صندوق أسرار داعش تحت التراب.. وأمريكا ترحب بمقتل الزعيم

عربي ودولي

تنظيم داعش الارهابي
تنظيم داعش الارهابي - أرشيفية

خرج تنظيم داعش الإرهابي من حطام الحرب الأهلية ورحم الفوضى في سوريا، فهي تنظيمات وحشية منحرفة، تقودهم شخصيات مبهمة فلا يوجد لهم وطن يؤويهم، ولا عقيدة تحركهم، تلاحقهم الاغتيالات أينما وجدوا.

فلم تكد تمضي 9 أشهر على تنصيب زعيم داعش "أبو الحسن القرشي "حتى أعلن التنظيم مقتله ليلحق بسابقيه، وهذا هو الخليفة الثالث الذي يتم الإعلان عن مقتله، في دليل على الفشل الذي اعترى التنظيم، ونجاح الجهود الدولية في التصدي للإرهاب ودحره.

مقتل زعيم داعش

وفي السياق ذاته، قتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو الحسن القرشي، في منتصف أكتوبر الماضي، وجاء مقتله على يد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في مدينة درعا السورية، حسب القيادة المركزية الأمريكية سنتكوم.

ومن جانبه أعلن المتحدث باسم تنظيم داعش الإرهابي أبو عمر المهاجر، اليوم، الأربعاء، من خلال تسجيل صوتي نسبة له عن مقتل زعيمه أبي الحسن الهاشمي القرشي دون ملامح واضحه لمكان أو تاريخ مقتله، حسب سكاي نيوز عربية.

وذكر في التسجيل الصوتي الذي تم بثه عبر  حسابات متطرفة، إن القرشي "قتل"، معلنًا تعيين الشيخ أبي الحسين الحسيني القرشي "خليفة له".

وسواء كان السبب  وراء مقتله الخيانة من المقربين منه أو بسبب ضعف تأمينة الذي يؤكد على ضعف التنظيم الذي لم ينجح في إخفاء قادته، في إشارة على قرب انتهاء التنظيم الإرهابي للأبد.

ترحيب أمريكي

ورحبت الإدارة الأمريكية بنبأ القتل، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي: "البيت الأبيض يرحب بأنباء وفاة زعيم تنظيم داعش".

اعتقاله في إسطنبول

واعتقل زعيم "داعش" ابو الحسن القرشي في مايو المنصرم من خلال عملية أمنية خاصة في إسطنبول، مما سلط الضوء بشدة على زعيم التنظيم الإرهابي الذي لم يمر على زعامته سوى أشهر، ويعد أول زعيم لداعش يتم اعتقاله حيا، كمان أنه كان صندوق أسرار داعش.


وكان أبو إبراهيم القرشي ثاني رجل يحمل لقب "الخليفة"  في التنظيم المتطرف، خلفا لأبو بكر البغدادي في عام 2019، حيث تشابهت النهايات لكل منهما، حيث قاما بتفجير نفسيهما وعائلاتهم في غارة أمريكية كانوا يتحصنون بها في شمال سوريا.

وعادة ما يعلن داعش عن الخليفة الذي سيتولى الزعامة، بسرعة، لكن هذه المرة تأخر إعلان اسم ابو الحسن القرشي، وبقيت هويته غامضه لبعض الوقت، وأسندت مهمة قيادة التنظيم إلى القرشي بعد 5 أيام فقط فور مقتل البغدادي نهاية أكتوبر عام 2019.

القرشي والبدري اسمان لمتطرف واحد

ويأتي تعيين أبو الحسن القرشي في رسالة صوتية مسجلة نشرها التنظيم عبر الانترنت، بعد أسابيع قليلة من مقتل أبو إبراهيم القرشي، وأوضح التسجيل أن مبايعة القرشي جاءت عملا بوصية أبو إبراهيم، ولقد قبل البيعة، وذلك في إشارة واضحة أن أبو بكر القرشي عينه خلفا له بعد وفاته.

وأكد مسؤولان أمنيان عراقيان، ومصدر أمني غربي، إلى أن أبو الحسن القرشي هو الشقيق الفعلي للزعيم السابق أبو بكر البغدادي، واضافا أن الاسم الحقيقي للزعيم هو جمعة عوض البدري، عراقي الجنسية، والشقيق الأكبر البغدادي.

وبالرغم من هذه المعلومات إلا أن شخصية البدري مبهمة، فهو ينحدر من دوائر قريبة من المتشددين العراقيين الذي يحاوطهم الغموض، وظهروا في أعقاب الغزو الأمريكي لعام 2003، وكان يعرف عنه أنه المرافق الشخصي للبغدادي.

وظل البدري رئيسا لمجلس شوري داعش، وهي جماعة قيادية تتولى مسائل التوجيه الاستراتيجي، وتحدد من يتولى الخلافة عند مقتل أو أسر زعيمهم.

وأشار الخبير العراقي الراحل في شؤون تنظيم داعش هشام الهاشمي، إلى أن البدري كان رئيسًا لمجلس الشورى المتعلق بالمسائل الشرعية المكون من خمسة أعضاء.

وكشف المحللون العراقيون، إلى أن البدري سوف يسير على نفس طريق سابقيه، ويحاول شن هجمات من آن لآخر في مناطق العراق وسوريا، حيث تكونت لديه رؤية خاصة لتنفيذ هذه الهجمات التي يشنها ضد القوات الأمنية، وذلك قبل اعتقاله السريع، وفقًا لوكالة “رويترز” البريطانية.

داعش تجني الأموال

وافادت تقارير في وقت سابق، أن فريق مراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة، ذكر أن البدري "ورث السيطرة على موارد مالية مهمة"، وذلك قبل اعتقاله بفتره من قبل تركيا.

وتقدر  احتياطيات التنظيم بين 25 و50 مليون دولار، ز أن داعش ينفق أكثر مما تحصل عليه، بالاعتماد على "الابتزاز والانتهازية والنهب والخطف لطلب الفدى، حسب التقييمات الأخيرة.


خسائر بشرية

وفيما يتعلق بخسائر داعش، فهو خسر خلال العامين الماضيين أبرز قادته، من بينهم الزعيم  أبو بكر البغدادي الذي قتل في عملية عسكرية أمريكية في شمال سوريا، ومسؤول التمويل سامي جاسم الجبوري الذي تم اعتقاله شمال غرب سوريا في عام 2021، العقل المدبر لاقتحام سجن غويىان بسوريا، ومحمد عبد العواد الذي قبض عليه في شمال شرق سوريا في ديسمبر من نفس العام.

وتعود جذور تنظيم داعش، وهو وريث فرع تنظيم القاعدة في العراق، إلى تمرد ضد الغزو الأمريكي الذي أطاح بحكم صدام حسين في 2003.

واختبأ آلاف من مقاتلي التنظيم المسلحين في السنوات الأخيرة في مناطق نائية، لكن ما زالوا يشنون هجمات وينتهجون حرب العصابات.