رقم تاريخي.. الطلب العالمي على الفحم يتجه إلى مستوى قياسي في 2022

الاقتصاد

بوابة الفجر

أعلنت وكالة الطاقة الدولية، توقعات ارتفاع الاستهلاك العالمي للفحم إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في عام 2022، وأن يظل عند مستويات مماثلة في السنوات القليلة المقبلة إذا لم يتم بذل جهود أقوى للانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، وهو ما يمثل كارثة بالنسبة لجهود مكافحة تغير المناخ.

 

ووفقًا للتقرير السنوي للوكالة الصادراليوم الجمعة بشأن الفحم، فإنه من المتوقع ارتفاع استخدام الفحم العالمي بنسبة 1.2% هذا العام، متجاوزًا 8 مليارات طن في عام واحد للمرة الأولى، وهو رقم قياسي سابق تم تسجيله في عام 2013.

 

 

 تقريرالوكالة الدولية

 

وبحسب تقرير صادر عن الوكالة الدولية، اليوم الجمعة (16 ديسمبر/كانون الأول 2022)، من المتوقع زيادة الطلب العالمي على الفحم بنسبة 1.2% هذا العام، ليتجاوز 8 مليارات طن لأول مرة، متخطيًا الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2013.

 

وترى وكالة الطاقة أن استهلاك الفحم في العالم سيظل عند مستويات مماثلة في السنوات التالية، حال عدم وجود جهود أقوى لتسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة، وفق التقرير، الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

 

يتجه الفحم إلى تحقيق رقم قياسي في 2022 رغم الماراثونات الطويلة التي قطعتها دول العالم في اجتماعات إنقاذ البيئة والمناخ.

 

والفحم الذي يعد أرخص مصادر الطاقة وأقذر أنواع الوقود الأحفوري، شهد إقبالا قياسيا تاريخيا عليه في عام 2022 الذي تميز بكونه عام أزمات الطاقة وذكرت الوكالة الدولية للطاقة أنه من المقرر أن يرتفع استهلاك العالم للفحم هذا العام إلى أعلى معدلاته على الإطلاق، بالرغم من الأهداف العالمية الطموحة للحد من اعتماد دول العالم على الوقود الأحفوري الملوث للبيئة.

 

وقالت الوكالة الدولية للطاقة، في تقرير نشرته اليوم الجمعة، وأوردته وكالة بلومبرج للأنباء، إن استهلاك العالم للفحم سوف يرتفع، على الأرجح بنسبة 1.2% خلال عام 2022، ليتجاوز 8 مليارات طن في سنة واحدة للمرة الأعلى على الإطلاق.

 

 

 

ارتفاع الطلب العالمي على الفحم

من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الفحم إلى 8.025 مليار طن في العام الجاري، مقارنة مع 7.929 مليار طن في العام الماضي (2021)، الذي شهد نموًا قويًا بلغت نسبته 6%، مع التعافي من تداعيات وباء كورونا.

 

وتأتي زيادة استهلاك الفحم هذا العام، بقيادة الهند والاتحاد الأوروبي والصين، بنسبة ارتفاع 7% و6% و0.4% على التوالي، مع تزايد الطلب على الوقود الأسود لتوليد الكهرباء، في حين تراجع استهلاك الولايات المتحدة 6%.

 

وأسهم ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي وسط أزمة الطاقة العالمية في زيادة الاعتماد على الفحم لتوليد الكهرباء، رغم أن تباطؤ النمو الاقتصادي أدى في الوقت نفسه إلى خفض الطلب على الكهرباء والإنتاج الصناعي.

 

وأدّت موجة الحر والجفاف في الصين -أكبر مستهلك للفحم في العالم- زيادة توليد الكهرباء من الفحم خلال فصل الصيف، حتى مع القيود الصارمة لمواجهة تزايد إصابات كورونا، حسب وكالة الطاقة الدولية.

 

 

 

 

 

بقاء….الفحم حتى عام 2025

وأضافت الوكالة الدولية أن هذا المعدل سوف يستمر، على الأرجح، حتى عام 2025، حيث إن تراجع الطلب على الفحم في الاقتصاديات المتقدمة سوف تقابله زيادة في حجم الطلب من الأسواق الآسيوية الصاعدة مثل الصين والهند.

 

وتزايد اعتماد أوروبا على الفحم كمصدر للطاقة خلال العام الجاري بعد القيود التي فرضتها روسيا على تصدير الغاز الطبيعي إلى الدول الأوروبية على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا، مما اضطرت هذه الدول إلى البحث عن مصادر بديلة للطاقة.

 

ونقلت بلومبرج عن ألكسندرو موستاتا، الناشط في حملة "يوروب بيوند كول"، المعنية بالتوقف عن استخدام الفحم في أوروبا، قوله إن هذا التحليل "يؤكد الحاجة الملحة لزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وزيادة فعالية الطاقة حتى يمكننا الحد من فواتير الطاقة للمواطنين وتأمين إمدادات الطاقة الخاصة بنا والحفاظ على سلامة الأهداف المناخية الضرورية".

