نجلاء بدر: لم أتوقع نجاح حكاية "روليت".. وردود الأفعال تدل على وعي وإدراك الجمهور بالفن (حوار)

الفجر الفني

نجلاء بدر
نجلاء بدر

*حكاية روليت قريبة مننا كفانين لأنها تظهر الفنان بصورته الطبيعية

*الحب بيني وبين نضال الشافعي في روليت ظهر على الشاشة واتنقل للجمهور

*أحيانًا أقدم أعمالًا لا تعجبني أفضل من الجلوس في البيت

*فخورة بترشيحي من خالد يوسف في سره الباتع

*ما يتم طرحه من أفكار عن علاقة الست والرجل عبث وجهل

*العلاقة بين الست والرجل متكافئة وقائمة على المودة والرحمة

 

لا شك أن حياة الفنانين دائمًا ما تكون شائكة، نظرًا لحب الجمهور متابعتهم، والكثير من المتابعين يتخيلون أنهم يعيشون حياة الرفاهية، نظرًا لما ينتشر حول أجورهم الضخمة، والفيللا والسيارات الفارهة التي يمتكلونها، ولكن نادرًا ما يكون هناك عملًا فنيًا خوصًا  في الفترة الأخيرة، يجسد معاناة وحياة المبدعين الحقيقين، وما يعيشونه من حب وقلق وخوف وتوتر، وهي حياة البشرعمومًا، ولعل فيلم "القبلة الأخيرة"، للنجم رشدي أباظة والذي يجسد دور “المخرج”، النجمة وماجدة في دور “الفنانة” التي يكتشفها،  من أهم الأعمال التي تحدثت عن حياة الفنانين وهي تتشابه نسبيًا مع مسلسل "رويلت"، والتي يجسد نضال الشافعي دور “المخرج”، ونجلاء بدر دور"الفنانة.

 

وتسعى الفنانة نجلاء بدر دومًا للتغيير وتحرص على تقديم الأدوار الجديدة والصعبة، واستطاعت أن تضع بصمتها الخاصة في العديد من الأدوار التي قدمتها ومع كل دور تقدمه تبهر الجمهور والنقاد بنجاحها الكبير، ومع ذلك فهي ترى أن الفنان يجب أن يواصل عمله طوال الوقت حتى لو اضطر أحيانًا لقبول أدوار لا تعجبه فهذا يكون أفضل له من الجلوس بلا عمل.

 

الفجر الفني ، أجرى حوارًا مع نجلاء بدر كشفت من خلاله تفاصيل مشاركتها في حكاية روليت، والعلاقة بين الرجل والمرأة كون ان المسلسل يناقش العلاقات الزوجية ومشاكل الطلاق، وغيرها من الموضوعات وإلى نص الحوار:

حديثنا عن مشاركتك في حكاية روليت؟

تجربة حكاية روليت ممتعة جدًا بالنسبة لي، وبها مبارة تمثيلية حقيقية ولم تكن بها عدوات، وهذا ما ظهر على الشاشة ولاحظه الجمهور، لأننا قمنا بعمل جلسات قبل التصوير وقرينا بعض وشجعنا بعض.

ما أكثر شيء جذبك للمشاركة في المسلسل؟

حكاية روليت قريبة مننا كفانين، لأنها تظهر أن الفنان بني آدم، يحزن ويتشاجر ويبكي ويحب، لكن الأعمال الدرامية لا تظهر الفنان بصورته الطبيعية، ونادرًا أن تتناول حياة الفنان الشخصية وإذا تم تناولها تكون بطريقة غير سوية وكأن الفنان إنسان يعيش في عالم آخر دون حب ودون عادات وتقاليد وأساسيات ودون مشاكل، لكن الفنان إنسان طبيعي لديه بيت وأسرة ومشاكل وحب وعداوة، ولكن الجمهور يعتقد أنه سعيد طوال الوقت، وهو ما جذبني للمسلسل، خاصة أننا افتقدنا قصص الحب في الدراما، والعمل الوحيد الذي تناول حياة الفنان الطبيعية هو مسلسل جسر الذهب.


