن


ونقلت السفارة الأميركية في اليمن عن فاجن قوله، في بيان، إن هجمات الحوثيين على الموانئ لن تؤدي إلا إلى الإضرار بالشعب اليمني إذ ستؤدي إلى تفاقم نقص الوقود.

وعبر فاجن عن أسفه من أن "عدم استعداد الحوثيين للتوصل إلى حل وسط أدى إلى انهيار الهدنة الأممية، التي انتهى سريانها في 2  أكتوبر الماضي".
        
ودعا السفير الأميركي الحوثيين إلى "وقف تهديداتهم للتجارة البحرية الدولية والجلوس إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب والقيام بدور بناء في تحقيق تسوية سياسية شاملة يتفاوض عليها اليمنيون".
        
كما طالبهم بإطلاق سراح 12 من موظفي السفارة الأميركية محتجزين في صنعاء "دون أن يصابوا بأذى والتوقف عن استخدامهم كرهائن في الصراع.

 

و تصدرت هجمات مليشيات الحوثي ضد موانئ النفط في شبوة وحضرموت أولويات أعضاء مجلس الأمن الدولي الذين اعتبروها "اعتداءات إرهابية".

 

◄ مجلس الأمن الدولي

 

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة إحاطة شهرية أعقبتها مشاورات مغلقة، لمناقشة مستجدات الأوضاع العسكرية والإنسانية، خاصة الهدنة الأممية المنقضية في مطلع أكتوبر الماضي دون تجديد، بعد رفض مليشيات الحوثي توسيعها.

 

◄ الإمارات

 

وكشفت كلمة السفير محمد بوشهاب، نائب مندوبة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، عن جرائم مليشيات الحوثي ابتداء من هجماتها ضد الموانئ إلى جانب اتخاذها تكتيكات التنظيمات الإرهابية.

وأدان بوشهاب بشدة الهجمات الحوثية "التي تشكل تهديدا خطيرا على الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة العالمية والاقتصاد اليمني".  

وقال المندوب الإماراتي إن مليشيات الحوثي قامت بقصف الأعيان المدنية ومخيمات النازحين بمحافظتي مأرب وتعز متسببة بمقتل وإصابة مدنيين بينهم أطفال ونساء فضلا عن تفجيرها للطرقات منها جسر يربط بين لحج وتعز المحاصرة.

وأضاف أن مليشيات الحوثي "تستمر بارتكاب أبشع الانتهاكات وشن حملات ترهيب واعتقال وتظهر هذه الجرائم إصرار مليشيات الحوثي على عودة اليمن إلى ما قبل الهدنة وتتناقض مع المساعي الإقليمية والأممية لتجديدها".

كما أنها تشبه تماما تكتيكات الجماعات الإرهابية الأخرى التي تهاجم المدنيين لتحقيق مكاسب سياسية وفي المقابل أبدى مجلس القيادة الرئاسي مرونة كبيرة وضبطا للنفس فيما تتمسك مليشيات الحوثي بشروط تعجيزية في المفاوضات"، وفقا للدبلوماسي الإماراتي.  

وحذر من التصعيد العسكري الحوثي واستهداف المصالح الاقتصادية اليمنية والتي من شأنها أن تؤدي إلى عواقب بيئة كارثية في بحر العرب وخليج عدن تضاهي تهديد خزان صافر المتهالك في البحر الأحمر.

وشدد في ختام كلمته على أهمية الإجماع الدولي في مجلس الأمن ضد السلوك المعادي في اليمن وأن يتخذ إجراءات رادعة بما فيه ممارسة المزيد من الضغوطات وفرض العقوبات لردع مليشيات الحوثي الإرهابية على الاستمرار في تهديد أمن اليمن والمنطقة.

وانتقد المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة عبد العزيز الواصل مراقبة المجتمع الدولي بصمت معددا جرائم مليشيات الحوثي والتي تنوعت من استهداف الموانئ إلى عسكرتها واستغلالها في التهريب.

وقال في كلمته إن المجتمع الدولي برمته يراقب بصمت الظروف الدقيقة الحرجة التي يمر بها اليمن حاليا وتبعاتها الوخيمة على المواطن اليمني وأمن المنطقة والملاحة والممرات البحرية الإقليمية والدولية وما يحتم على هذا المجلس مناقشة أبعاد المشهد اليمني الحالي بكل شفافية وموضوعية".

وأضاف لقد شهدنا جميعا استئناف مليشيات الحوثي الإرهابي أعمالها الإرهابية والتي استهدفت ميناء الضبة في حضرموت ومينا قنا والنشيمة واستهداف مخيمات النازحين في مدينة مأرب".

إضافة إلى استغلال موانئ الحديدة رأس عيسى لتكريس عمليات تهريب الأسلحة والممنوعات وتهريب الخبراء العسكرين من دول الجوار والإرهابيين الدوليين من بعض الدول الإقليمية الداعمة لتلك المليشيات ومنها ما ضبطه من قبل البحرية الأمريكية من مواد متفجرة"، وفقا للدبلوماسي السعودي.

وأوضح أن مليشيات الحوثي ما زالت تشترط لتمديد الهدنة أن يدفع التحالف رواتب مقاتليها الخارجين عن القانون الذين يرتكبون جرائم إنسانية بحق اليمنيين وأن تكون بالدولار الأمريكي وليس بالعملة المحلية وفي انتهاك صارخ لاتفاق الهدنة ما زالت المليشيات ترفض إيداع إيرادات موانئ الحديدة في البنك المركزي اليمني.