شركات سياحية رومانية تزور دير سانت كاترين للتعرف على مشروع التجلي الأعظم

أخبار مصر

جانب من الزيارة
جانب من الزيارة

زار عدد من أصحاب الشركات السياحة برومانيا، دير سانت كاترين بغرض الترويج لمشروع التجلي الأعظم ورافقهم فى الزيارة الآثارى حسام صبحي، مدير منطقة آثار سانت كاترين، وشرح لهم معالم الدير وقاعة العرض المتحفى بمنطقة الوادى المقدس داخل الدير.

رأي الخبراء 

ومن ناحيته أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، أن هناك العديد من الجهات داخل مصر وخارجها تقوم بزيارة الدير وجبل موسى للترويج للمشروع القومى بالمدينة المسجلة تراث عالمى منذ عام 2002 وذلك منذ بداية المشروع.

القيادة السياسية

ويحظى المشروع باهتمام القيادة السياسية فى مصر ويتابع الرئيس عبد الفتاح السيسى مستجدات العمل في مشروع "التجلي الأعظم فوق أرض السلام" بسيناء بكافة مكوناته الفندقية والسياحية والخدمية والطرق والمحاور المؤدية إلى الموقع ويصدر توجيهاته بالاستمرار في بذل كافة الجهود لتقديم تلك البقعة المقدسة من أرض مصر للإنسانية ولجميع الزائرين من أنحاء العالم على النحو الأمثل، تقديرًا لقيمتها الروحية الفريدة التي تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة مع مراعاة أن تكون المباني والإنشاءات والمرافق متناغمة مع الطبيعة البيئية للمكان وكذا زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة حفاظًا على البيئة.

عناصر المشروع

وأشار الدكتور ريحان إلى أن المشروع يسير وفق هذه التوجيهات منذ اطلاقه فى يوليو 2020 حيث يتم إنشاء  فنادق بيئية أو إيكولوجية وهى منشئات سياحية تم تخطيطها وتنسيقها وتصميمها وبناءها لتنسجم مع السياق الطبيعي والثقافي للمنطقة المحيطة أى تستخدم خامات طبيعية من البيئية من أحجار وأخشاب وغيرها ولا تزيد الارتفاعات حتى تحافظ على بانوراما الموقع وتكون بنفس شكل الجبل والبيئة حولها للمحافظة على الرؤية البصرية وجلال وجمال ورهبة المنطقة وتعمل كل الجهات المعنية تحت إشراف الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء.

اشتراطات اليونسكو 

وتسير كل الأعمال وفق اشتراطات اليونسكو باعتبار منطقة سانت كاترين تراث عالمى استثنائى باليونسكو منذ عام 2002 وقد رشحت لأربعة معايير، الأول والثالث والرابع والسادس والاستثناء يكمن فى موقعها الجغرافى لسيناء والدور الذى لعبته فى تاريخ الإنسانية حيث مر بها العديد من الشخصيات والجيوش وارتباطها بنبى الله  موسى مما أثّر فى ظهور دور التعبد فيها فى بقاع متفرقة وتضم قصص تخص الأديان الثلاثة كما أن تشكيلات جبالها وتغطيتها بالثلوج فى فصل الشتاء تعطيها أهمية عالمية استثنائية

