عاجل.. "خناقة" في مركز أشعة تكشف عن تطبيق ينافس شركات الذكاء الاصطناعي الإسرائيلية

الاقتصاد

مركز أشعة - أرشيفية
مركز أشعة - أرشيفية

مهندس ميكانيكا وطبيب يؤسسان منصة إلكترونية لتشخيص الإشعة بالذكاء الاصطناعي في مصر

 

بيتر بقطر مهندس ميكانيكا حاصل على ماجستير في هندسة التصنيع، وكان يعمل بمجال الطيران والفضاء بأمريكا، وعبد الرحمن فهمي طبيب بشري بارع في البرمجة وخصوصا الذكاء الاصطناعي جمعتهم الصدفة البحتة حتى يخرجوا بأول تطبيق يؤسسه مصريين لتشخيص الأشعة بكافة أنواعها بالذكاء الاصطناعي لينافس الشركات الإسرائيلية بالمنطقة.

بيتر بقطر وعبد الرحمن فهمي

ويعد تشخيص الأشعة بالذكاء الاصطناعي هو طفرة جديدة في العلوم الطبية وتكنولوجيا عميقة تطبق لأول مرة في مصر من خلال تطبيق إلكتروني صمم وبرمج وتمتطويره بواسطة فريق مصري، وهو يعمل في مصر منذ سبتمبر الماضي واستطاع تحقيق نجاح عند اختباره في أحد مراكز الأشعة بمصر وهو حاليًا في مرحلة الانتشار.

 

وتسببت أزمة جائحة فيروس كورونا في خروج الكثير من الأفكار المبتكرة في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية، من أجل مواكبة التطور الرهيب الذي يشهده العالم يوميًا في هذا المجال.

 

فكرة التطبيق بدأت بمشاجرة في مركز أشعة

 

ويروى لنا المهندس بيتر بقطر المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لشركة "Neureveal " (DACS -Diagnosis Archiving Communications System)، لـ "الفجر" الحكاية منذ بدايتها فيقول: "بدأت الفكرة بخناقة في مركز أشعة بسبب تأخر تقرير الأشعة المقطعية على الصدر لأخي المصاب باشتباه  بفيروس كورونا، وأوضح لنا المركز في حينه أنه سيستغرق يومان في إعداد التقرير،  وهو ما يجعله عديم الفائدة بالنسبة للمريض لأن صورة الأشعة هي صورة لحظية لجزء في الجسم وبالتالي بعد يومين نتيجة الأشعة بتختلف تمامًا.

 

وتابع بيتر: "اكتشفت أن ذلك نتيجة لقلة عدد اخصائي الأشعة في مصر، وأن طبيب الاشعة الواحد يعمل في أكثر من مركز فيخصص ساعتين يوميًا لكل مركز يقوم خلالهما بعمل التقارير للأشاعات، وبالتالي طرأت لى الفكرة، حتى يكون تشخيص الأشعة لحظى باستخدام الذكاء الاصطناعي من خلال منصة وتطبيق إلكتروني يتيح لاخصائي الأشعة عمل التقرير في ذات الوقت من أى مكان، بحيث تحفظ صور الأشعة على خوادم سحابية توفرها الشركة للمركز.

ويستطرد بيتر: "تواصلت مع صاحب مركز أشعة لعمل نموذج أولي وبدأت أبحث عن ناس تكون لديها خبرة أكبر لتبدأ معي في هذا المشروع، فتعرفت على شريكي الدكتور عبد الرحمن فهمي، وهو طبيب ومبرمج في نفس الوقت وهى مهارة نادرًا ما تتوافر في شخص واحد، وهو طبيب معتمد في الولايات المتحدة الأمريكية ويعيش هناك، في تخصص الباطنة وعلاج الإدمان وقبل سفره من مصر كان مدرس مساعد في القصر العيني وطبيب قلب، بجانب أنه رجل أعمال ناجح، وكان لديه خبرة كبيرة في الذكاء الاصطناعي.

 

مصريان يؤسسان شركة في شيكاغوا بأمريكا

 

تم تأسيس الشركة منذ عام في شيكاغو بأمريكا في 1 ديسمبر 2021 ولدينا مكتب في الولايات المتحدة الأمريكية، وأخر في مصر حاليًا.

 

تشخيص مئات صور الإشعة في دقائق معدودة من خلال الذكاء الاصطناعي

 

وأكد بيتر، على أن الفكرة مصرية،  مشيرًا إلى أن تطبيق Neureveal  يتيح رفع الاشعة عبر خوادم الحوسبة السحابية وتشخيصها من خلال الذكاء الاصطناعي وإصدار تقرير دقيق في خلال دقائق معدودة، وبأسعار تنافسية بالنسبة لمركز الأشعة.

