محمد على السقاف لـ "الفجر": المتضرر من أزمة اليمن المواطن.. وأمريكا أخطأت في حذف الحوثي من قوائم الإرهاب (حوار)

تقارير وحوارات

الدكتور محمد علي
الدكتور محمد علي السقاف

◄المتضرر الرئيسي من الأزمة في اليمن هو المواطن البسيط
◄مبعوثي الأمم المتحدة هم إنعكاس لموازين القوي داخل الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الدولي
◄الادارة الامريكية الحالية أخطات في اتخاذ قرارها بالغاء صفة المنظمة الارهابية للحوثيين 
◄الحرب الروسية الأوكرانية كشفت عورة إزدواجية الاعلام الغربي في تجاهله مآساة الشعب الفلسطيني
◄ المجتمع الدولي مغيب عن أبعاد أزمة اليمن

قال الدكتور محمد علي السقاف الكاتب السياسي اليمني والخبير في القانون الدولي من جامعة السوربون، إن المتضرر الرئيسي من الأزمة في اليمن هو المواطن البسيط الذي يعاني وفق تقارير الأمم المتحدة من أسوأ أزمة انسانية في العالم.

وأضاف السقاف في حوار خاص لـ "الفجر"، بأن الإدارة الأمريكية أخطات في اتخاذ قرارها بالغاء صفة المنظمة الارهابية للحوثيين التي صنفتها إدارة الرئيس ترامب السابقة.

وإليكم نص الحوار:-

◄ في ظل التصعيد الحوثي ضد المدنيين باليمن..  ما وراء عدم تنفيذها اى هدنة باليمن؟


المشكلة أن أطراف رئيسية في الازمة اليمنية علي مستوي الجهات اليمنية، وبعض الأطراف الإقليمية وكذلك الدولية مستفيدة من استمرارية الأزمة، كما أن  المتضرر الرئيسي هو المواطن البسيط الذي يعاني وفق تقارير الامم المتحدة من أسوء أزمة انسانية في العالم.

ففي النطاق اليمني نري الحوثيون هم الآن بعد الانقلاب علي السلطة الشرعية في عام ٢٠١٤ هم في الواجهة الدولية والكل إقليميًا ودوليا يعترف بهم كسلطة أمر واقع، بينما بفترة قصيرة قبل ذلك كانوا متواجدين في مجلس النواب علي سبيل المثال بنائبين فقط والآن بصدارتهم في المشهد السياسي اليمني يصعب عليهم التخلي عن مواقعهم ومكانتهم بإنهاء الحرب وهم بذلك مدعومين من قبل إيران ليس بالسلاح والعتاد فحسب بل أيضآ في فن المناورة والتفاوض حتي يحققوا أقصي التنازلات من قبل الطرف الاخر اليمني.

وعلي المستوي الاقليمي الوجه الآخر للازمة اليمنية يسعي الحوثيين الحصول علي تعويضات لتداعيات الحرب في اليمن قدرت بمليارات الدولارات مستفيدين بذلك حاجة السعودية الحصول علي ضمانات أمنية لحدودها الجنوبية
ومن هنا فهي إلى جناب تواصلها مع الحوثيين أجرت السعودية مفاوضات مع إيران الازمة اليمنية أحد عناصر هذه المساعي إلى جانب قضايا اقليمية اخري، وبالطبع من جانب عناصر الشرعية " المعترف بها دوليًا " استمرارية الحرب مثل بالنسبة للبعض ثراء فاحش وظهور في الصفوف الأمامية في السلطة لم يكن يحلموا بها.
 


◄في ظل فشل مبعوثي الأمم المتحدة باليمن.. ما هي أبرز التحديات التي تواجه المبعوث الأممي؟

مبعوثي الأمم المتحدة هم إنعكاس لموازين القوي داخل الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الدولي، البعض منهم حقق بعض التقدم في ملف الازمة والبعض الاخر لا يزال يدور في حلقات مفرغة.

ويلاحظ هنا أن المبعوثين الأوليين هما عربيان جمال بن عمر “المغربي”، واسماعيل ولد الشيخ “الموريتاني- ووزير خارجية حاليا لدولة موريتانيًا” خلفهما بعد ذلك البريطاني مارتن غريفيث، والسويدي هانس غروندبيرغ.

كما يلاحظ أن ادارة بايدن عينت مبعوثًا أمريكيا تيمور ليندر كينج للعمل والتنسيق مع المبعوث الاممي في الازمة اليمنية، لكن الادارة الامريكية أخطات في الوقت نفسه اتخاذ قرارها بالغاء صفة المنظمة الارهابية للحوثيين التي صنفتها ادارة الرئيس ترامب السابقة، والمفارقة هنا والاختلاف الكبير مع الحرب الاهلية اليمنية في الستينات بين الجمهوريين والملكيين ان التنسيق الأمني والأمريكي حينها ساهما بايجاد حلًا سريعًا للازمة اليمنية وبالطبع ذلك مرده ان طرف  الازمة حينها مصر العربية والعربية السعودية كان لهما الدور بحل الازمة بعكس حالها اليوم بوجود ايران في المعادلة.



