خطأ طبي ينهي حياة طفل

حقنة تقتل الطفل "كريم" داخل مستشفى بالدقي.. ووالدته: "الطبيبة أصرت تديهاله" (فيديو وصور)

حوادث

المحررة مع والدة
المحررة مع والدة الطفل

"حقنة مضاد حيوي تقتل طفل.. عايزة حق ابني"، كلمات مؤلمة صدرت من والدة "كريم عادل" البالغ من العمر عامين ونصف، عبرت بها عن مشاعرها بعد وفاة نجلها ضحية لخطأ طبي، فلم تعلم الأم المكلومة أنها ستذهب لقياس درجة حرارة ملاكها الصغير وتعود به في كفنه، بسبب طبيبة تدعى "إيمان" متخصصة طوارئ أطفال داخل أحد المستشفيات بمنطقة الدقي، في نطاق محافظة الجيزة.

أصيب الصغير وشقيقه بـ "دور إنفلونزا"، مثل باقي الأطفال، ما سبب له كحة وارتفاعًا في درجة الحرارة، فهرولت الأم بهما لأحد المستشفيات وعندما دخلت لقسم الطوارئ، وجدت أمامها الطبيبة "إيمان" التي أخبرتها أنهما يحتاجان لحقنة مضاد حيوي من أحد الأنواع المشهورة، لأنهما مصابان بالتهاب رئوي، وعندما سمعت الأم ذلك، أبلغتها أنها كانت تعمل مساعدة طبيب لمدة 10 أعوام، ونفت إصابة طفليها بالالتهاب الرئوي مشددة على أن كل ما في الأمر هو “دور إنفلونوا وسخونية”، ولا يحتاجان إلى المضاد الحيوي ولم يحصلا عليه منذ ولادتهما، فهاجمتها الطبيبة ووصفتها بأنها لا تعرف شيئا، وأصرت على إعطائهما حقنة المضاد الحيوي التي أنهت حياة أحدهما.

في غضون دقائق من حقن الطفلين (كريم وشقيقه) بدأت حالة الأول في التدهور، وأصيب بقيئ وفجأة توقف جسمه عن الحركة، فتأكدت الأم من وفاته، لكن الطبيبة نفت ذلك، وأصرت على إدخاله العناية المركزة، مؤكدة أنه مازال على قيد الحياة، وبعد مرور 5 ساعات دخلت الأم لغرفة العناية فتأكدت أنه لا يوجد جديد طرأ على حالة ابنها، والطبيبة والمستشفى نفوا وفاته خوفًا من المسؤولية، وعلى الفور أسرعت لتحرير محضر بقسم شرطة الدقي لتتهم الطبيبة والممرض بقتل نجلها. 

 

انتقلت محررة "الفجر" للحديث مع والدة الطفل "كريم" البالغ من العمر عامين، ضحية الخطأ الطبي في الدقي.

والدة كريم: "كان عنده سخونيه والدكتورة شخصته بالتهاب رئوي"
 

بقلب يعتصره الألم على فراق طفلها الصغير، جلست الأم والدموع تنهمر من عيونها حزنًا عليه، وبدأت في رواية ما حدث قائلة: "ابني كريم وأخوه من يومين كانا تعبانين وعندهما دور برد عادي كحة وسخونية، فذهبت بهما لأحد المستشفيات بالدقي"، وبالكشف عليهما من أحد الأطباء، فوجئت بتشخيص آخر لحالتهما.

الطفل كريم

وأشارت إلى أنها كانت تعمل في وقت سابق كمساعدة طبيب، ولديها خبرة بالأمراض، وعند توقيع الكشف الطبي على أبنائها، أبلغتها الطبيبة أنهما يعانيان من التهاب رئوي، فقالت لها الأم: “لا معندهمش التهاب دا دور برد وسخونية، والالتهاب لازم يتعرف من خلال الأشعة” فردت الطبيبة: “لا عيالك مش محتاجين أشعة، بس أنا هعملهم أشعة عشان ترتاحي”.