ماذا عن التعاون مع الفنان نضال الشافعي؟

هذه المرة الأولى التي أتعاون فيها مع نضال الشافعي، والمرة الأولى التي ألتقي به، وهو شخصية لطيفة ولذيذة، والحب بينا ظهر على الشاشة واتنقل للجمهور، والحب والكيمياء بينا خلال التصوير يفرق معنا كفنانين فكلما كان هناك حالة حب وود وتفاهم وتقدير بين طاقم العمل والمخرج ينتقل هذا للجمهور.


هل ترين أن الفن أصعب مهنة؟

كل مهنة ولها مشاقها، ولا أستيطع أن أقول أن التمثيل هو أصعب مهنة على الإطلاق، فهل الطبيب والممرضة الذين يقضون 24 ساعة في العمل ويرون حالات صعبة للمرضى أو حالات وفاة عملهم سهل؟، لذلك كل مهنة لها مشاكلها ولها مصاعبها، وأنا لا أقدر أن أقلل من عامل النظافة والعسكري الذي يحارب وظابط الشرطة، وكل شخص يرى أن مهنته صعبة، ولكن هناك آية تقول ولقد خلقنا الإنسان في كبد، لذلك الشغل كله شقى وتعب وليس راحة، وبالنسبة لي أحترم جميع المهن، ولو كنت أعمل في مهنة أخرى كنت سأرى أنها أصعب مهنة، ولكن يجب أن يتحمل كل كل شخص ما يختاره.

مشكلة الفن أنك لا تختارين مصيرك ولكن مصيرك معلق على الآخرين سواء المخرج أو المؤلف أو العرض أو الجمهور، وليس كل مجهود يقدم يلاقي استحسانًا وصدى، لذا نكون في حالة نفسية صعبة لأن فيه ضغط نفسي كبير، لذلك الفن مهنة نفسيتها صعبة، لأننا ننتظر رد فعل الجمهور والصحافة وهل العمل نجح ولا لأ، ولا نحمل هم التصوير فقط،،  وليس كل ما نقدمه  يلاقي نفس النجاح أحيانا نبذل مجهودًا كبيرًا على مدار شهور لكن كل هذا يلغى بضغطة زر.

بما إن حكاية روليت تناقش المشاكل الزوجية.. فما رأيك حول الآراء المتحيزة بين علاقة الرجل والست؟

كل ما يحدث ويقال عبث، والمسلسل جاء في وقت مواكبًا للتريند، فالعلاقات الزوجية لا تنجح من فرد واحد، وأنا لست مع بند هي أو هو، أنا ست متزوجة “ لو زوجي لم يقدرني مش هديله ولو أنا لم أقدره مش هيسعدني، عاوزة دلع دلعي عاوز حب حبي ونفس الحكاية بالنسبة للراجل عاوز دلع يدلع عاوز حب يدي”.

العلاقة بين الست والرجل متكافئة ولا يوجد شيء اسمه مين المفرض يعمل ومين لأ..  أحيانًا الزوج بقوم بمهام المرأة، لو زوجته مريضة أو مشغولة أو نفسيتها تعبانة، ولو شالها هتشيله يوم ما تقوم على رجيلها، وهو نفس الحكاية أنما أحيانًا أقوم بمهام زوجي وبقف مع الميكانيكي لو مشغول أو عنده اجتماع تعبان، لو قعدنا نفكر مين المفروض يعمل ايه تبقى علاقة فاشلة، القرآن يقول المودة والرحمة للطرفين وليس للست أو الراجل فقط، العلاقة مبينة على المودة للطرفين ولا يوجد ما يسمى دور الست والراجل، فما يتم تصديره وطرحه عبث وجهل، ويساهم في ظهور جيل جاهل دينيا وأسريا، وأنا قافلة على نفسي بيتي وبحافظ على بيتي وأنتم بره حاربوا في بعض.. الحياة الزوجية ليست حرب أمال هنجيب عيال إزاي لو هي حرب هنربيهم على إيه، كده بنساهم في صناعة جيل جاهل، وأنا بشفق على الجمهور الذي يستمع لهذا العبث.


ما النصيحة التي توجيها لمن يروج لهذه المفاهيم؟

راعوا أن هناك أطفال لم يتكون فكرهم ولم تتكون خبرتهم، والله يكون في عون الأسر التي تحارب هذا الجهل، وكل أب وأم دوره  أن يبعد هذه الضوضاء عن أولاده حتى يكونوا أسوياء، وأنا والدي شال عني كثير ووالدتي غسلت أطباقي وأخويا كوى لي هدومي، فهذه هي الحياة الطبيعية المصرية الأسرية الإسلامية التي تحمل مودة ورحمة بين الطرفين.


