انتعاش تسلسل الدولار واليورو أمام الروبل الروسي ( تفاصيل )

الاقتصاد

الروبل الروسي 
الروبل الروسي 

صعد سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الروبل الروسي في تعاملات اليوم الإثنين 19 ديسمبر2022 وتم تداوله فوق مستوى 67 روبلًا للدولار وذلك للمرة الأولى منذ 30 مايو، وللمرة الأولى منذ 30 مايو/أيار 2022، تشهد تعاملات الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي، صعودًا مقابل الروبل الروسي.

وبحلول الساعة 15:00 بتوقيت العاصمة الروسية موسكو وبحسب وكالة "إنتر فاكس" للأنباء، ارتفع سعر صرف الدولار بواقع 2.38 كوبيك ليصل إلى 67.03 روبل.

وصعد سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" بواقع 1.84 كوبيك ليبلغ 70.94 روبل وذلك للمرة الأولى منذ 27 مايو/أيار الماضي. وقيمة الروبل الواحد تعادل 100 كوبيك.

تراجع الروبل سبب رئيسي …في حظر النفط الروسي

ولم تمر أيام على بدء سريان مفعول الحظر الأوروبي على النفط الروسي المنقول بحرًا، وتحديد سقف سعر الخام بـ60 دولارا للبرميل، حتى بدأت الإجراءات الأوروبية الجديدة تلقي بظلالها على أداء العملة الروسية الروبل، الذي اختتم تعاملات الأسبوع الماضي بتراجع لافت، وسط اقتراب الدولار من عتبة 65 روبلًا لأول مرة منذ منتصف مايو/أيار الماضي.

 

ومع ذلك، لم يدفع التراجع التدريجي للروبل المصرف المركزي الروسي إلى رفع سعر الفائدة الأساسية، بل قرر في اجتماعه الأخير لهذا العام، الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، الإبقاء عليها للمرة الثانية على التوالي عند مستوى 7.5%، وذلك بعد سلسلة من قرارات خفض الفائدة التي قفزت إلى مستوى 20% بشكل غير مسبوق في الأيام الأولى من اندلاع الحرب في أوكرانيا، في نهاية فبراير/شباط الماضي.

 

العملة الروسية

بدورها، قالت إيلينا كوزوخوفا المحللة في فيليس كابيتال "العملة الروسية، تحسبا لإعلان عقوبات جديدة، تواصل تسجيل أدنى مستوياتها المحلية" وأدت أسعار النفط المنخفضة نسبيًا ومخاطر انخفاض عائدات التصدير في ضوء سقف سعر النفط الروسي البالغ 60 دولارًا والذي فرضته مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا، إلى الضغط على الروبل.

 

بينما يرجع مارك غويخمان، كبير المحللين في مجموعة "تيلي تريد" للتداول، تراجع الروبل إلى انخفاض العوائد النفطية متزامنة مع زيادة الواردات، متوقعا مزيدًا من الهبوط للعملة الروسية في الأشهر المقبلة ومن المتوقع صعود سعر صرف الدولار إلى مستوى يتراوح بين 69 و70 روبلا خلال الأشهر القادمة، على ضوء تراجع عوائد صادرات النفط إلى أوروبا.

 

 

تماسك الاقتصاد الروسي

 قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول 2022، العقوبات على روسيا تسببت بتضخم قياسي في الدول الأوروبية، والرهانات أخفقت على انهيار اقتصاد روسيا بسبب العقوبات.

 

وأضاف بوتين أن الروبل تحول إلى إحدى أقوى العملات في العالم هذا العام، مشيرًا إلى اعتماد روسيا على زيادة إمدادات الغاز الطبيعي إلى 70 مليار متر مكعب. كما ذكر بوتين: "نبحث عن شركاء أفضل من الاتحاد الأوروبي".

 

 

 تضخم قياسي بدول أوروبا

ويبذل مسؤولو روسيا قصارى جهدهم للإشادة بالقوة الاقتصادية للبلاد في مواجهة العقوبات. ويتوقع الرئيس فلاديمير بوتين انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2% فقط هذا العام، وهو ما يعد أكثر تفاؤلًا من توقعات وزارة الاقتصاد بالانخفاض بنسبة 3% تقريبًا، لكنه تحسن كبير مقارنة بتوقع البنك الدولي في أبريل لانهيار بنسبة 11%.

 

وكان اقتصاد روسيا قد دخل مرحلة الركود رسميا، بعد انخفاض ناتجها المحلي الإجمالي لربعين متتاليين، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي في البلاد بنسبة 4% في الربع الثالث وفق وكالة الإحصاء "روستات"، بعدما سجل في الربع الثاني تراجعا بنسبة 4.1% ويعود الانخفاض إلى حد كبير لآثار العقوبات الغربية الشديدة التي فرضت على روسيا.

 

ما هي أسباب قوة الدولار؟

ساهمت مجموعة متنوعة من العوامل في قوة الدولار الأمريكي في عام 2022، حيث أدى الارتفاع السريع لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي وتشديد ميزانيته العمومية إلى أن يصبح الدولار الأمريكي أكثر قيمة ومع ارتفاع أسعار الفائدة، ارتفعت أيضا عوائد حسابات التوفير والأوراق المالية ذات الدخل الثابت مثل سندات الخزانة الأمريكية، مما يجعلها بديلا أكثر جاذبية للمستثمرين.

 

في الوقت نفسه، أدى انخفاض أسعار الأسهم (خاصة في قطاع التكنولوجيا) إلى تحفيز المستثمرين بشكل أكبر على الانسحاب من أسواق الأسهم الأكثر خطورة إلى الدولار.

 

مقارنة بالعديد من الاقتصادات العالمية الأخرى، ظل الاقتصاد الأمريكي مرنا مع أقل قدر من المخاطر، في وقت تستمر أوروبا في مواجهة أزمة طاقة مستمرة مع الصراع بين روسيا وأوكرانيا، في حين أن سياسات الصين الخاصة بمواجهة جائحة كوفيد 19 أعاقت قطاع التصنيع في البلاد، فضلا عن الصناعات الأخرى.

 

كيف سيكون سعر العملات في عام 2023؟

 

بينما ارتفع الدولار الأمريكي في معظم عام 2022، بدأ ارتفاعه يفقد قوته في الأشهر الأخيرة من العام وفي سبتمبر/أيلول من عام 2022، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 20% على مدار العام ووصل إلى أعلى مستوى عند 114.8، لكنه تراجع منذ ذلك الحين وتنازل عن أكثر من نصف مكاسبه لهذا العام حتى الآن.

 

سيراقب المستثمرون في جميع أنحاء العالم عن كثب لمعرفة ما إذا كان ارتفاع الدولار الأمريكي سيستمر، أو ما إذا كان هذا الانعكاس في نهاية العام سيستمر وسيوفر للعملات الرئيسية بعض الراحة حتى عام 2023.