د.حماد عبدالله يكتب: أطفال الشوارع (المتسولين)!!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



فى مقالى سابق لى  فى نفس المساحة، تحدثت عن " أطفال الشوارع.. وعلماء المحروسة" وما زالت هذه القضية تشغل الرأى العام المصرى وما زالت خيوطها متشابكة!!
ولن تهدأ هذه الحالة العصبية للمجتمع المصرى ما دام أن الميادين العامة والشوارع ووسائل المواصلات مكتظة بالمتسولين على أشكال متعددة حتى ان القاعدة اليوم أن تجد متسول يحكم منطقة (ومجموعة الصبية) حصريًا!!
أو ما يطلق عليهم !! أطفال الشوارع !! وفى الحقيقة أن كل ما تناولته الأقلام  والحضور فى برامج عديدة بالأعلام !! صحيح 100% فهناك حديث عن قصور مدنى ( تجمعات مدنية ) وعن قصور اجتماعى مدنى وحكومى، وعن قصور ثقافى  وتعليم ووصل الحال بأن يصرح أحد المسئولين الشباب وعن المجلس القومى للطفولة (المعطل) تقريبًا !!بأن هناك استراتيجيات لمواجهة ومجابهة هذه الازمة الاجتماعية المصرية وهناك وسيلة للإتصال حينما يكون هناك بلاغ، عن حالات تشرد للآطفال !!
ووصل الحوار المجتمعى "والتوك شو" إلى تصور أنه لا بد من تكاتف قوى المجتمع المدنى فى سبيل القضاء أو التخفيف من هذه الظاهرة  !!
ولكن أين "رجال الشوارع"، المكلفين، بالقانون لحماية الشارع المصرى من أى إنحراف أو خروج عن القانون والآداب العامة ؟
ماذا حدث "لرجال الشوارع"؟ الذين كان لهم دورا بارزًا فى حماية الشارع من التعدى عليه، سواء "بالمعاكسات" للبنات أو بإلقاء القاذورات فيه، أو بالتسول والسرقة والنشل، والاحتكاك !! كل هذه العورات  الاجتماعية  كانت موجودة من عشرات السنين وكانت تواجه "برجال الشوارع" وظهر هؤلاء الرجال فى أفلام الأبيض والأسود، فى فيلم ( إحنا التلامذة ) للعمالقة شكرى سرحان، عمر الشريف، يوسف فخر الدين  وكان "رجل الشارع" لهم بالمرصاد حين "يزعق"  "مين هناك "أه" !! 
وأفلام أنور وجدى،وكذلك أفلام اسماعيل يس " !!
السينما المصرية سجلت أن دور "رجال الشوارع" دور بالغ الأهمية فى تقليل فرص الجريمة وحصر تشرد الأطفال الذين هم اليوم " مجرمى الشوارع "  !!
إن متسولي اليوم فى الشوارع المصرية ! هم عصابات منظمة وتقسم المناطق فيما بينهم !! والمشكلة أن "رجل الشارع" الذي فقدناه  وفقدنا معه الحس !! " بالمروءة  "   " والنخوة " فى الشارع المصري !!
لعل يسأل سائل يعنى نجيب لكل طفل متشرد عسكري؟هذا كلام عبيط !! ولكن لكل منطقة المفروض ان يكون لها مسئول من "رجال الشوارع" مسئول عن حماية 
الشارع من "المتسكعين" ومن الإهمال ومن إستهتار مرتادي هذا الشارع ! 
وبالتالى حماية الشارع من التشرد والتسول والإستهبال وهذا يحتاج لنوعية "رجل شارع محترم " !! مثل أيام زمان !!كيف يتسنى ذلك هذه مشكلة ليست أمنية فقط ! ولكنها أمنية وإجتماعية "وإقتصادية" والإقتصاد هنا مهم جدًا يعنى مش "بثلاثة مليم" ممكن نخلق "رجل شارع" مسئول ومحترم" !!
بقدر المسئولية بقدر الكفاية المالية للقائم على هذه المسئولية.
ما زال الشارع المصرى دون صاحب ودون مسئول عنه !!

[email protected]