الروم الارثوذكس: هذا تاريخنا الذي بدأ منذ 100 عام في إفريقيا

أقباط وكنائس

بوابة الفجر

أطلق الأنبا نيقولا أنطونيو مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، نشرة تعريفية حول الكنيسة الأرثوذكسية في إفريقيا، بمناسبة ختام دور انعقاد المجمع المقدس لبطريركية الإسكندرية وسائر إفريقيا الأرثوذكسية، قال خلالها إن وجود الأرثوذكسية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى ما يقرب من 100 عام في حين تعود الأرثوذكسية في شمال إفريقيا إلى بدايات المسيحية.

وأضاف بدأ الوجود الأرثوذكسي في شرق إفريقيا في القرن التاسع عشر عام 1896م، حين أسس فلاسيس فراجوليس أول أبرشية يونانية صغيرة. أما في جنوب الصحراء الكبرى فكان الوجود الأرثوذكسي في السنوات الأولى من القرن العشرين أيضًا من المهاجرين اليونانيين. وبقي هناك باعتباره في المقام الأول كنيسة المهاجرين.
وتابع مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، أما الكنائس الغربية، الكنيسة الكاثوليكية الكنيسة الأنجليكانية ومختلف الكنائس البروتستانتية، بمساعدة الدول المساندة لها، فقد بدأت إرساليتها بوجود الاستعمار في إفريقيا منذ مطلع القرن السابع عشر، فيما بدأ النمو الرئيسي للكنيسة الأرثوذكسية تحت الصحراء الأفريقية بين الشعوب الأصلية في شرق ووسط إفريقيا الذين تعرفوا على المسيحية الأرثوذكسية بعد أن أصبحوا غير راضين عن الممارسات التبشيرية المسيحية الغربية. وكان هناك إدراك قوي بين الأفارقة بأن الحكام البيض لم يرغبوا في أن يعرفوا عن الأرثوذكسية، لأنها لم تكن مرتبطة بالقوى الاستعمارية.
- بداية تكون كنيسة الأرثوذكسية الإفريقية
وأوضح أنه تكونت الكنيسة الأرثوذكسية الإفريقية (OAC) في شرق إفريقيا (أوغندا وكينيا) منذ أوائل الأربعينات بحركة عفوية قام بها الأفارقة أنفسهم، وليس بفعل نشاط المبشرين، فقد كانت هناك حالات عديدة من أفارقة يقرؤون عن الكنيسة الأرثوذكسية في الكتب، ثم يسافرون، في كثير من الأحيان لمسافات طويلة، لمحاولة العثور على الكنيسة الأرثوذكسية، ويمكن وصف هذا بـ "الكرازة الأدبية" التي تؤدي إلى "الكرازة العقلية".

كان المحركان نحو الأرثوذكسية في إفريقيا هما من مواليد البلاد ويدعيان روبين سبنجا موكاسا سبارتاس (وقد رسم أسقفًا) وأودبايا كابندا باساجاكيتالو. لقد نشأ الؤسسان في الكنيسة الإنجليكانية، واعتنقا الأرثوذكسية في العشرينات، ليس على أثر اتصالات أجرياها مع الأرثوذكسيين، بل نتيجة أبحاثهما الشخصية وقراءتهما ودراستهما. وبشر روبين وأوباديا بحيوية سائر الأفريقيين بالعقيدة الجديدة التي عثرا عليها، وقد نظما جماعة بلغ تعدادها وفق بعض التقارير 100،000 مؤمن خاصة في كينيا. والحماس الذي أبداه الأفارقة نحو اعتناق الأرثوذكسية هزّ خيال العالم الأرثوذكسي وأيقظ لدى الكثيرين اهتمامًا جديدًا بالتبشير.

كان واحدا من عوامل الجذب للأفارقة تجاه الكنيسة الأرثوذكسية أنها لم تتوافق مع القوى الاستعمارية، وهذا ما مَيَزْها عن الكنيسة الكاثوليكية وبعثاتها التي كانت مرتبطة مع الحكم الفرنسي والبرتغالي، وكذلك عن الكنيسة الأنجليكانية ومختلف الكنائس البروتستانتية وبعثاتها التي ارتبطت مع الإمبراطورية البريطانية. وقد سعت تلك الكنائس إلى تشويه سمعة الكنيسة الأرثوذكسية والتقليل من شأنها وأجروا دعايات معادية ضدها. بالاضافة إلى ذلك، فإن تلك الكنائس أحدثت أيضا معاداة من السلطات الاستعمارية تجاه الكنيسة الأرثوذكسية في إفريقيا. ويُثبت ذلك الأحداث المزعجة التي أصابت الكنيسة الأرثوذكسية خلال حركات الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية. وقد ظلت الكنيسة الأرثوذكسية في إفريقيا في حالة محفوفة بالمخاطر، بعد عشر سنوات من القمع من قبل النظام الاستعماري البريطاني والدعاية الخادعة للأنجليكان وللكاثوليك والبروتستانت الذين أيدوا ذلك.