الأسطورة بيليه - ملمع الأحذية الذي نشأ فقيرا.. وعانق المجد ليصبح ملكا متوجا على عرش كرة القدم

الفجر الرياضي

بيليه
بيليه

 


 

"أعظم لاعب في التاريخ كان دي ستيفانو أرفض تصنيف بيليه كلاعب، لقد كان فوق ذلك". فيرينك بوشكاش

بيليه هو اسم لا يمكن لعشاق كرة القدم مرور الكرام عليه، إنه أحد أفضل 3 لاعبين كرة قدم شهده العالم على الإطلاق، لم يسلم بيليه العالم له على طبق من الفضة، فقد شق طريقه بالعرق والدم حتى التتويج بكأس العالم 3 مرات.

وُلد بيليه في مدينة إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو في 3 أكتوبر 1940، كان والده لاعب كرة قدم أُجبر على اعتزال اللعبة عندما أصيب بكسر في ساقه.

عندما كان بيليه يبلغ من العمر ست سنوات فقط، انتقل والديه إلى  ساو باولو إلى بلدة تسمى باورو، حيث كان والد بيليه يلعب مع نادي باورو أتلتيكو، هنا بدأ بيليه يلعب كرة القدم خاصةً عندما اعتزل والده في عام 1952.

وأُجبر على لعب اللعبة بكرات مصنوعة من جوارب محشوة بالصحف القديمة أو الخيط أو أو بثمرة "غريب فروت" لأن والده لم يكن قادرًا على شراء كرة له.

ويستعرض "الفجر الرياضي" قصة بيليه أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ على الإطلاق كالتالي:


تلميع الأحذية

وظل بيليه في فقر مدقع واعتاد على تلميع الأحذية للمساعدة في زيادة دخل الأسرة، أظهر الصبي اهتمامًا كبيرًا وموهبة في كرة القدم وكان يلعب في نادٍ محلي.

لفت بيليه البالغ من العمر 11 عامًا أنظار فالديمار دي بريتو، اللاعب الأول في البلاد، يقال إن بريتو قدم بيليه لنادي سانتوس، موضحًا بجرأة أن بيليه سيكون أعظم لاعب كرة قدم في العالم.

وأثبت بيليه نفسه لسانتوس عندما سجل في سن الـ16 عام، وظهر بيليه لأول مرة مع سانتوس في فوز بنتيجة 7-1 على كورينثيانز  حيث سجل الهدف الأول.

وفي عام 1957، حصل على مكان في التشكيلة الأساسية وهو في السادسة عشرة من عمره، كان أفضل هدافي الدوري برصيد سبعة عشر هدفًا، ليتلقى استدعاءً للمنتخب الوطني من قبل المدرب فينسنتي فيولا لنسخة 1958 التي أقيمت في السويد.

وبدأ العالم في الانتباه لموهبة البرازيلي عندما سجل بيليه البالغ من العمر 17 عامًا 6 أهداف خلال كأس العالم 1958، مما أدى إلى فوز المنتخب البرازيلي ليفوز بكأس العالم لأول مرة في ذلك العام.

وغاب بيليه البالغ من العمر سبعة عشر عامًا عن أول مباراتين في دور المجموعات ضد النمسا وإنجلترا -كانت الأولى في تاريخ المونديال التي تنتهي بالتعادل السلبي-، لعب بيليه ضد الاتحاد السوفيتي والتي فاز فيها السيليساو بنتيجة 2-0، لكن في ربع النهائي ضد ويلز افتتح سجله التهديفي.

في مباراة نصف النهائي ضد، سجل بيليه ثلاثية في الفوز 5-2 على فرنسا حيث سجل فافا وديدا هدفين آخرين، كان جوست فونتين وروجر بيانتوني من سجلا لصالح الديوك.

التقى البرازيل بالسويد البلد المضيف في المباراة النهائية يوم 29 يونيو 1958، كان أصحاب الأرض قد أطاحوا بألمانيا الغربية، كررت البرازيل نتيجة مباراة نصف النهائي وسجل هدفين، ليتم اختياره أفضل لاعب شاب في البطولة مع جائزة الهداف.
كنزا وطنيا

مع انتشار أخبار أدائه الرائع كالنار في الهشيم، وإبداء مجموعة واسعة من الأندية الرياضية اهتمامًا بالأسطورة بيليه، أعلنت البرازيل أن نجمها في كرة القدم كنزًا وطنيًا، وبالتالي منع بيليه من اللعب في أي نادٍ أو شركة غير برازيلية.