ماذا عن مسلسل سره السلطان؟

ربنا يكرمنا ويتتمها على خير لأن المسلسل من المسلسلات الثقيلة والملحمة مهمة جدًا، وفخورة وسعيدة أني تم ترشيحي من قبل خالد يوسف وفخورة أني هكون فيه لأنه هيضاف لتاريخ الدراما، والقضية مهمة جدًا.

حديثنا عن العودة لتقديم جزء ثاني من مسلسل رمضان كريم؟

سعيدة أننا هنقدم الجزء الثاني من المسلسل، لأننا بنستثمر نجاحنا في الجزء الأول، والعمل محترم ويخاطب الأسر المصرية بعاداتها وتقاليدها وشهر رمضان بعاداته وتقاليده وبيخاطب قاعدة جماهيرية كبيرة جدا لمصر، وبيرجعنا للفانوس وللحارة واللي اتربينا عليها كلنا.

وماذا عن فيلم الملحد؟

لم أعرف متى سيتم عرضه ولكننا انتهينا من تصويره، والعمل ليس مثيرًا للجدل مثلما أذيع، ولكن اسمه فقط الذي أثار الجدل، وإبراهيم عيسى شاطر وعظيم في التأليف والكتابة والناس لو مختلفة عليه يا ريت لا يشاهدو العمل.

ما الدور الذي تتمنين تقديمه على الشاشة؟

الفنان لا يجوز أن يقول أنه يتمنى تقديم عمل معين، ولكن حينما يعرض عليه شيء حينها يرى إذا كان يستيطع أن يقدمه بشكل جيد أم لا، لكن صعب نقول ماذا يتمنى، لأننا بلد ولادة، وكل بيت فيه قصة جديدة يوميًا، إلى جانب طريقة التناول والفكرة.

وأحيانًا أضطر أن أقدم أعمال لا تعجبني، أفضل ما أقعد في البيت، وجاءت لي فترة قررت أن لا أقدم أعمالًا حتى أكون راضية عنها، فجلست في المنزل بلا عمل، واكتشفت أن عدم العمل للفترة بالنسبة للفنان شيء ليس صحيًا لا على مستوى الجمهور ولا على المستوى المزاولة.

ما ردك على منتقدي أدوار الجرأة والإغراء؟

أنا قدمت أدوار جريئة وإغراء ولكن ليست هذه قضية الفن، لكن القضية أنك تلاقي شخصية تستطيعي أن تقديمها، لأن الفن مجرد مثل اللوحة إذا لم ترسميها صح الناس هتنتقدك، لذلك الفنان يريد أن يظهر الشخصية مثلما تكون في الحقيقة حتى يصدقها الجمهور، فلا يجب أن ننظر للشخصية من منظور العادات والتقاليد لأن الشخصية لها عادتها وتقاليدها وفكرها ولا يوجد شيء من وحي الخيال، وأنا لست شخصية حشرية ولكني أحترم آراء الآخرين ولا يجب أن يفرض أحد رأيه على الآخر، ومن يرى أن هناك دور يحمل حرمانية هو حر يوجد غيره لا يرى ذلك، لأن الشخصية التي يقدمها الفنان ليست مادية.

ما أمنياتك للعام الجديد؟

مهما أتمنيت اللي كاتبه ربنا أحلى حاجة في الدنيا فبطلت أتمنى والله ولا يوجد لدي أمنيات، بسيب ربنا يختار لي، وأسير  فيما كاتبه لي وأسعى فيه لأني تمنيت أشياء كثيرة منها لم يعجبني ومنها ما أخطات فيه ومنها ما لا يحدث، لذا أدركت أن ما يختاره لي الله أفضل من ما أختاره لنفسي، والحمد لله راضية وأعيش حالة نفسية من سمو النفس وأنصح الشباب أن يرضى عما هو مكتوب له ولكن حينما يضع الله الفرص أمامه يجب عليه أن يحترمها، وأكثر ما أر يده هو الستر والرضا.