إيران وسط شكوك أوروبية وتهديدات أمريكية والنووي السبب.. ما القصة؟

عربي ودولي

علم إيران - أرشيفية
علم إيران - أرشيفية

وسط التصاعدات التي تشهدها الساحة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بشأن العقوبات الشاملة التي فرضتها الاخيرة، عقب انسحابها من الاتفاق النووي، تسعى طهران لإنشاء محطة نووية جديدة، تجعل إيران على مرمى حجر من إنتاج اليورانيوم المستخدم في الأسلحة النووية الذي وصلت نسبة تخصيبه 90%.

وتشتغل التهديدات بين الدول الأوربية التي تراودها الشكوك تجاه إيران، وأن الخيارات العسكرية أصبحت مطروحة على الطاولة بشأن طهران في حال عدم تراجعها عن برنامجها النووي الذي يجعلها على شفى حفرة من النار.

إنشاء محطة نووية جديدة

وفي السياق ذاته، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، أن إنشاء محطة "كارتون" للطاقة النووية سوف يوفر بشكل كبير قدرة صناعية وتكنولوجية جديدة للبلاد، وأضاف إسلامي المشروع، بأنه مهم للغاية لا سيما في محافظة خوزستان، حسب العربية السعودية.

وعبر عن أمله في الخطوة الأولى لبناء محطات نووية صغيرة، وبناء محطة دارخوين للطاقة الذرية، بقدرة 300 ميغاواط، وذلك من أجل فتح المجال لمزيد من القدرات الصناعية والتكنولوجية الجديدة التي تساهم في تقدم البلاد وتطورها.

وعلى صعيد آخر ذكر المبعوث الأمريكي الخاص بإيران روبرت مالي، أن الولايات المتحدة. الأمريكية سوف تكثف جهودها على إمدادات الأسلحة الإيرانية إلى روسيا، وعلى دعم المتظاهرين، وذلك بدلا من استئناف مفاوضات الاتفاق النووي المتوقفة منذ سنوات، وفقًا لوكالة بلومبرغ الأمريكية.

وأشار المبعوث الأمريكية إلى أنه لا يجب التركيز على محادثات مع إيران إذا كانت مليئة بمطالب غير مقبولة نهائيًا، وفي هذه المرحلة لن نركز على الاتفاق النووي، لأننا لا يمكننا الرجوع إلى المفاوضات ثم اللعب بنا،

وتابع أنه بالإمكان إحداث فرق عبر محاولة ردع وتعطيل إمدادات الأسلحة الإيرانية إلى روسيا، ومحاولة دعم التطلعات الأساسية للشعب الإيراني.

وجاء ذلك في الوقت التي أعلنت فيه مديرة الاستخبارات الأمريكية آفريا هاينز، أن إيران قامت بتزويد روسيا بطائرات بلا طيار، وأن روسيا تبحث عن نوع اخر من الذخائر من طهران، مضيفة أن الأمر سيكون مقلقًا بشأن قدراتها، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة رويترز البريطانية.

مطالب إيران

وزادت إيران نشاطها في مجال تخصيب اليورانيوم، كما وضعت حدًا من مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنشآتها، وشددت لهجتها تجاه الوكالة الشهر المنصرم طهران بسبب "مماطلتها" في التحقيق بشأن العثور على آثار لليورانيوم في مواقع كثيرة غير معلن عنها.

وأمرت إيران الهيئة بوقف التحقيق، كجزء من أي استئناف للمفاوضات بشأن الاتفاق النووي، وهو شرط رفضه المبعوث الأميركي روبرت مالي وحلفاء الولايات المتحدة الأمركية، وفقًا لصحيفة فرانس برس الفرنسية.

إيران تتخطى الحدود

وتتجه الولايات المتحدة  الأمريكية الآن إلى "العرقلة والمماطلة والردع وفرض عقوبات" على إمدادات الأسلحة إلى روسيا من إيران، وذلك وفقًا لما قاله المبعوث الأمريكي روبرت مالي.

