الريال الايراني ينهار أمام الدولارالامريكي مع تلاشي الامل

الاقتصاد

الريال الايراني
الريال الايراني

 

 

 

سجلت العملة الإيرانية، خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 13 ديسمبر 2022، انهيارًا غير مسبوق أمام الدولار الأمريكي وسط توقعات بمواصلة السقوط في الأيام المقبلة وأوضح موقع الصيرفة الإيراني "صداقت"، أن قيمة الدولار الأمريكي بيعًا بلغت 382 ألف ريال إيراني، فيما يتم شراء الدولار بقيمة 375 ألف ريال إيراني كما توقع موقع "تجارة نيوز" الإيراني، أن الريال سوف يتلقى انهيارات في الأيام القادمة بسبب وجود عجز لدى البنك المركزي في توفير العملات الصعبة وضخها في السوق المحلي

 

 

 

الريال الايراني أمام الدولار 

وأعلن الموقع في تقريره بعنوان "الدولار ينتظر شتاء قاسيًا"، "منذ ما يقرب من 20 عامًا، كانت إيران تؤمن الدولار من أسواق مختلفة مثل هرات غرب أفغانستان ومدينة السليمانية شمال العراق، لكن بسبب العقوبات تقلصت هذه الموارد من تلك الأسواق".

 

وأشار "بسبب العقوبات كان لسعر الدولار في هرات والسليمانية تأثير كبير على سعر الدولار في إيران، لكن الآن مر عام منذ أن لم يعد الدولار في السوق الحرة في إيران متمسكًا بدولار هرات والسليمانية".

 

وأضاف "بعد وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان عام 2021، انخفض المعروض من العملة من هرات، كما تسببت خلافات إيران وصراعاتها مع كردستان العراق في انخفاض العملة إلى السوق الإيرانية من السليمانية".

 

 

أسباب الاضطراب

وهناك العديد من الأسباب لاستمرار نمو الدولار، ويعتقد نشطاء سوق العملات أن حدثًا غريبًا وكبيرًا فقط مثل توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) يمكن أن يسحب زمام الدولار.

لكن خطة العمل الشاملة المشتركة بقيت في الجو على أمل فرض شتاء قاسٍ على أوروبا، حتى الآن، الشتاء صعب، لكن ليس بالنسبة للأوروبيين ولكن بالنسبة للإيرانيين، وفقًا لتقرير الموقع الإيراني.

 

 

 

كما اعتبر التقرير أن العامل الثاني لهبوط العملة الإيرانية هو قطع الغاز عن بعض مصانع البتروكيماويات، وقال "من الأسباب التي تزيد من احتمالية نمو سعر الدولار في الأشهر المقبلة خفض غاز البتروكيماويات، وهي الصناعة الأكثر ربحًا للعملة في إيران، ويتم توفير نحو 25% من العملات الأجنبية عن طريقها، وهي أكبر سوق للعملة في إيران، وقطع الغاز عن هذه الصناعة يعني انخفاض في النقد الأجنبي، وباختصار، زيادة في الأسعار".

 

 وأضاف أن "نهاية السنة الإيرانية عامل آخر يضاف إلى ارتفاع سعر الدولار حيث يضطر التجار إلى تسوية أموالهم، وهذا الأمر يزيد الطلب على العملة في السوق الإيرانية".

كما لفت التقرير إلى أن العامل الآخر هو "عجز حاد في الموازنة الحكومية"، حيث يعتقد العديد من الخبراء أن العجز الحاد في الموازنة الحكومية يجعل ارتفاع سعر العملة جاذبًا للحكومة، لأنه يمكن أن يغطي عجز الموازنة بالعملة الموجودة بها.

 

ونبه التقرير إلى أن قيام الحكومة باستيراد السيارات من الخارج ضاعف من الطلب على العملات الأجنبية، وقال "في هذه الأيام موضوع استيراد السيارات ساخن، لكن السؤال الأساسي هو، من أين تأتي العملة المستخدمة في استيراد السيارات؟".

 

وأضاف "في هذه الأيام، تحولت الحكومة إلى السياسة القديمة للتلاعب بالعملة في السوق للسيطرة على سعر الصرف، وتمنح البورصات الحكومية الناس مبلغًا كبيرًا من العملات بسعر 350 ألف ريال للدولار الواحد، وقد أوجد هذا الإصدار سوقًا للوساطة في سوق العملات" ويرى الخبراء أنه على الرغم من أن هذا الإجراء الذي اتخذته الحكومة قد منع المزيد من الزيادة في سعر الصرف، إلا أنه يعمل فقط مثل المسكّن وليس علاجًا لألم الدولار.

 

 

محلل وخبير اقتصادي 

وقال جمشيد أسدي، الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي، في حديث مع صحيفة "إندبندنت فارسي"، عن الاتجاه الصعودي لسعر الدولار في السوق الإيرانية: "ما دام استمر حكم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فانهيار قيمة الريال مقابل الدولار سيستمر".

 

وشدد جمشيد أسدي على أن تكافؤ العملات يعتمد على بعضها البعض على القوة الاقتصادية للدول، مشيرًا إلى تأثير ارتفاع سعر الدولار على معيشة الشعب وعدم الرضا واستمرار الانتفاضة للشعب الإيراني، وقال: "خزينة الجمهورية الإسلامية لا تملك دولارات كافية، وبالتالي هي تواجه مشكلة خطيرة في توريد السلع الأساسية، وهذا يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وبالتالي سيزداد استياء الناس".

 

 

فقدان الأمل في الاتفاق النووي

وقال موقع إيكو إيران الاقتصادي على الإنترنت إن التجار ليس لديهم أمل يذكر في إحياء الاتفاق النووي مع القوى العالمية ويتوقعون تزايد الضغط الغربي بسبب قمع طهران للاحتجاجات وعلاقاتها العسكرية مع روسيا وتشمل هذه العلاقات الطائرات المسيرة التي تردد أن إيران باعتها لروسيا والتي استخدمتها في الحرب في أوكرانيا. وتنفي طهران وموسكو ذلك.

 

وأعلن إيكو إيران "يقول بعض (التجار) إن الظروف الدولية الحالية من شأنها أن تجعل فرص إحياء الاتفاق النووي قليلة، وقد تسبب ذلك في دخول مشترين حذرين إلى سوق الدولار... ويتخذ سعر هذه العملة مسارا صعوديا".

 

وتابع الموقع "من وجهة نظر بعض (التجار)، هذه الأنباء (عن الضغوط الأمريكية والغربية على إيران) يمكن أن تجذب انتباه المضاربين بالعملة"، مضيفا أن البنك المركزي الإيراني ربما لا يزال قادرا على دعم الريال.

 

 

واشنطن تراقب طهران

وأعلنت الولايات المتحدة عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا أمس الجمعة، وتعهدت بعرقلة العلاقات الروسية مع إيران كما فرضت كندا عقوبات جديدة على روسيا وإيران بسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان، وقالت أستراليا اليوم السبت إنها ستفرض عقوبات تستهدف أشخاصا وكيانات في روسيا وإيران.

 

وأدانت ألمانيا أمس الجمعة أول إعدام لمحتج في إيران، بينما أعلنت بريطانيا فرض عقوبات على أفراد من بينهم مسؤولون من روسيا وإيران تعتبرهم مسؤولين عن انتهاكات لحقوق الإنسان أو فساد.