سانت كاترين 

ونوه الدكتور ريحان إلى أن كل المبانى الأثرية بسيناء عامة وسانت كاترين خاصة كانت نتاج التفاعل بين الإنسان والبيئة واستخدام مواد بناء محلية حيث أن بناء دير سانت كاترين نفسه كان من أحجار صخرية قائمة الزوايا من الجرانيت الصلد أخذت حجارته من جبل الدير الجنوبى والمونة من الغرين المتخلف عن السيول بالمنطقة بل وبنى الدير باتجاه شمال شرق وجنوب غرب موازى لمجرى السيل حتى لا يجرفه السيل، مع عمل فتحات سفلية قريبة من مدخل الحجاج بالجدار الشمالى الشرقى لتجميع مياه السيول وكان من نتيجته مقاومة الدير منذ القرن السادس الميلادى لأخطار سيول مستمرة بسيناء ويتم حاليًا ضمن مشروع التجلى الأعظم تنفيذ مشاريع لدرء أخطار السيول بمحيط مدينة سانت كاترين وتحويل مساراتها للاستفادة منها كمصادر مياه عذبة
ويتضمن مشروع التجلى الأعظم حماية صحراء سانت كاترين والتنوع البيولوجى وعمل بنك جينات للفصائل النادرة والتراث الثقافى للبدو وإدراجه فى مخططات التنمية والإدارة وهناك برنامج واضح للحفاظ على المنطقة كتراث معمارى، ومن الجانب الاجتماعى فإن المشروع يتضمن تحويل التراث الثقافى والطبيعى ليؤدى وظيفة فى حياة المجتمع المحيط وتشجيع المجتمع باستثمار موارد فى التراث ومشاركة القيادات المحلية والأهالى فى كل مراحل المشروع.

الطريق إلى الجبل 

وأردف الدكتور ريحان بأن المشروع يتضمن تمهيد وتأمين الطريق المؤدى إلى جبل موسى وجبل التجلى ودير سانت كاترين ومنها عمل ممشى سياحى يحاكى المسار التاريخى لسيدنا موسى عبر وادى الراحة وصولًا إلى جبل التجلى،  وقد تجلى سبحانه وتعالى للجبل حين طلب نبى الله موسى رؤية ربه حين ذهابه لتلقى ألواح الشريعة فى رحلته الثانية فدك الجبل  "فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا " الأعراف 143 كما يتم تطوير طريق وادى حبران – دير سانت كاترين وهو طريق تاريخى عبره نبى الله موسى إلى جبل الشريعة بالوادى المقدس ليتلقى ألواح الشريعة واستخدم بعد ذلك لعبور الحجاج المسيحيون والمسلمون من ميناء الطور إلى جبل موسى ودير سانت كاترين

متحف الدير 

وتابع بأن الوفد الرومانى حرص على زيارة قاعة العرض المتحفى بالدير التى أنشئت عام 2001 وتضم عدة نسخ من صورة العهدة النبوية المعتمدة وهو العهد الذى يؤمّن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المسيحيين على أموالهم وأنفسهم ومقدساتهم وممتلكاتهم كما يحوى أشهر مخطوطات الدير والتحف الفنية المختلفة المهداة للدير عبر العصور من تحف معدنية وخشبية رائعة ويقع المتحف فى أجمل موقع بالدير بالوادى المقدس مواجهًا لكنيسة التجلى الكنيسة الرئيسية بالدير وشجرة العليقة الملتهبة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه  وتعانق برج كنيسة التجلى مع مئذنة الجامع الفاطمى داخل الدير لتتعانق الأديان فى بقعة واحدة لا مثيل لها فى العالم 
كما تشمل محتوياته  مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم "كودكس سيناتيكوس، وهى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها "أسبيوس" أسقف قيصرية عام 331 تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين، ويشمل عدة قاعات، منها قاعات للأيقونات وذخائر ومخطوطات الدير والملابس الكهنوتية، ومن أشهر أيقونات الدير أيقونة السيدة العذراء تحمل السيد المسيح القرن 6م، أيقونة القديس بطرس القرن 6م،، أيقونة النبى موسى يخلع نعليه أمام العليقة المقدسة القرن13 م، أيقونة النبى موسى يتسلم الألواح القرن 13م، ويضم قاعات للمخطوطات تضم الإنجيل السريانى القرن 4م، قانون الرهبان بالسريانية مكتوب على رق غزال ينظم حياة الرهبنة القرن 11م، وقاعة للتحف المعدنية من مقتنياتها مجموعة من الأوانى المقدسة تشمل 17 إناء