بيتر بقطرمع رئيس قسم الاقتصاد والتكنولوجيا بالفجر

وأضاف قررنا ننشئ نفس شكل واجهة المستخدم التي يعمل عليها أطباء الأشعة في مصر على البرامج العادية المنتشرة في كافة مراكز الأشعة حتى لا يكون شكل Neureveal مختلف عما تعود عليه طبيب الأشعة مع زيادة الخدمة الخاصة بالذكاء الاصطناعي، كل هذا من خلال سيرفرات على السحابة (Cloud)، من حلال "كيسة كمبيوتر" صغيرة يتم وضعها داخل مركز الأشعة تقوم بنقل مئات من صور الأشعة لكل حالة في لحظات على السيرفرات السحابية بحيث تكون متاحة لطبيب الأشعة في أى مكان لعمل التقرير، وهو ما يوفر الكثير من الوقت والجهد والتكاليف للطبيب وكذلك المركز، وهذا ينعكس على سرعة انتاج التقارير.

 

ربط مراكز الأشعة بالخوادم السحابية يقلل الوقت والتكلفة

 

وأوضح بيتر، أن ربط المراكز بالخوادم السحابية، يطبق لأول مرة في مصر، وقد أتاح كم كبير من الإمكانيات أقلها ربط كافة المراكز التي يعمل بها طبيب الأشعة ببعضها مهما بلغ عددها ومهما بعدت المسافة بينها، فأصبحت بيانات الحالات الخاصة بكافة المراكز تظهر لطبيب الأشعة في وقت واحد،  في حين يظهر لكل مركز المرضي الخاصين به مع الحفاظ على خصوصية كل مركز أشعة.

 

وأشار بيتر، إلى أن تطوير برامج الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، هو شئ معقد وعالي التكلفة، حيث يستلزم تعاون وثيق بين المبرمج والطبيب، ليكون لدى كل منهم علم عميق بطبيعة الأشعة والأمراض وكيفية نقل القدرة على التشخيص لجهاز.

وتابع بيتر: "كان أكبر تحدي بالنسبة لنا، هو شراء سيرفر خاص بنا متخصص في تدريب الذكاء الاصطناعي، حتى نستطيع عمل الاختبارات بحرية كاملة وتدريب الذكاء الاصطناعي الخاص بنا مرات عديدة دون اللجوء إلى شركات أخرى مرتفعة التكلفة تملك تلك الخوادم مثل جوجل أو ميكروسوفت، وهو أكبر استثمار قامت به الشركة وأعطتها ميزة تنافسية عن باقي الشركات".

 

سوق مراكز الأشعة في مصر به الكثير من التكنولوجيا القديمة

 

وقال: "من اهم المعوقات التى واجهتنا في مصر عند بداية العمل هي أن السوق فيه تكنولوجيا قديمة والشركات المقدمة للتكنولوجيا تعاملت بشكل سيئ مع المراكز حتى عودتها على سوء الخدمة وتحولت مع الوقت إلى نظام عمل منها تعطل البرامج وتأخر الصيانة بالأيام، فأصبح ذلك بالنسبة لهم شئ عادي، حتى أن المراكز عندما تتحدث معها أصبحت لا تصدق أنك تستطيع تقديم الخدمة بهذا الشكل فلم يستطيع أن يفهم طريقة العمل الجديدة خصوصا اننا نقدم صيانة مجانية للمنصة والتطبيق".

 

هذا بجانب تعيين فريق العمل المتخصص، حيث  واجهتنا صعوبات كثيرة واستغرقنا فترة من الوقت لاختيار الفريق الذي يعمل معنا وهم أغلى وأهم ما تمتلكه الشركة حاليًا – على حد وصفه -

مؤسسا التطبيق معًا خلال إحدى الفاعليات

وذكر بيتر: "لدينا في مصر 20 موظف كلهم من الشباب، اتممنا عمليات التطوير في سبتمبر الماضي، وبدانا الاختبارات في احد مراكز الاشعة وحاليًا بنركب الأجهزة في 3 مراكز أخرين، كما جاري الاتفاق مع وكيلين  حاليًا لتوزيع أجهزتنا في مصر والخليج وستشمل الدول السعودية والبحرين ومصر والعراق ولبنان وسوريا وغانا".

 

وأضاف أن الخطة المستهدفة للشركة هي تركيب النظام في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا في خلال 2023 في، موضحًا أن هناك تفاوض مع وزارة الصحة لوضع الذكاء الاصطناعي في المراكز الخاصة بهم في المستشفيات الجامعية تحديدًا

 

وعن بداية الجولات التمويلية قال بيتر: "مخططين ندخل أول جولة تمويلية لنا مع بداية 2023، عقب تخطى عدد المراكز 10 مراكز أشعة " والحصول على موافقتي منظمة الغذاء والعلاج الأمريكية لبرامج الذكاء الاصطناعي.

 

ننافس شركتان في إسرائيل يقدمان نفس الحل تقريبًا

 

وعن المنافسين لفت بيتر، إلى أن الشركات المنافسة التي تعمل بنفس التكنولوجيا بالمنطقة هما شركتان في اسرائيل تم تاسيسهما في عام 2016 واحدة اسمها VIZ AI، و   AI DOCدوك، وتقريبا يقدمان نفس الحل التكنولوجي فكرة تطبيق لتشخيص الأشعة على الكلود مندمج مع الذكاء الاصطناعي ويعملان في عدد من الدول ، وحصلا على تمويل يقدر بحوالي 500 مليون دولار من مستثمرين دوليين.