ليبيا بين خارطة طريق للوصول للانتخابات ومطبات لعرقلة هذه الخطوة

عربي ودولي

ليبيا
ليبيا

سنوات من الصراع السياسي والاحتدام بين الفرقاء في ليبيا، أبعدت آمال الليبيين بالوصول إلى مرحلة الإستقرار وشتت مطالبهم بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تضع حق تقرير المصير بين أيديهم، والآن يشهدون خيانة من قبل رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، ليستمر في سلطتة، بينما يحاول البرلمان جاهدًا تنحية هذه الحكومة وتشكيل قاعدة متينة لإجراء الإنتخابات.

وفي هذا الصدد قال عضو ملتقى الحوار السياسي أحمد الشركسي، إن خارطة الطريق الجديدة يجب أن تعالج الإشكالات بشكل جذري وواقعي وأن تضع الحلول الناجعة لملفات القاعدة الدستورية والسلطة التنفيذية والمناصب السيادية.

ولفت الشركسي، في تصريح متلفز، إلى ضرورة أن تتضمن الخارطة التي يتم إعدادها الآن “ميثاقًا وطنيًا” بين الأطراف يضمن القبول والمشاركة الإيجابية والرضى بنتائج العملية السياسية والانتخابات.

وأكد أن تفاصيل الخارطة الجديدة يتم مناقشتها بين الأطراف الدولية والإقليمية؛ إذ لا يقتصر طرحها على المستوى الداخلي بين الأطراف السياسية، حسب قوله.

وشدد على أن حكومة الدبيبة أكدت أنها غير قادرة على قيادة المرحلة وأنه بات على المجتمع الدولي إدراك خطورة الأمر، وإلا فإن الصدام المسلح يصبح الخيار الحتمي.

واستبعد إمكانية الوصول إلى الانتخابات عبر خارطة طريق جديدة، منوهًا إلى أنه أي خارطة طريق جديدة يعدها الغرب أو يناقشها هي لإدارة الأزمة وليست لحلها، وأنها تكون معدة بسيناريو مسبق.

وأعرب عن أمله في التوصل إلى خارطة طريق متفق عليها من الأطراف الليبية من أجل الوصول إلى الانتخابات.

والجدير بالذكر أن الساحة السياسية في ليبيا اشتعلت منذ أيام إثر خطاب وجهه عبد الحميد الدبيبة للشعب الليبي، أعلن فيه مسؤوليته عن تسليم المواطن الليبي المتهم بقضية لوكربي، أيو عجيلة مسعود المريمي، للولايات المتحدة الأمريكية.

الخطاب وحد الشارع الليبي بالفرقاء الليبي ضد الدبيبة، لما رؤه من سخط في هذا الخطاب وخنوع لإرادة غربية من أجل السلطة والمال، الأمر الذي لم يتقبله أحد سواء كان سياسيًا أم ناشطًا حقوقيًا، أم قاضيًا.

فالدبيبة جزم بأن أبو عجيلة مسعود "قاتل" وبأنه قام بإنفاذ القانون، بينما القانون لا يسمح له بتسليم مواطن متهم غيابيًا ودون أدلة لحكومة أجنبية، كما أن وزير حكومته وليد اللافي فجر مفاجأة من العيار الثقيل عندما صرح عن أن هذه الصفقة من شأنها أن تفرج عن الأموال الليبية المجمدة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تقدر بـ74 مليار دولار.

هذا التصريح اعتبره العديد خطيرًا، كونه يكشف ملابسات جديدة وراء دوافع الدبيبة لارتكاب مثل هذه "الخيانة"، بجانب طمعه بالاستمرار بالسلطة بدعم أمريكي، وهو ما استطاع تحقيقه، فهو بصدد اختلاس مبلغ كبير من أموال الشعب المجمدة بسبب قضية دفعت خلالها ليبيا الغالي والنفيس لإغلاقها.