 

وأضاف موستانا: "الشيء المهم هو أنه لم تراجع أي دولة أوروبية خططها بشأن التوقف عن استخدام الفحم بشكل كامل بحلول 2030، وأن أوروبا ما زالت في طريقها لتصبح خالية من الفحم بحلول نهاية العقد الجاري".

 

 

 

تحذير هام في استخدام الوقود الأحفوري

وكانت وكالة الطاقة الدولية قد دعت في وقت سابق إلى ضرورة خفض استخدام الفحم على المستوى العالمي بنسبة 90% بحلول عام 2050، إذا أراد العالم تحقيق أهداف صافي صفر انبعاثات، والحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية.

 

ودعت الوكالة إلى خفض حاد في استخدام الوقود الأحفوري، بما في ذلك إدخال تغييرات سياسية حاسمة في هذا العقد، لكي يتجنب العالم الآثار الكارثية لأزمة المناخ، فقد ارتفعت درجة حرارة الكوكب بالفعل بما يقرب من 1.2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

 

 

عالميًا…ارتفاع توليد الطاقة من الفحم

 

ومن المتوقع أيضًا ارتفاع توليد الطاقة من الفحم عالميًا إلى مستوى قياسي جديد يبلغ نحو 10.3 تيراواط هذا العام، بينما من المتوقع أن يرتفع إنتاج الفحم بنسبة 5.4% إلى نحو 8.3 مليار طن، وهو أيضًا أعلى مستوى على الإطلاق.

 

وقد تحقق أكبر ثلاث دول منتجة للفحم - الصين والهند وإندونيسيا - أرقامًا قياسية للإنتاج هذا العام، ولكن لا توجد علامة على زيادة الاستثمار في مشروعات الفحم التي تحركها الصادرات رغم الأسعار المرتفعة والهوامش المربحة لمنتجي الفحم.

 

كما يتوقع التقرير أن يظل استهلاك الفحم ثابتًا عند هذا المستوى حتى عام 2025 حيث يقابل الانخفاض في الأسواق الناضجة؛ استمرار الطلب القوي في الاقتصادات الآسيوية الناشئة.

 

وهذا يعني أن الفحم سيظل أكبر مصدر منفرد لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في نظام الطاقة العالمي، وسط توقعات بأن تكون أكبر زيادة في الطلب على الفحم في الهند بنسبة 7%، يليها الاتحاد الأوروبي بنسبة 6% والصين بنسبة 0.4%.

 

وبحسب رويترز، قال كيسوكي ساداموري مدير أسواق الطاقة والأمن لدى الوكالة: العالم يقترب من ذروة استخدام الوقود الأحفوري، ومن المرجح أن يكون الفحم أول ما يتراجع، لكننا لم نصل إلى هذا الحد بعد.

 

 

 

توليد الكهرباء من الفحم

تتوقع وكالة الطاقة الدولية صعود توليد الكهرباء من الفحم في العالم بنسبة 1.8% في 2022، ليسجّل مستوى قياسيًا جديدًا عند 10.339 تيراواط/ساعة.

 

ويُتوقع أن يبلغ الطلب العالمي على الفحم من قطاع الكهرباء 5.472 مليار طن هذا العام، بزيادة 2.4% على أساس سنوي، على أن تُشكل الصين نصف الزيادة، حسب التقرير، الذي اطلعت على تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة ويستمر الطلب على الكهرباء في النمو خلال العام الجاري بنحو 3%، لكنه أقل من وتيرة الزيادة البالغة 5.2% العام الماضي، مع تباطؤ النشاط الاقتصادي هذا العام.

 

وترى الوكالة الدولية أن الطاقة المتجددة قد تُلبي 88% من نمو الطلب على الكهرباء في 2022، على أن تأتي النسبة المتبقية من الفحم والغاز الطبيعي.

 

 

 

 

إنتاج الفحم العالمي

من أجل تلبية الطلب العالمي على الفحم، من المرجح ارتفاع إنتاج العالم بنسبة 5.4% إلى 8.318 مليار طن في 2022، ليسجل أعلى مستوياته على الإطلاق.

 

ويأتي ذلك بعد زيادة إنتاج الفحم في العالم بنسبة 3.9% إلى 7.888 مليار طن في عام 2021، مع التعافي من انخفاض الطلب الناجم عن الوباء في عام 2020، وفق وحدة أبحاث الطاقة.

 

وتواصل الصين والهند زيادة إنتاج الفحم هذا العام من أجل التغلب على نقص المعروض، وهو الارتفاع الذي تجاوز الانخفاض في الإنتاج الروسي بسبب العقوبات الغربية المفروضة في أعقاب غزو أوكرانيا ومن المتوقع أن يصل الإنتاج العالمي للفحم إلى ذروته في عام 2023، عند مستوى أعلى بقليل من عام 2022، على أن ينخفض إلى 8.221 مليار طن بحلول 2025.