الملكية تتذكر رئيسة دير جبل الزيتون.. تعرف عليها

أقباط وكنائس

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل كنيسة الروم الملكيين البيزنطية اليوم بذكرى البارّة ميلاني التي من روما رئيسة دير جبل الزيتون
وكانت البارة ميلاني من أثرياء روما وأشرافها. ترمَّلت في الثانية والعشرين من عمرها، وبعد أن وزّعت ثروتها كلّها على المساكين، شادت في القدس، حول سنة 375، ديرًا عاشت فيه 27 سنة، بين جمهور من العذارى المكرَّسات لله.
وهناك أيضاً بارّة ثانية بإسم ميلاني، نحتفل بها اليوم، هي حفيدة الأولى. شادت هي الأخرى ديرًا للعذارى على قمة جبل الزيتون، وعاشت فيه، تدير شؤونه في أعمق الاتضاع، إلى أن انتقلت إلى الحياة الأبدية في 31 كانون الأول سنة 439.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يا يسوع الوديع، بأيّ حالٍ أراك! يا أيّها الكثير الوداعة والحبّ من حكم عليك بالموت؟ يا أيّها الشافي الوحيد لجراحنا القديمة من تراه قادك لتقاسي تلك الجراح الشديدة القساوة والمملوءة ذلاًّ وهوانًا؟ يا أيّتها الكرمة الوادعة، يا ربّي يسوع الرحوم، ها هي الثمرة التي أعطتك إيّاها كرمتك...
لقد انتظرت بصبرٍ، حتّى يوم عُرس آلامك هذا، أن تثمر كرمتك عنبًا غير إنّها لم تعطِك غير "الحَسَك والشَّوك" . لقد كلّلتك بالأشواك وأحاطتك بأشواك خطاياها. كم أضحت هذه الكرمة، التي لم تعد كرمتك بل كرمة غريبة، كم أضحت مُرّة! لقد أنكرتك وهي تصيح: "لا مَلِكَ علَينا إِلاَّ قَيصَر!" . فبعد أن "أَلقَوْك في خارِجِ الكَرْم"، خارجِ مدينتك وميراثِك قتلك الكرّامون: لم يقتلوك بسرعة، لكن بعدما أذاقوك ألم الصليب الطويل وعذّبوك وجرحوك وأدموك بالسّياط والمسامير... ربّي يسوع...، لقد بذلت نفسك للموت كما سبق وأعلنت قائلاً: "ما مِن أَحَدٍ يَنتزِعُها مِنَّي بل إنّني أَبذِلُها بِرِضايَ" ... يا له من تبادل رائع: الملك يبذل نفسه في سبيل العبد، الله في سبيل الإنسان، الخالق من أجل الخليقة والبريء يقدّم ذاته من أجل الأثمة...