◄ما من أزمة بالعالم وإلا تتجه الأنظار لمجلس الأمن الدولي.. برأيك كيف تعامل المجتمع الدولي مع الأزمة اليمنية؟

يجب هنا التمييز بين المجتمع الدولي وتشكيلة مجلس الأمن الدولي، وبالنسبة للأخير هناك قرارات لمجلس الأمن للأسف لم توضع لها آلية التنفيذ وأدوات الضغط المفترض أنها تساعد علي التنفيذ، أما بالنسبة للمجتمع الدولي فهو مغيب عن أبعاد أزمة اليمن وخاصة علي مستوي منظمات المجتمع المدني في الدول الغربية وحتي لدي شعوب الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.

وهنا تجدر الاشارة أن المسئولية المطلقة تقع علي ممثلي الشرعية من سفراء وغير ذلك الذين لم نسمع لهم أي دور أو تحرك قاموا به نحو الفعاليات الاجتماعية في تلك الدول والسؤال حينها ما جدوي اعتماد مبالغ الصرف علي البعثات الدبلوماسية اليمنيية في الخارج في بلد في حالة حرب ويواجه أزمة مالية حادة ويعاني مواطنيه في الداخل من أبسط حقوق المواطنة في الخدمات الأساسية والرواتب وغير ذلك،، أحد التفسيرات الجزئية لعجز دور البعثات الدبلوماسية في الخارج يعود إلى نوعية الدبلوماسيين المعتمدين في الخارج وأقلبهم عينوا في إطار محاباة ومحسوبية علي حساب الكفاءة والخبرات والقدرات العلمية حتي ان بعضهم لا يجيدون إطلاقا  أو بشكل جيد للغات البلد الذي اعتمدوا فيه كسفراء إضافة إلى قيام بعض كبار المسؤولين بتعيين اقاربهم بشكل مكثف في الفترة الآخيرة احترازيًا لامكان قرب التوصل إلى حل للأزمة اليمنية، ومما يثير الدهشة هنا أن عدد قليل من الناشطات اليمنيات المتعاطفة مع الحركة الحوثية لعبوا أدوارا في الولايات المتحدة في داخل الكونجرس الامريكي والتواصل مع الاعلام الامريكي أفضل بكثير وبمسافة عن دور الدبلوماسيين اليمنيين في واشنتطتون ونيويورك.

 

◄في ظل إزدياد تدفق الأسئلة من قبل إيران للحوثي.. برأيك ما أسباب تصعيد طهران وهل له علاقه بملف الاتفاق النووي؟

سببين رئيسين.. الأول مخاوف إيران بسبب أزمة اوكرانيا أن يقل اهتمام الغرب خاصة والولايات المتحدة بالدرجة الاولي بالملف الاتفاق النووي، ومحاولة الضغط علي إدارة بايدن قبل قدوم الانتخابات الرئاسية واحتمالات أن الحزب الجمهوري الذي هو وراء إلغاء الاتفاق النووي قد ينجح في الانتخابات الرئاسية القادمة وتتبخر معها الحلول.
أما عن السبب الثاني ومرتبط بالأول مخاوف إيران علي مسار اللقاءات الإيرانية السعودية، ولذلك تسخين الجبهة اليمنية قد يساهم في إذابة بعض الجمود.



◄كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على الأزمات في الدول العربية خاصة اليمن؟

 

تأثيرات إيجابية وسلبية في آن واحدٍ… الجانب الإيجابي كشف عورة إزدواجية الاعلام الغربي في تجاهله مآساة الشعب الفلسطيني بتركيزه علي الدعم لأوكرانيا وتكرار عدة مرات بطرح الازمة الأوكرانية علي مجلس الأمن ونقلها أيضا إلى الجمعية العامة للامم المتحدة خوفا من استخدام الفيتو الروسي، بينما نفس القضية الفلسطينية والان الازمة اليمنية لا تحظي بنفس العناية علي مستوي تداولها في الأمم المتحدة، إضافة إلى ذلك المليارات التي خصصت لأوكرانيا في حين طلبات الدعم المالي الانساني اليمن ضعيف ودون المستوي المطلوب.

الجانب السلبي.. بالطبع معاناة اليمن من تداعيات كورونا أضيفت إليها الآن ارتفاع أسعار بيع الوقود للمستهلك المحلي وارتفاع أسعار النفط والغاز إنعكس سلبًا علي المواطن ولم ينعكس إيجابيا علي تحسين الخدمات للمواطن علي أساس أن الجنوب واليمن لديهم بعض الغاز والنفط.