عادل حمودة: أمريكا استغلت أزمات الشرق الأوسط وسيطرت على العالم بالدولار (فيديو)

توك شو

عادل حمودة-رئيس مجلس
عادل حمودة-رئيس مجلس تحرير جريدة الفجر

قال الكاتب الصحفي عادل حمودة، رئيس مجلس تحرير جريدة الفجر، إن الولايات المتحدة أسقطت قاعدة الذهب مرة أخرى، كان السبب هذه المرة غطرسة القوة التي أصابت الولايات المتحدة في سنوات الحرب الباردة بينها وبين الاتحاد السوفيتي وتورطها في حروب ساخنة في كوريا وفيتنام وأمريكا اللاتينية بخلاف الانقلابات التي دبرتها والقواعد الخارجية التي مولتها.

وأضاف "حمودة" خلال تقديم برنامجه "واجه الحقيقة" المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية" مساء اليوم السبت: "دخلت الولايات المتحدة 90 حربا، حاربت 222 سنة من عمرها الذي لا يزيد عن 450 سنة، واستأجرت 650 قاعدة في 130 دولة، مما فرض عليها إنفاقا عسكريًا خرافيًا أجبرها على طبع مئات المليارات من الدولارات دون غطاء الذهب، وحدث ذلك سرًا لسد العجز في الموازنة العامة التي تجاوزت حدودها بثلاث تريليونات من الدولارات".

وتابع "انخفض مخزون الذهب الأمريكي يومًا بعد يوم عندما بدأت البنوك والشركات والدول الأجنبية في تحويل الدولار إلى ذهب ووجدت الولايات المتحدة نفسها في ورطة تتجاوز الفضيحة. وفي الستينات من القرن الماضي، كشف الرئيس الفرنسي شارل ديجول المستور عندما طالب بتحويل 191 مليون دولار إلى ذهب لكن البنك المركزي الأمريكي تأخر أياما".

واستطرد "عرفت الدول الأخرى ما حدث لفرنسا فاندفعت لتحويل ما لديها من دولار إلى ذهب ولم يكن الاحتياطي الأمريكي من الذهب يكفي أكثر من 5% فقط. وبدأ النظام المالي العالمي يهتز بشدة مسببا فوضى في المعاملات الدولية أدت إلى انكماش في التجارة وصل إلى 20% ومع ارتفاع البطالة بنسبة 6% وارتفاع التضخم بنسبة 5.5 % سيطر الكساد على الجميع وهم يبكون على الذهب الذي فقدوه.

وذكر حمودة "بعد ظهر يوم الجمعة 13 أغسطس عام 1971 اجتمع الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون سرا مع وزير الخزانة جون كونالي ومدير بنك الاحتياط الفيدرالي آرثر بيرنز و12 مستشارا في البيت الأبيض وقرروا التخلص من قاعدة الذهب لمدة 90 يومًا مما يعني إلغاء التحويل الدولي المباشر من الدولار إلى الذهب وتقييد الاستيراد وتسريح نسبة من موظفي الحكومة المركزية وتجميد الأجور والأسعار ومراقبتها للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية". 

وأكمل "صيغت هذه الإجراءات في القرار التنفيذي الرئاسي رقم (11615) الذي وصف بـ "صدمة نيكسون". وبحلول عام 1973 بات مؤكدًا التعليق المؤقت لقاعدة الذهب أصبح دائمًا، ودول العالم راحت تعيد تقييم عملاتها بوسائل مختلفة ردًا على صدمة نيكسون التي لا تزال تناقش حتى اليوم في المؤسسات المالية والأكاديمية حتى لا تتكرر الآثار السيئة التي ترتبت عليها واستمرت لعدة سنوات حتى صحح النظام المالي العالمي نفسه بنفسه".

وأردف "وبالقطع انخفض الطلب على الدولار بعد إلغاء قاعدة الذهب ولم يَعد العملة الرئيسة في العالم، لكن في شتاء عام 1973 حدث شيء ما أعاد للدولار هيبته. استخدمت الدول العربية النفط سلاحا ملحقا بحرب أكتوبر لتضاعف من انتصارها، ارتفعت أسعار النفط إلى مستوى غير مسبوق".

وتابع "هنا استغل وزير الخارجية الامريكية هنري كيسنجر الظروف الإقليمية ليعيد الدولار إلى عرشه. واستغل كيسنجر تهديدات شاه إيران لدول الخليج التي كان أغلبها يبدأ خطواته الأولى بعد الاستقلال ليعرض عليها الحماية الأمريكية مقابل أن تبيع النفط بالدولار، وبموافقة السعودية على العرض أصبح الاتفاق نافذا، ودون مبرر للاعتراض وافقت الدول النفطية الأخرى في منظمة أوبك".

وقال "تضم منظمة أوبك 11 عضوا يمتلكون 44% من إنتاج النفط و81% من الاحتياطي. وافق أعضاء الأوبك على مبدأ تسعير النفط بالدولار ولم تعترض الدول المنتجة الأخرى وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي. حافظ النفط على بقاء الدولار متربعًا على قمة العملات، بل أن زيادة أسعار النفط التي ترتفع من فترة إلى أخرى ضاعفت من الطلب على الدولار".

وأكد أن الولايات المتحدة منحت نفسها الحق في طبع ما تريد من الدولار دون أن يكون له غطاء ودون أن يراجعها أحد، بل أصبح من صلاحيات قادة الأساطيل طبع ما يحتاجون من الدولار وهم في عرض البحار والمحيطات. والمعروف أن الأساطيل الأمريكية بها 600 سفينة حربية و600 ألف ضابط وجندي.

وأوضح أنه بتلك الهيمنة فرضت الولايات المتحدة مرور الصفقات التجارية والتحويلات المالية العالمية عبر بنوكها.. كل دولار يتحول من دولة إلى أخرى لا بد من المرور على نيويورك قبل وصوله، حيث فرضت الولايات المتحدة هذا النظام الصارم بدعوى مراقبة تمويل التنظيمات الإرهابية وعصابات غسل أموال الدعارة والمخدرات وتجارة السلاح.