خبير أثري يكشف تفاصيل مشروع حماية "قلعة قايتباي" من نوات البحر في الإسكندرية

أخبار مصر

حصن قايتباي في الإسكندرية
حصن قايتباي في الإسكندرية

أشاد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار بأول مشروع هندسي بحرى متكامل من نوعه لحماية قلعة قايتباي في الإسكندرية من تأثير النوات الشتوية وأمواج البحر العالية وبنسبة حماية 100%، ويقع المشروع الذي جرى تنفيذ نحو 95 % منه حتى الآن في أربعة أجزاء الجزء الأول عبارة عن بناء حاجز أمواج بطول 520 م، ومشاية خرسانية بطول 110 م ولسان حجرى بطول 30 م ورصيف بحري بطول 100 م. 


وأوضح ريحان أن هذا المشروع يأتى فى إطار سياسة الدولة وحرص قيادتها السياسية على إنجاز المشاريع القومية الكبرى لحماية تراث مصر وآثارها الخالدة وحسن استثماره ومنها مشروع التجلى الأعظم بسانت كاترين ومشروع تنمية وتطوير وإحياء مسار العائلة المقدسة من رفح إلى الدير المحرّق بأسيوط ومشروع تطوير القاهرة التاريخية ومشروع ترميم مجمع الأديان بمصر القديمة حيث معبد بن عزرا والكنائس التى باركتها العائلة المقدسة، وتشمل كنيسة إبى سرجة وبها المغارة التى أقامت بها العائلة المقدسة وديرين للراهبات والكنيسة المعلقة والقديسة بربارة ومارجرجس، وقصرية الريحان وكنيسة أبا كير ويوحنا ومارجرجس للروم والشهيد أبو سيفين والأنبا شنودة وكنيسة أبى سرجة، علاوة على جامع عمرو بن العاص ثانى أقدم مساجد مصر وإفريقيا بعد مسجد سادات قريس ببلبيس محافظة الشرقية وترميم آثار مجمع الأديان بوسط الإسكندرية الذى يضم المعبد اليهودى "معبد إلياهو حنابى" وكنيسة القديس سابا المعروفة بكنيسة الجرس ومسجد أنجى هانم ومسجد العطارين.
 

كما تم ترميم دير مار مينا غرب الإسكندرية، والواقع على مساحة 1000 متر مربع، وكان قد تم إدراجه على قائمة التراث العالمى المهدد بالخطر في 2010، وذلك بسبب ارتفاع مستوى المياه الجوفية، وهو عبارة عن نموذج مميز ويمثل مرحلة من مراحل التاريخ الهامة ويضم كنيسة بازيليكا ومجمع للحجاج وتوفي فيه القديس مينا، وقامت وزارة السياحة والآثار بمعالجة المياه الجوفية وتثيبت العناصر المعمارية بكنيسة القبر وأعمال الترميم الدقيق والانتهاء من تطوير المدخل الرئيسي 
 

ونوه ريحان إلى تحذيره مسبقًا من وجود كهوف مائية أسفل قلعة قايتباي تمتلئ بمياه البحر أسفل الصخرة الأم التى تقوم عليها القلعة مما يهدد سلامة القلعة بفعل الزمن وطالب بتشكيل لجنة هندسية وأثرية لتقدير مدى الخطورة وتحديد سبل العلاج وهو ما تم الآن فى ظل توافر إرادة سياسية ومناخ صحى ملائم لحماية آثار مصر 
وأشار الدكتور ريحان إلى أن قلعة قايتباي تقع عند مدخل الميناء الشرقي من ناحية الغرب على نهاية الطرف الشمالي الشرقي من شبه جزيرة رأس التين بحي الجمرك وهي مسجلة كأثر بالقرار رقم 10357 لسنة 1951 أنشأها السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي عام (882هـ -1477م)‘ موقع فنار الإسكندرية الذى تهدم أثناء زيارته الأولى للإسكندرية.
وأقيمت القلعة على مساحة 17550متر مربع وبنيت على هذه المساحة أسوار القلعة الخارجية واستحكاماتها الحربية وكذلك البرج الرئيسي والذي بني على أنقاض الفنار القديم، وأن البرج الرئيسي للقلعة بني من الحجر الجيري يرتفع 17م ويتكون من ثلاثة طوابق، وبني الطابق الأول على طراز المدارس المملوكية، ويضم المسجد وخرزة صهريج المياه وغرفة الطاحونة والممر الشرقي، ويتوصل للطابق الثاني عن طريق سلم حجري ويشتمل على ممرات تدور حول صحن الجامع ومجموعة من القاعات وسقاطة الزيت والشخشيخة (ملقف الهواء) ويحتوى الطابق الثالث على عدة ممرات تحتوي على 28 حجرة مربعة الشكل بها مزاغل السهام كما يحوي مقعد السلطان المطل على صحن القلعة.
وتحيط أسوار القلعة الخارجية بالقلعة من أربع جهات لحمايتها ويحتوى البعض منها على أبراج اسطوانية ويتخللها المدخلان المدخل الحالي بالسور الجنوبى والمدخل الأصلي في الركن الجنوبي الغربي ويشغله الآن متحف المحنطات بينما تحيط الأسوار الداخلية بالقلعة من ثلاث جهات وهى خط دفاعى ثانى، وأضيف على هذه الأسوار فى فترة لاحقة مجموعة من الحواصل عددها 35 حاصلًا وهى حجرات لإقامة الجند ويقع صهريج القلعة فى الجانب الغربي من القلعة، وكشف عنه عام 1984 أثناء أعمال الترميم.
وتحتوي القلعة على سراديب ساحلية تمتد من الناحية الشمالية من الشرق إلى الغرب أسفل ممشى الأسوار الشمالية وهى عبارة عن ممرات مغطاة بقبوات نصف دائرية بالطوب الأحمر تحملها عقود، استخدمت مزاغلها لإطلاق المدافع على السفن المواجهة للقلعة مباشرة ويوجد بصحن القلعة عددًا من المدافع المنقولة.