في ذكرى تأسيسها... كيف تم إنشاء الكلية الإكليريكية؟

أقباط وكنائس

الكلية الإكليريكية
الكلية الإكليريكية

تحي اليوم  الكنيسة الأرثوذكسية، برئاسة  البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية،  ذكرى تأسيس الكلية الإكليريكية وذلك في ٢٩ نوفمبر 1893.

وقال ماجد كامل عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي في دراسة له اليوم، إنه ترجع الجذور الأولى لنشأة الكلية الإكليريكية في العصر الحديث إلى البابا بطرس السابع الملقب ببطرس الجاولي بابا الكنيسة القبطية رقم 109. 
وتابع: «وعن هذه المحاولة يذكر الدكتور القس باسيليوس صبحي أن مستر ليدر عرض عليه إنشاء معهد ديني لتثقيف رجال الكهنوت القبطي، وأجريت المحاولات الأولي لتأسيس المدرسة في  فبراير 1840، ولكنها افتتحت بالفعل في عام 1843 وفي نهاية عام 1843 قام البابا بطرس برسامة ثلاثة من الطلبة شمامسة وضمهم ضمن مجموعة الشمامسة المشاركين في القداسات، اما المواد التي كانت تدرس بالمعهد  فهي  «قواعد اللغة القبطية – قواعد الترجمة من الإنجليزية إلي العربية – الهندسة – الجغرافيا- الفسيولوجيا – الفلك – بعض قواعد تفسير الكتاب المقدس علي أسس تاريخية»، وبنهاية عام 1846 يذكر ليدر أنه يوجد 4 رجال صغيري السن حصلوا علي بعض النجاحات، والجدير بالذكر ان البابا بطرس كان يشجع ويدعم هذه المدرسة بدرجة أو بأخرى».

وواصل: «يذكر ليدر في تقريره أن البابا  قد شهد امتحان الطلبة لمدارس الإرسالية في 12 سبتمبر 1843 من الساعة الثالثة وحتي السادسة والنصف ولقد صلي قداسته صلاة قصيرة من أجل ازدهار مؤسسات الإرسالية وغادر سعيدا بشكل واضح مما رآه وسمعه، وجاء بعده البابا كيرلس الرابع والملقب بأبو الإصلاح، إذ أسس معهد ديني لتعليم رجال الدين في الفجالة، ولقد أسس مدرسة الأقباط الكبري للبنين والبنات بالأزبكية، ومدرسة أخري للبنات في حارة السقايين، وكان يأمر بصرف الكتب والادوات المكتبية للطلبة بالمجان حتي أتهموه بالإسراف وتبديد أموال البطريركية».

وتابع: «كما اهتم البابا كيرلس الرابع بالمكتبات العامة فأسس مكتبة مدرسة الأقباط الكبري بالأزبكية ولقد بلغت من الشهرة حدا دفع رئيس وزراء مصر وقتها يوسف وهبة باشا أن يهدي مكتبته الشخصية لهم بعد وفاته، كذلك أيضا أهتم البابا كيرلس الرابع بإحضار مطبعة لطباعة الكتب، وهي تعتبر ثالث مطبعة في مصر بعد مطبعة الحملة الفرنسية والمطبعة الأميرية».

موضحًا في دراسة له اليوم: «أهتم البابا كيرلس الرابع أيضا بتوحيد النطق باللغة القبطية في الكنائس كلها بعد أن تعددت اللهجات التي يصلي بها الكهنة فكلف أحد مدرسي اللغة القبطية ويدعي عريان أفندي مفتاح بضبط قواعد النطق باللغة القبطية فأنجز هذه المهمة نحو عام 1858».

واستكمل: «غير أن الميلاد الحقيقي للكلية الإكليريكية جاء في يوم 29 نوفمبر 1893 وكان مقر المدرسة في الفجالة وفي عام 1902 تم شراء سراي مهمشة وتم تجهيزها لتكون مقر للإكليريكية حتى انتقلت اليها في عام 1904؛ وأخذت في التنقل ما بين مهمشة والدار البطريركية حتى استقرت تماما في مهمشة عام 1912 وكان المدرس الوحيد بها هو القمص فيلوثاوس ابراهيم كاهن الكاتدرائية الكبري بكلوت بك».