"مسار العائلة المقدسة" إلى أين وما المطلوب إنجازه؟.. خبير يجيب

أخبار مصر

نقطة من نقاط المسار
نقطة من نقاط المسار

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار بأنه حان الوقت لوضع خريطة استثمار سياحى لمسار العائلة المقدسة لطرحها على المستثمرين لاستكمال المشروع القومى الخاص بإحياء مسار العائلة المقدسة كطريق للحج فى مصر يستهدف 2.3 مليار مسيحى فى العالم علاوة على عددًا كبيرًا من المسلمين ولو جاء مصر 2%  فقط  سيدخل مصر 46 مليون حاج مسيحى سنويًا وذلك بطرح كل ما قامت به الدولة حتى الآن وما تستهدفه وما تحتاجه من استثمارات لاستكمال المشروع بتنمية المسار.

وأشار إلى أن التركيز على قضية الاستثمار والتنشيط السياحى للمسار هى أهم القضايا فى المرحلة القادمة وذلك فى طريق طوله 3500 كم ذهابًا وإيابًا وقد شملت الرحلة خمسة مناطق رئيسية "ومنطقة غير محطة" شمال سيناء – الدلتا – وادى النطرون – منطقة حصن بابليون – صعيد مصر.

محطات الرحلة 

ومحطات الرحلة بالترتيب طبقًا للخريطة المعتمدة حتى الآن (مع ملاحظة أن هذه المحطات كانت لها مسميات قديمة) رفح، الشيخ زويد، العريش، الفلوسيات، القلس، الفرما، تل بسطة، مسطرد، بلبيس، منية سمنود، سمنود، سخا، بلقاس، وادي النطرون، المطرية وعين شمس، الزيتون، حارة زويلة، مصر القديمة وحصن بابليون، المعادي، سقارة، دير الجرنوس بمغاغة، البهنسا، جبل الطير بسمالوط،  الأشمونين بالمنيا، ديروط، ملوي، كوم ماريا، تل العمارنة، القوصية، ميرة، الدير المحرّق وفى طريق العودة مرت العائلة المقدسة على جبل أسيوط الغربي "درنكة" إلى مصر القديمة ثم المطرية فالمحمة ومنها إلى سيناء.

مجهودات الدولة 

ونوه الدكتور ريحان إلى أن الدولة تسعى بكل وزاراتها وأجهزتها المعنية بتوجيهات من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتنمية كل محطات المسار وتسير الأمور فى عدة اتجاهات ومن خلال ما تم إعلانه عن طريق محافظى المحافظات التى تشمل محطات المسار ومسئولى وزارة السياحة والآثار ففى شمال سيناء تم تخصيص 10.8 مليون جنيه لتحسين ورفع كفاءة البنية التحتية بالفرما والمناطق المحيطة بها ورصف الطريق المؤدى إلى المنطقة وتشجيره ورفع كفاءة الطريق لمسافة 4كم والطرق الداخلية وخزان مياه وإنارة طريق الفرما على مسار العائلة المقدسة، وفى الشرقية افتتحت وزارة السياحة والآثار أعمال الترميم والتطوير بتل بسطا والتي تشمل البئر الذي مرت به العائلة المقدسة وتبلغ مساحتها 124 فدان وقد تم إقامة سور يحيط بتل بسطا مزود ببوابات إلكترونية وممر داخلى وتزويدها ببرجولات خشبية إحداهما للبئر المقدسة.

وفي الغربية تم افتتاح مسار العائلة المقدسة بعد تطويره فى 4 يناير 2021 حيث تمت إعادة تأهيل المسار وتطوير كل العناصر التى تتحقق الرؤية البصرية الجمالية للمسار وتجميل الميدان الرئيسى وواجهات الكنيسة والمسجد بتكلفة 7.5 مليون جنيه وفى سخا تم تطوير المنطقة المحيطة بكنيسة العذراء مريم وافتتاح أعمال التطوير فى مارس 2021 من تشجير الشوارع المحيطة بالكنيسة ورصفها بالإنترلوك وإقامة حديقة ومكان انتظار للسيارات والأتوبيسات وتأهيل المنطقة السكنية ووضع علامات إرشادية كما قامت الدولة بترميم الكنيسة بعد حريق عام 2008 استمرت لمدة 6 سنوات.
 

وفى وادى النطرون تم تطوير المسار بطول 26كم بتكلفة 76 مليون جنيه وشملت البوابة الرئيسية لمدخل مدينة وادى النطرون وتركيب لوحات إرشادية وبانرات ورصف وتوسعة أربع طرق بطول 26كم بتكلفة إجمالية 44 مليون جنيه منها طريق الأنبا بيشوى بطول 1.5كم وطريق بيت الوادى بطول 1.2كم ورصف وازدواج طريق دير الباراموس بطول 6كم  وتم تحديد أماكن التخييم بطريق دير الأنبا بيشوى والسريان وتشمل ثلاثة مخيمات بتكلفة 9 مليون جنيه فى ثلاث مناطق.