كان بيليه يمتلك رؤية رائعة في الملعب كما أنه كان رشيق مع سرعة رهيبة، وقدرة رائعة على المراوغة كما يجيد التصويب أيضًا بتسديداته القوية في الرأس.

في نسخة عام 1962، بيليه لعب مباراتين فقط، مباراة المجموعة الأولى ضد المكسيك والتي سجل فيها الهدف الثاني في الفوز 2-0 على ملعب سوساليتو، والمباراة الثانية كانت ضد تشيكوسلوفاكيا انتهت بالتعادل السلبي، وأصيب بيليه، لكن البرازيل نجحت في التتويج بكأس العالم، ومع ذلك في عام 1970، قاد بيليه فريقه للفوز بكأس العالم الثالثة لبلده.

وفازت البرازيل على تشيكوسلوفاكيا وإنجلترا ورومانيا 4-1 و1-0 و3-2 على التوالي لتتصدر المجموعة الثالثة. هزموا بيرو 4-2 في ربع النهائي على ملعب خاليسكو في غوادالاخارا وسجلوا فوزا 3-1 على أوروغواي في نصف النهائي لمواجهة إيطاليا في النهائي.

وفي المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب أزتيكا في مكسيكو سيتي في 21 يونيو 1970، سجلت البرازيل أربعة أهداف في مرمى إيطاليا، فازت البرازيل بجميع المباريات في تلك النسخة بفارق أهداف ثلاثة أو أكثر.

و افتتح بيليه التسجيل في أول ثمانية عشر دقيقة، وسجل الأهداف الثلاثة الأخرى للبرازيل جيرسون وجيرزينيو وكارلوس ألبرتو لتنتهي المباراة بفوز البرازيل بنتيجة 4-1 ليحقق بيليه المونديال الثالث له ولمنتخب بلاده.

لعبة كرة القدم الجميلة

ولم يكن هدف بيليه لصالح البرازيل رقم 100 في كأس العالم فحسب، بل كان أيضًا هدفًا قريبًا من قلب بيليه لأنه سجله برأسه، كان والد بيليه بارعًا في تسديدات الرأس، ويُقال إنه سجل 5 أهداف في مباراة واحدة، وكانت هذا الهدف خاصة لبيليه.

سجل بيليه 1280 هدفًا، وهو في المرتبة الثانية بعد آرثر فريدنريتش لاعب كرة قدم برازيلي آخر برصيد 1329 هدفًا، كما سجل متوسط بيليه هدفًا واحدًا في كل مباراة دولية لعبها، ونجح في تسجيل 92 هاتريك و97 هدفًا دوليًا وإحصائياته هي الأعلى على الإطلاق.

وبعد اعتزاله، عاد بيليه إلى كرة القدم لفترة قصيرة مدتها سنتان للترويج لكرة القدم في أمريكا الشمالية، لعب في دوري أمريكا الشمالية لجذب اهتمام الملايين من الأمريكيين نحو "لعبة كرة القدم الجميلة".

لعب مباراة استعراضية بين كوزموس الأمريكي وسانتوس، ولعب مع الأول خلال الشوط الأول، وللفريق الأخير خلال الشوط الثاني. 
استغل شعبيته لنشر رسالة الحب والسلام بين متابعي اللعبة، وكانت جماهيره تهتف "الحب! الحب! الحب!" خلال تلك المباراة.

استثمر بيليه الكثير من الوقت والجهد لتعزيز شعبية كرة القدم، ولعب دور البطولة في العديد من الأفلام الوثائقية وشبه الوثائقية التي ركزت على كرة القدم أو على حياته كلاعب كرة قدم.

إرث بيليه الدائم في عالم كرة القدم هائل وضخم، كان لاعب كرة القدم الوحيد الذي فاز بكأس العالم ثلاث مرات ولا يزال أفضل هداف للبرازيل برصيد 77 هدفًا في 92 مباراة، وعلى مستوى النادي، سجل 643 هدفًا لفريق سانتوس، مما جعله أعلى هداف في تاريخ النادي، بيليه هو تاريخ كرة القدم.