المناوشات تضرب من جديد العلاقات الصينية الهندية.. ولقاء القمة علامة فارقة

عربي ودولي

العلاقات الصينية
العلاقات الصينية الهندية - أرشيفية

تشهد العلاقات الصينية الهندية منذ فترة توترًا واضحًا، حيث أن التوتر بين الجانبين ليس جديدًا، بل أضحى سمة عامة للعلاقات الثنائية، فيما تنتفض العلاقات من حين إلى آخر بعد توغل الصين داخل الحدود الهندية، الأمر الذي أدى إلى حدوث مناوشات أثارت القلق من احتمال حدوث نزاع مسلح بين الطرفين.

وتسعى كلًا منهما في تحسين العلاقات، لا سيما في ظل التقارب التجاري، ولكن بالرغم من ذلك لازال التوتر هو السمة الغالبة على العلاقات بسبب تباين المواقف وحالات الاستقطاب التي تفرضها الظروف الطبيعية للنزاعات القائمة.

الوضع مستقر

وفي سياق متصل، أعلنت الصين، اليوم الثلاثاء، أن الوضع مستقر عند حدودها مع الهند، خاصة بعدما أوضحت مصادر هندية بأن المواجهة اندلعت بين جيشي البلدين عند منطقة حدودهما المتنازع عليها في الهيمالايا الأسبوع المنصرم، وفقًا لسكاي نيوز عربية.

وذكر الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين، أن الوضع الحدودي بين الصين والهند مستقر بالكامل، وأن الطرفين حافظوا على الحوار من دون وجود العراقيل بشأن المسألة الحدودية.

تغيير الوضع

ومن جانبه، قال وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ: "الصين تحاول تغيير الوضع الحالي بشكل أحادي عند الحدود المتنازع عليها بين الطرفين في الهيمالايا عبر التعدي على خط السيطرة الفعلية في منطقة يانغتسي التابعة لقطاع تاوانغ".

بداية الأزمة

أما عن بداية الأزمة الصينية الهندية فدارت على مر السنوات وسط اشتباكات دامية بين القوتين الآسيويتين على طول الحدود بينهما، والتي تمتد على طول 3500 كيلو مترًا، خاصة في منطقة "لاداخ" المرتفعة في شمال الهند.

وفي عام 2017، تصاعد الصراع بين القوات الهندية والصينية، واستمر لمدة 72 يومًا في قطاع استراتيجي من منطقة بوتان في الهيمالايا، ونجحت  المحادثات بتخفيف حدة التوتر الناجم عن النزاع.

وفي وقت سابق، وقعت حرب سريعة بين البلدين عام 1962، هزمت على إثرها القوات الهندية، وتدور النزاعات، لعقود على خط السيطرة الفعلية، وهو ترسيم فضفاض يفصل الأراضي التي يسيطر عليها الصينيون والهنود من ولاية لاداخ في الغرب إلى أروناتشال براديش في شرق الهند، والتي تطالب الصين بها بالكامل.

ويعود الصراع الهندي الصيني إلى عام 1947، في الوقت التي استقلت فيه الهند عن بريطانيا، وأخذت هضبة واسعة شمال شرقي البلاد، وزعمت الصين أن مليكة هذه الهضبة تعود إليها.

وكانت من أبرز محطات الهجوم الصيني على القوات الهندية التي حدثت في عام 1962، حيث استولت خلالها على مرتفعات اقساي تشين الحد الفاصل بين البلدين.

وحدثت آخر مواجهة بين الهند والصين في عام 2017، في الوقت الذي بدأت فيه الصين شق طريقها العسكري على تلة استراتيجية قرب حدودها تعرف بعضبة "دوكلام" والتي تربط بين أراض صينية وهندية وبوتانية، إلا أن هذه الحادثة أنتهت بتراجع كلا الأطراف.

إجراءات الرد مهنية

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الصيني أن جنودًا هنديون عبروا بشكل غير قانوني الحدود المتصارع عليها في الهيمالايا وعرقلوا سير القوات الصينية، وهو ما أدي إلى اندلاع الحرب التي نتج عنها سقوط الجرحي.

وأشار الناطق باسم جيش التحرير الشعبي، إلى أن القوات الصينية تعرّضت إلى عرقلة من الجيش الهندي الذي عبر بشكل غير شرعي خط (السيطرة الفعلية)"، موضحًا أن إجراءات الرد التي قمنا بها مهنية ووفق المعايير وقوية". حسب  شبكة الـ سي إن إن الأمريكية.

لقاء القمة

وأوضح نائب وزير الخارجية الصيني كونغ شوان،  أن القمة غير الرسمية بين الرئيسين الهندي والصيني تمثل "علامة فارقة" في العلاقات بين البلدين.

وزار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الصين، لإجراء المحادثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، حيث استمرت المفاوضات التي عقدها الزعيمان فترة أطول من المتوقع، وكان ذلك في اجتماع تحت عنوان "لقاء القمة"

وقيل أن هناك اختلافات ملموسة بين الجانبين، لكن القمة لا تهدف لإثارة هذه القضايا على وجه التحديد، وعقدت القمة ف في مدينة ووهان بوسط الصين، ومن ناحية أخرى قال الرئيس الصيني شي جينبينغ إن المشكلات بين الصين والهند "محدودة ومؤقتة".

وعلى هامش القمة قال فيجاي جوخالي، وكيل وزارة الخارجية الهندية، إن الهند والصين توصلوا إلى اتفاق يهدف إلى تحسين الاتصالات بين قواتهما المسلحة للحفاظ على السلام على الحدود، وذلك بعد أشهر من إثارة نزاع بشأن شريط حدودي في جبال الهيمالايا، وأن نيودلهي وبكين قررتا أيضا تعزيز الاتصالات من أجل الاستقرار الإقليمي الأوسع.

النزاع على الحدود

وتكون هذه هذه الاشتباكات هي أحدث أعمال العنف بين البلدين على طول الحدود منذ يونيو لعام 2020، عندما لقى جنود من البلدين حتفهم في قتال دام.

وعلى صعيد آخر، ذكرت بعض المصادر أن الحادث الذي وقع عندما عبرت القوات الصينية إلى الأراضي الهندية، دمرت نقطتي تأمين ومنعت مجموعة من الحجاج المسافرين إلى جبل كايلاش قبل أن تقوم القوات الهندية بتشكيل حائط بشريًا وتمنع القوات الصينية من العبور، وفقًا لصحيفة ذا تايمز أوف إنديا.