الأم للدكتورة: عيالي مش بياخدوا مضاد حيوي

واستطردت الأم في كلامها: “الطبيبة كانت هتيدهم حقنة مضاد حيوي، فقلت لها: عيالي مش بياخدوا مضاد حيوي من ساعة ما اتولدوا، ولكنها أكدت أنهما يحتاجان مضاد حيوي، خاصة الطفل الصغير (كريم) هياخد جرعة كبيرة”.

الطبيبة أصرت على اعطاء الحقنة

تستعيد الأم ماحدث لطفلها الصغير، وتقول: "حاولت أمنع الطبيبة عن إجراء حقنة المضاد الحيوي، لأن أنا بشتغل مساعدة طبيب وفاهمة، فصرخت في وجهي قائلة: (اسكتي انتي، انتي مش فاهمة حاجة، وأحمدي ربنا عيالك هيتحجزوا دلوقتي، وليهم تأمين صحي)"

 

التقرير الطبي بحقنة المضاد الحيوي

والدة كريم: ابني أخذ نفس الحقنة اللي اتوفى بسببها طفلتي إسكندرية
 

وكشفت الأم اللحظات عن الأخيرة في حياة طفلها، أنه تم حجز الطفلين، وبالفعل أصرت الطبيبة على حجز (كريم وشقيقه)،  وتم إجراء الأشعة لبيان إصابتهما بالالتهاب من عدمه، وبعد ظهور الأشعة، سألت الطبيبة، هل ستتبع نفس الإجراءات أم تغيرها، فردت عليها (زي ما إحنا)، وبالفعل حقنتهما بـ "سفترياكسون"، وهي نفس الحقنة التي أسفرت عن وفاة طفلتين بالإسكندرية
 

الممرض للأم: الطبيبة مش هتديكي حاجة غلط

وتتابع الأم في حديثها إلى "الفجر": أبلغت الممرض وهو يعطي "حقنة المضاد الحيوي" أن تلك الحقنة عليها مشاكل وبسببها أسفر عن وفاة طفلتين بالإسكندرية فرد الممرض: "الطبيبة مش هتديكي حاجة غلط".

ابني أخذ الحقنة وتقيأ فجأة ومات

وتكشف والدة "كريم" ضحية الخطأ الطبي، لأول مرة كان أبنائي يأخذون "حقنة مضاد حيوي"، وبمجرد إعطاء الحقنة للطفل الصغير، "مفيش 5 دقايق، وكان ابني محطوطله ماسك بخار، حاشه، وفجأة تقيأ على يدي، ومفيش ثواني كان بيفرفر ومات"

الأم: “الطبيبة أبلغتني أنه مماتش وهندخله العناية المركزة”

في تلك الدقائق كانت الطبيبة قادمة خلفي، لتصرخ الأم في وجهها: "ابني مات..ابني مات"، لترد الطبيبة: "اطلعي بره مات ايه..اطلعي بره"، وظلت الأم تصرخ وتقول: "ابني مات، لاني قولتلك ابني مش بياخد مضاد حيوي" لتستقبل الطبيبة هذا الكلام، لتقول "اطلعي بره"، وبالفعل خرجت خارجًا، وفي لحظات وجدت المستشفى انقلبت رأسًا على عقب، وقالت لها الطبيبة: "ابنك مامامتش".

ووصفت الأم، آلام اللحظات الأخيرة لنجلها، قائلة: أبلغتني الطبيبة، أن طفلي "كريم لم يمت، وأدخلته العناية المركزة"، فصرخت في وجهها “يادكتورة هات الولد انتي واخداه مني ميت”.

الأم: “دخلت العناية لأشاهد ابني ولقيته نفس الشكل وقت ما أخذوه مني”

وتتابع: “ظللت جالسة في هدوء لتقول الأم، (يعني ابني عايش)، ليردوا بالإجابة نعم، ويبدأوا يطمئنوني، في تلك اللحظات ذهبت للجلوس بجانب طفلي الكبير، كان معلق محاليل، وواخد نفس الحقنة، ولكن لم يحدث مثل ماحدث لشقيقه الأصغر”.

الطبيبة والممرض اختفيا

وفجأة اختفت الطبيبة مع الممرض، لتواصل الأم مأساة نجلها "كريم"، وجاء إلى بعض العاملين في المستشفى، لأذهب لرؤية نجلي داخل العناية المركزة، ولقيت ابني زي ماهو، زي ما تاخد من ايدي، وميت، وقعدت اقولهم أنتم واخدينه هو هو الشكل دا، فين الدكتورة لأنها هي اللي اخدته من أيدي بالشكل دا، ومحدش رد عليا".

