يحيى الرخاوى.. أديب الطب النفسى

العدد الأسبوعي

يحيى الرخاوى
يحيى الرخاوى

ترك ٤٠ كتابًا.. وأشرف على برنامج علاج نجيب محفوظ بعد محاولة اغتياله الآثمة


رحل عن عالمنا منذ أيام الدكتور يحيى الرخاوى، أحد أعلام ورواد الطب النفسى، الملقب بـ «أديب الطب النفسى»، تاركًا بصمة كبيرة فى مصر والعالم العربى.

شغل الراحل الكبير العديد من المناصب الحيوية والمهمة، منها مستشار الطب الشرعى فى عدد من المحاكم بمصر والسعودية والسودان، كما كان أحد الأعضاء المؤسسين للكلية الملكية للأطباء النفسيين فى بريطانيا، ورئيس مجلس إدارة جمعية الطب النفسى التطورى والعمل الجماعى، وعضو الهيئة العليا للأدوية، وكان رئيس التحرير المشارك للمجلة المصرية للطب النفسى، كما تولى تحرير مجلة «الإنسان والتطور» فى عام ١٩٨٠، ونال عضوية اللجنة العليا للرقابة على المصنفات الفنية، واختير مستشارًا للنشر بالهيئة العامة للكتاب.

يصفه مرضاه وأصدقاؤه بالطبيب الإنسان، الذى احتل القلوب والعقول بقوة وبراعة وبسلطة كلماته، والذى يستحق أن تتلألأ صفحات الجرائد بسيرته وصورته تكريمًا لمسيرته.

ولد يحيى الرخاوى بالقاهرة فى نوفمبر ١٩٣٣، والتحق بمدرسة مصر الجديدة الثانوية، ثم بكلية طب قصر العينى وتخرج فيها عام ١٩٥٧، وتخصص فى بدايته فى علاج أمراض الباطنة، لكنه فضل التحول إلى الأمراض النفسية.

وحصل على دبلوم التخصص فى الأمراض النفسية والعصبية عام ١٩٦١، ثم الدكتوراه فى الطب النفسى عام ١٩٦٣، وعمل فى مجال التدريس بجامعة القاهرة إلى أن أصبح كبير أساتذة الطب النفسى، وتولى منصب كبير مستشارى دار المقطم للصحة النفسية منذ عام ١٩٧٣، وكان من أشهر أطباء الطب النفسى وعلاج الإدمان.

وحملت إحدى أحياء المقطم المميزة التى أنشأ فيها مؤسسته العلاجية اسمه، والتى صارت واحدة من أشهر وأهم وأبرز المؤسسات العلاجية فى مصر والعالم العربى.

وكان الدكتور يحيى الرخاوى، الطبيب المشرف على برنامج علاج أديب نوبل نجيب محفوظ، بعدما فقد قدرته على الكتابة بصورة طبيعية بعد محاولة اغتياله الآثمة فى ١٤ أكتوبر ١٩٩٤.

بلغ عدد مؤلفات الراحل الدكتور يحيى الرخاوى، نحو ٤٠ مؤلفًا، أشهرها (مبادئ الأمراض النفسية، وعلم النفس فى الممارسة الطبية، وحياتنا والطب النفسى، واللغة العربية والعلوم النفسية الحديثة، وحكمة المجانين، وعندما يتعرى الإنسان، وعلم النفس تحت المجهر، وهيا بنا نلعب يا جدى سويا مثل أمس) وعن الأديب الكبير نجيب محفوظ، قدم كتاب «أصداء الأصداء: تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية»، الذى صدر عن المجلس الأعلى للثقافة، وكتاب «تبادل الأقنعة.. دراسة فى سيكولوجية النقد»، وصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.

كما أشرف «الرخاوى» على ٣٤ دراسة علمية للماجستير والدكتوراه، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب عن روايته «المشى على الصراط» عام ١٩٧٩، وأجرى العديد من الحوارات الصحفية عن تحليل شخصية بعض رؤساء الجمهورية والشخصيات السياسية.

وقبل ٨ سنوات، وتحديدًا فى عدد ديسمبر ٢٠١٤، أوصى «الرخاوى»، عبر مجلة «صباح الخير» التى تصدر عن مؤسسة روزاليوسف، ألا يصدق أحد أيامما تركه أو رآه أو أثبته أو أوصى به، إذ عليه أن يراجعه بنفسه من جديد، ويعيد تشكيله نقدا وتحديثًا، أولًا بأول، وهو يدعو له بالثواب والمغفرة.