وفى القاهرة تم حل مشكلة الصرف الصحى بمنطقة شجرة مريم بالمطرية وحتى شارع المطرواى ويتم حاليًا إصلاح الصرف الصحى من الشجرة وحتى طريق مسطرد ومن المقرر أن يتم توحيد لافتات المحلات بمحيط شجرة مريم على غرار وسط البلد وتغيير أنشطة المحلات لتكون مرتبطة بالسياحة،  وبمحيط مجمع الأديان بمصر القديمة تم دهان كل العقارات المطلة على جامع عمرو بن العاص بألوان موحدة وتدعيم الخدمات الأمنية وتنفيذ بوابة البونيبول بمدخل مجمع الأديان والانتهاء من البرجولات الخشبية والمظلات الخرسانية وزرع النخيل بطول المسار وطلاء أحواض الزرع بالجزيرة الوسطى وعلى طول خط السير وتهذيب الأشجار وتكثيف الزراعات أمام مسجد عمرو بالجزيرة الوسطى.
وبمحافظة المنيا تشهد منطقة جبل الطير التى تستقبل 3 مليون زائر سنويًا من المسيحيين والمسلمين خلال شهر مايو من كل عام أعمال تطوير شاملة منها ترميم الكنيسة الرئيسية والمدخل الرئيسى لها والاستراحة والطريق السياحى وتمهيد الطريق المؤدى إليها بالبازلت وأعمال التشجير وإنشاء مجمع أمنى بجبل الطير 
وتشهد محافظة أسيوط أعمال تطوير المسار من رفع كفاءة الطرق الداخلية المحيطة بمناطق المسار وأعمال الإنارة داخل المنطقة الأثرية والمناطق المحيطة واللوحات الإرشادية والمرورية وتنسيق المواقع والتشجير وتشييد بوابات تناسب مسارات الزيارة وتطوير المناطق المحيطة بالأديرة والكنائس وتجديد الأسوار الخارجية لها وإقامة بوابات ومناطق لانتظار الزوار والأتوبيسات والسيارات وطلاء المنازل المجاورة وتخطيط الشوارع وتركيب الإنترلوك وتطوير وتبطين وتدبيش ترعة القوصية المؤدية إلى دير المحرّق.
وفى ضوء هذا يطالب الدكتور ريحان بعمل خارطة تنمية بكل موقع تتضمن ما تم من بنية تحتية من كهرباء ومياه وصرف صحى وغاز طبيعى وهو هام جدا خاصة فى المواقع الأثرية لتجنب أخطار الحرائق المتعددة ناتج استخدام أنابيب البوتجاز وكذلك خدمات الإنترنت، وسائل النقل من مطارات أو نقل نهرى أو شاحنات وخلافه مع توفير الجراجات الكافية ومدى جودة الطرق وتأمينها وتزويدها بالخدمات من محطات وقود واستراحات ونقاط إسعاف ومطافي وصيانة، الخدمات الصحية بالموقع من مستشفيات كبرى مجهزة بكل التخصصات وخدمات أمنية من قسم شرطة وخدمات بنكية ومكاتب صرافة، ومولات كبرى وبازارات بيع الهدايا والنماذج من التحف التراثية علاوة على خطة التجميل والبانوراما البصرية لتجميل الميادين والشوارع والمحلات والمنازل ومراكز معلومات سياحية مجهزة بموظفين يجيدون عدة لغات ومزودة بالخرائط والبروشورات والكتيبات عن كل الخدمات المتاحة بالمنطقة وطريقة الوصول إليها، وكذلك الخدمات الفندقية من فنادق وقرى سياحية ومخيمات.
ويوضح الدكتور ريحان بأنه فى ضوء هذه الخارطة يتم تحديد ما يحتاجه كل موقع وما ينقصه من هذه الخدمات وفى ضوء ذلك تطرح خارطة استثمار للطريق محددة بمشاريع معينة مطلوبة مع حساب التكلفة وتطرح هذه المشاريع للتعجيل بتنمية كل محطات المسار تنمية شاملة. 
وبخصوص التنشيط يوضح الدكتور ريحان أن خطة التنشيط يجب أن تسير بأهداف معينة مطلوبة من منفذيها بمدد معينة مع المراقبة لكل الخطوات ومن يفشل يترك المكان لغيره على أن تعتمد خطة التنشيط والترويج على تحديد الأشخاص المستهدفون من التنشيط سواءً من أوروبا أو من أى مكان آخر مع التركيز على أن السائح لن يأتى لزيارة مسار فقط بل لزيارة كل آثار مصر داخل نطاق كل محطة مع تعظيم الاستفادة من كل المقومات السياحية الأخرى المتاحة بالموقع فهناك مواقع تصلح للسياحة العلاجية والاستجمام مثل شمال سيناء ووادى النطرون ومناطق تتوافر بها السياحة البيئية والسفارى والعلاجية مثل وادى النطرون ومحافظة المنيا علاوة على القاهرة وتميزها بالسياحة النيلية والترفيهية وغيرها.
وأردف بأنه يجب استهداف سياح من جنوب شرق آسيا والأمريكتين وإفريقيا ومع تحديد كل فئة تتم دراسة سلوكيات وأذواق هذه الجنسيات وتوفير كل ما يحتاجون إليه من أنماط سياحية محتلفة بالمسار. 
ويجب أن تعتمد خطة التطوير على الجانب الحكومى والأهلى باعتبار المسار مشروع قومى لتنمية كافة أوجه النشاط الاقتصادى فى مصر ممثلًا فى هيئة تنشيط السياحة والمكاتب السياحية بالخارج وربطهم بعدد سياح معين يجب أن يأتى نتيجة أعمالهم والخطة الموضوعة لهم مع الاستفادة من المرشدين السياحيين فى مصر وكل من يجيد اللغات الأجنبية بالتنشيط عبر كل وسائل التواصل الاجتماعى والعلاقات الخارجية ودعمهم ماديًا ومعنويًا ودعوة المتخصصين من كتاب السياحة ومديرى الشركات السياحية بالخارج مع عدم إغفال السياحة الداخلية ودعم كل أنشطة الشباب والمجموعات الخاصة للترويج وإتاحة الفرص لهم للتصوير صور ثابتة ومتحركة بكل المواقع الأثرية والسياحية ودعم مشروع قومى له أهداف للتوعية الأثرية والسياحية.