واعتبر مالي أن تقديم الصواريخ في بناء منشآت تصنيع عسكري في روسيا، أمرًا يتخطى الحدود وهذا لا يلقى قبولًا.

وأوضح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في مطلع نوفمبر الفائت، بأن بلاده باعت روسيا طائرات مسيّرة قبل أشهر عدة من اندلاع الحرب في أوكرانيا، وهو أول اعتراف بشحنات أسلحة بعد أن نفت ذلك مرارًا.

واتهمت أوكرانيا والغرب إيران بإرسال طائرات مسيرة إيرانية الصنع إلى روسيا، تستخدمها في ضربات مدمرة تستهدف البنية التحتية الأوكرانية، وهذا الاتهام الذي تنفيه طهران دائمًا، حسب وكالة تسنيم الإيرانية.

تلويح أمريكي بالخيار العسكري

وفي سياق متصل، قال المبعوث الأمريكي مالي، الاربعاء الماضي، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن مستعد تمامًا لاستخدام الخيار العسكري، لمنع إيران من حيازة أي سلاح نووي، في حال فشل العقوبات والدبلوماسية، لا سيما أن الاحتجاجات في إيران تتزايد يومًا تلو الآخر.

وأكد أن العقوبات ستكون وسيلة للضغط على إيران إلى جانب الحلول الدبلوماسية، وفي حالة عدم نجاح ذلك، سوف يتجه بايدن إلى الخيار العسكري دون تردد، وفقًا لما قالته مجلة فورين بوليسي الأمريكية.

وواصل مالي حديثه قائلًا، أن إدارة الرئيس بايدن على أمل أن تغير مسار إيران الحالي، وأن المفاوضات الغير مباشرة بين واشنطن وطهران توقفت، خاصة بعدما قدمت إيران مطالب لا تمت للاتفاق النووي بصله، والذي خرجت منه الولايات المتحدة الأمريكية عام 2018، معلقًا على أن المفاوضات لا تجدي نفعًا بسبب الاحتجاجات التي تمليء شوارع إيران، وفقا لشبكة السي أن أن الأمريكية.


تحرك إسرائيلي


ومن ناحية أخرى حذر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إيران وحثها على عدم التوصع لبرنامجها النووي، وأن ذلك سوف يستوجب تحركا فوريا من المجتمع الدولي.

ونشر غانتس عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن إيران تواصل جهود قدراتها النووية، وأن بوسعها تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، موضحًا أن اقدام إيران على هذه الخطوة يتطلب تعميق التحالفات وإظهار القوة.

واتهم غانتس إيران بتنفيذ 16 عملية هجومية على سفن أجنبية مدنية في الخليج والبحر الأحمر في السنوات الخمس الأخيرة.

شكوك أوروبية

أعربت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا عن شكوكها الجدية التي تروادها من حين لآخر  بشأن التزام إيران بإحياء اتفاق دولي يهدف للحيلولة دون تطويرها أسلحة نووية.

وذكرت الدول الثلاث أن إيران واصلت تطور برنامجها النووي إلى مدى بعيد يصعب معه تصديق أنه للاستخدام السلمي، وأن ما أثار احباط هذه الدول هو مطالبة إيران للوكالة الدولية بوقف التحقيقات بشأن قضية حزئيات يورانيوم تم الوصول إليها في مناطق مختلفة غير معلنه.

واصدرت الدول الثلاث في بيان مشترك لهما أن مطلب إيران الأخير يزيد الشكوك في نواياها والتزامها الجدية بإنجاح خطة العمل الشاملة المشتركة، رابطه أن موقف إيران يتعارض مع التزاماتها القانونية.

وتتشاور الدول الثلاث فيما بينهم بشأن الرد على استمرار إيران بتطوير برنامجها النووي، والحد من انتشار الاسلحة النووية في حال فشل المفاوضات.

ورفض المتحدث بأسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بيان الدول الثلاث في إشارة إلى أنه غير "بناء" موجهًا رسالة إلى الدول الثلاث من أجل إنهاء الخلافات والا سوف تتحمل تبعيات هذا القرار.