المعاقين عبر الحضارات والعصور

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية

النظرة للأطفال المعاقين  منذ أقدم العصور اتسمت بطابع غير إنساني واختلفت هذه النظرة من عصر لآخر تبعا لمجموعة من المعايير والمتغيرات، وأن الاهتمامات الحديثة بالإعاقة والمعاقين، وضرورة تقديم الرعاية اللازمة لهذه الفئة بشكل  تكاثفي من جميع أفراد المجتمع ومؤسساته، كذلك أهمية  دمجها في المجتمع ليس وليد المصادفة البحتة أو بدافع الإنسانية فقط  ،بقدر ماكان إعادة  لتصحيح مجموعة من الأخطاء ارتكبتها المجتمعات الإنسانية عبر التاريخ والتي كان ضحيتها دائمًا وأبدًا المعاقين.


والجدير بالذكر أنه قد عرف الإنسان القديم التنقل والترحال في جماعات بحثا عن الطعام،نجد أن معظم المعاقين بحكم إعاقتهم كانوا غير قادرين على المساهمة في نشاطات جمع الثمار وعمليات الصيد والرعي أو الدفاع عن أنفسهم أو أفراد مجموعتهم،وبالتالي لم يسلموا من الأذى النفسي والمادي من أقاربهم ومعارفهم وأعدائهم  ،وحتى بعد أن ظهرت بعض الاتجاهات المنادية باعتبار المعاقين فئةً تحتاج إلى العلاج.

 وكان ذلك في العصور التاريخية الأولى، فقد كان التشخيص يعتمد على تعريفات ترد في شكل أوصاف منفرة تتعلق بتقمص  الجن لبعض الأجساد أوحلول لعنة الآلهة على من وقع عليهم الغضب والتي أدت إلى نكبة المعاقين،أكثر مما عملت على توفير العناية لهم، وهذه الأفكار التشاؤمية ساعدت في إلقاء الضرر على المعاقين، وجاءت حجة التخلص منهم تحت ستار فك السحر ومحاربة السحرة، وطرد الأرواح الشريرة.


والجدير بالذكر أن نظرة بعض الحضارات الإنسانية المتمثلة في عصور الفراعنة والحضارة الإغريقية القديمة وما ظهر بين الحضارتين من حضارات أخرى في الهند والصين،حيث أكدوا على أهمية العناية بالفرد وأسرته في حالات المرض والعجز كأسلوب يدعم المجتمع  ،وعُرف علم الأعشاب لعلاج المرضى وأصحاب العاهات،وكان الكهنة يصلون لشفاء هولاء العجزة،كما أدت الفلسفة الأخلاقية التي ظهرت في كل من الهند والصين متمثلة في قانون( مانو) وفي الصين في تعاليم (كونفشيوس)إلى اعتناق مفاهيم الفضيلة والأخلاق والسلام كطرق تؤدي إلى المعرفة ومن تم الرحمة بالضعفاء والعناية بالمرضى والمعاقين كأحد مظاهر تلك الفضيلة.