خطوات إحرام المرأة للعمرة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

يجب على المرأة الإحرام من الميقات، وهذا الإحرام يحمل في مضمونه حِكمًا عديدةً؛ فهو أمرٌ تعبّديٌّ أمرنا به رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، والإحرام رسالةٌ للنفس للاستعداد، حيث إنها تتّجه إلى أعظم وأشرف وأطهر البقاع عند الله -عز وجل-ويكون الإقبال على بيت الله الحرام بتهيئة النفس والبدن للبدء بهذه المناسك العظيمة، والتي تظهر من الميقات قبل الوصول إلى بيت الله الحرام.


كيفية إحرام المرأة للعمرة
 


ولا يوجد للمرأة لباسٌ خاصٌّ للإحرام، فتلبس ما شاءت من الملابس الساترة وغير اللّافتة، وعلى المرأة كشف الوجه والكفّين أثناء الإحرام، فقد سأل الصحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- عن لباس المرأة أثناء الإحرام، فقال: (ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ).

ويستحب للمرأة القيام بعدّة عبادات عند الإحرام للعمرة، ومنها ما يأتي: الاغتسال يُستحبّ الاغتسال للمرأة قبل الإحرام، حيث يعدّ اغتسالًا خاصًا بالإحرام، حتى وإن كانت المرأة نفساءً أو حائضًا، بدليل أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للصحابيّة أسماء بنت عُميس -رضي الله عنها- بالاغتسال والإحرام مع كوْنها نفساء، وكذلك أمره لأمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بالغسل والإحرام وهي حائض.

وعند جمع الفقهاء بين الاغتسال والنظافة؛ ينحصر التنظيف بحلق العانة والإبط وتقليم الأظافر، أما الاغتسال فهو عام، ويعني تمرير الماء على البدن، والقيام بالتنظيف لا يكون أثناء الإحرام بل قبله، فقصّ وحلق الشعر مثلا من محظورات الإحرام.

ويرى الإمام مالك أن الاغتسال لا بدّ له أن يتّصل بالإحرام حتى تتحقّق السنة، فلا يكون بينهما فاصلٌ طويلٌ؛ كالاغتسال فجرًا والإحرام ظهرًا، فقد تتحقّق هنا سنة الاغتسال، لكن لا تتحقّق سنّة الوصل بين الاغتسال والإحرام، وتجدر الإشارة إلى أنه لا بأس بالوقت الفاصل القصير بينهما؛ كمقدار شدّ الرحال والتجهيز للتحرّك مثلًا، صلاة ركعتين قبل الإحرام إذا لم يُصادف ذلك فريضة واستدلّوا على ما ثبت في صحيح السنة النبوية أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أحرم بعد أن صلّى صلاة الظهر، وبالحديث القدسيّ عن رسول -صلّى الله عليه وسلم- قال: (اللَّيْلَةَ أتانِي آتٍ مِن رَبِّي، وهو بالعَقِيقِ، أنْ صَلِّ في هذا الوادِي المُبارَكِ، وقُلْ: عُمْرَةٌ في حَجَّةٍ).



تعريف الإحرام للعمرة
 


يُعرّف الإحرام: على أنه نيّة الدخول لحجّ بيت الله الحرام، أو للعمرة، أو لِكليْهما معًا، أي الوقت المحدّد الذي ينوي فيه المسلم الدخول بنسك الحجّ أو العمرة، وقد سُمّي بذلك الاسم لأنّه يُحرّم على من دخله بعض الأمور التي كانت حلالًا له؛ كتحريم المخيط وتغطية الرأس للرجل والذي كان مباحًا قبل الإحرام، وغير ذلك من محظورات الإحرام، وأمّا العمرة لغةً: فتعني قصد وزيارة مكانٍ عامرٍ، فيُقال: اعتمر؛ أي أدّى العمرة.
ويُقال: أعْمره؛ أي ساعده على أداء العمرة، ويُقصد بالعمرة اصطلاحًا: الطواف ببيت الله الحرام، والسعي بين الصفا والمروة بإحرام.