كشف أثري في أسبانيا يفتح التساؤل.. هل وصل قدماء المصريين إلى أوروبا؟

أخبار مصر

جانب من الاكتشاف
جانب من الاكتشاف

اكتشف علماء إسبان في جامعة سالامانكا قطعة أثرية تعود إلى عصر مصر القديمة وسط حيرة حول كيفية وصولها إلى وسط الدولة الأوروبية وهى تمثّل قطعة خزفية طولها 5سم مصنوعة من أوراق الذهب، ربما تكون تميمة مرسوم عليها صورة كبيرة للآلهة حتحور ابنة إله الشمس المصري رع ووالدة حورس وهو إله برأس صقر في الأساطير المصرية. 

كما تم العثور على قطعة أثرية منفصلة تصور نفس الإلهة في العام الماضي فى موقع تؤرخ آثاره ما بين  650 و575 قبل الميلاد ويرى الباحثون هناك بأنه ربما يكون هناك مسؤولًا أجنبيًا قام بإحضار القطع الأثرية من مصر كهدايا أو عناصر تجارية إلى المستوطنة السكنية المكتشف بها القطع والتي ربما كانت بمثابة مكان اجتماع لهم.


ومن ناحيته علق خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار بأن هناك احتمالية كبرى أن يكون قدماء المصريين وصلوا إلى هذا الموقع فى علاقات تجارية أو محاولة استكشافية فى رحلات البحث عن المعرفة وكان قدماء المصريين ملوك البحار في العالم القديم أبحروا إلى الشرق والغرب والعمق الأفريقي. 

وقد اشتهر الملك أمنحتب الثالث برحلاته وبعثاته الاستكشافية عبر البحار وهي ما أطلق عليها رحلات البحث والمعرفة وقد سجل في تاريخ مصر القديمة أنه أرسل بعثاته المشهورة مزودة بجنود البحر الأشداء ورجال المعرفة وقد خرجت رحلته الأولى لتقتفى أثر الشمس فى مدارها ومسيرتها نحو الغرب عبر البحر الأبيض حتى وصلت شاطئ المحيط الأطلسي.

وأشار الدكتور ريحان إلى أن الأسطول المصري هو الأول في تاريخ البشرية، وأول من وصل إلى شاطئ الأطلسي وبالطبع مر على موقع إسبانيا حاليًا التي تشرف على المحيط الأطلنطى وقد اشتهرت مصر في عهد امنحتب الثالث بأسطولها العظيم من سفن مصنوعة من خشب الأرز جاوزت الـ 200 سفينة استخدمها في الحرب والسلم برحلاته الاستكشافية.

وقد أشارت إحدى البرديات التي اكتشفها العالم المصري سليم حسن وتعود للسنة الخامسة من حكم أمنحتب الثالث، إلى أن حدوده امتدت إلى الأعمدة الأربعة التي تحمل السماء، والتي فسرها المؤرخون بأنها القارات البعيدة التي تنتهى عندها المحيطات وهي القارة الأمريكية التي تشرق الشمس من شواطئها الغربية وتغرب عند شواطئها الشرقية وقد أرسل بعثاته البحرية الكبيرة لاحتلالها وضمها إلى ملكه.

وتابع بأن الاكتشافات المصرية لأمريكا استمرت بعد أمنحتب الثالث، حيث تشير إحدى البرديات التي وجدت في وادي الملوك وترجع لعهد الملك نخاو الثاني (610 – 590ق.م) من عهد الأسرة الـ26، إلى بلوغ جزيرة مجهولة واستغرقت الرحلة لمدة 6 أشهر فوق المحيطات الشاسعة حتى وصلوا للأرض التي تغرب فيها الشمس بعد شروقها في مصر بيوم كامل وتختلط أرضها بالذهب وتغطيها الغابات الكثيفة وتجرى فيها أنهار تحاكي النهر المقدس بمصر وأن الاكتشاف الثالث للقدماء المصريين لأمريكا كان فى عهد بطليموس الثالث 220ق.م، والذي حاول تقليد أمنحتب الثالث، فأرسل بعثاته المعروفة إلى بلاد ما وراء الشمس، وما وراء البحار ليضمها لملكه وقد وصل إلى الشاطئ الغربي للأمريكتين

وأكد الدكتور ريحان أن الأبحاث التي قام بها العالم باري فل بالاشتراك مع عدد من الباحثين في جامعات نيوزيلندا وهارفارد وهاواي أثبتت وصول المصريين القدماء إلى الشواطئ الغربية للأمريكتين وهي الأبحاث التي نقلها إلى العربية عبد الحميد الكاتب بعد زيارته تلك الشعوب والتعرف على حضارتها وأن الحقائق الأثرية تؤكد أن قدماء المصريين استكشفوا أمريكا ثلاث مرات ونزلوا على شواطئها الشرقية والغربية قبل أن يصل إليها كولومبس بعشرات القرون، مستخدمين المراكب المصنوعة من خشب الأرز الذي لا يتأثر بالمياه المالحة مع قوة احتماله للعوامل الجوية والتأثيرات البحرية.

وبناءً عليه كما يشير الدكتور ريحان فمن غير المستبعد أن يكون لقدماء المصريين علاقات تجارية مع هذه البلاد وبالتالى فاكتشاف آثار مصرية بإسبانيا قد تكون ناتج هذه العلاقات ومن المعروف أن قدماء المصريين أرسلوا السفن الكبيرة لبلاد (بونت) لاستيراد العاج وخشب الأبنوس وجلود الفهود والنمور وسبائك الذهب والبخور والدهانات العطرية كما اتجهت الأساطيل البحرية الضخمة ومنها أسطول (الملك سنفرو) إلى شواطئ لبنان لنقل أخشاب الصنوبر والأرز وبالتالى فكانت لهم علاقات تجارية أيضًا بالغرب فى رحلاتهم بحثًا عن المعرفة