وتضيف: في تلك اللحظات، ظللت أتساءل أين الطبيبة؟.. وأين الممرض؟.. لأنهما هما اللذان أخذا الطفل من أيدي بهذا الشكل"، استغرق هذا الأمر فترة من الساعة 8 مساءًا حتى الساعة 3 صباحًا.

ابني توفى من 5 ساعات

وأوضحت: "قررت أذهب لنجلي الكبير، وأزلت الأكسجين والكانولا، وأخذت طفلي (كريم) وهو ميت داخل العناية المركزة لأنه كان متوفى من 5 ساعات، وخرجنا من باب المستشفى، وفعلت ذلك لكي أنقذ نجلي الثاني، ومكناش شايفين قدامنا وعايزين نلحق التاني لأحسن يحصله نفس الشئ، وبالفعل أخذناه وحررنا محضر تاني يوم في قسم شرطة الدقي".

الأم: عرضت الأشعة على طبيب آخر

وكشفت الأم أنها "أخذت الأشعة والتحاليل وعرضتها على آخر ثاني يوم، فأكد أن الطفل لم يصاب بالتهاب رئوي، ولا يحتاج للمضاد الحيوي.

الأم: عايزة حق ابني

وطالبت الأم في نهاية حديثها، بحق ابنها، موضحة: "عايزة حق ابني من الطبيبة والممرض، لأن الحقنة الذي أخذها نجلي اتاخذت بطريقة غلط، ومعروف عنها أنها تتأخذ بطريقة معينة، لأن لو حصل مضاعفات بتتلحق بحقنة تانية، ودي معروفة على مستوى الدكاترة".
 

التحقيقات وأقوال الأم

وتباشر نيابة الدقي، بشمال الجيزة، التحقيق في وفاة طفل ويدعى "كريم "ويبلغ من العمر عامين، إثر اعطاءه حقنة مضاد حيوي على يد طبيبة وممرض داخل أحد المستشفيات في الدقي.

دخل يقيس حرارة فأخذ حقنة ومات

وكشفت التحقيقات، أن الطفل "كريم" ذهب للمستشفى لقياس درجة حرارته، فأمرت الطبيبة المتخصصة طوارئ أطفال داخل مستشفى بالدقي، أن يأخذ حقنة مضاد حيوي لأنه مصاب بالتهاب رئوي.

أقوال الأم: “ابني كان ميت من 5 ساعات والدكتورة ضحكت عليا”

واستمعت النيابة لأقوال الأم المبلغة ضد الطبيبة والممرض، أنها أبلغت الطبيبة أن نجلها لم يأخذ مضاد حيوي منذ طفولته، فأصرت الطبيبة بإعطاء (حقنة مضاد حيوي) لأنه مصاب بالتهاب رئوي، وبعد الحقنة، شعر بحالة إعياء وتوفى في الحال، وصممت الطبيبة أنه على قيد الحياة، وأمرت بإدخاله الرعاية المركزة، وعندما دخلت الأم للعناية، وجدت ابنها كما هو منذ 5 ساعات، وأن المستشفى لم تبلغها بالحقيقة، وتقرر أخذه ودفنه.
 

خطأ طبي بسبب حقنة

تلقت مديرية أمن الجيزة بلاغا يفيد بوفاة طفل ويدعى "كريم"، وكشفت تحريات رجال المباحث الطفل كان يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، وتناول حقنة مضاد حيوي، أسفر عن إصابته بحالة إعياء، أدى إلى وفاته.

وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وحُرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة المختصة التحقيق.

الطفل كريم
الطفل كريم
الطفل كريم
الطفل كريم
نسخة من التقرير الطبي حصلت عليها الفجر
نسخة من التقرير الطبي حصلت عليها الفجر
والدة الطفل كريم تروي القصة لـ الفجر
والدة الطفل كريم تروي القصة لـ الفجر
والدة الطفل كريم تروي القصة لـ الفجر
والدة الطفل كريم تروي القصة لـ الفجر