عبدالحفيظ سعد يكتب: رئيسة حكومة: استحق منصبى لمعاركى فى فراش أعدائنا

مقالات الرأي

بوابة الفجر

 

«تقديم خدمات جنسية للحصول على منفعة»، هكذا تعرف الدعارة فى مختلف الدوائر والمعارف الدولية، التى لا تتطرق كثيرًا لحقيقتها بأنها مهنة «منحطة» لا يحتاج وصفها لدليل.. تقف هنا ما بين لعبة الغواية والرغبة.

تتطور اللعبة فى ظل وجود الرغبة وتتجاوز النظرة الضيقة التى نصفها ببساطة بأنها «لحظات جنس مدفوع»، إلى ما هو أبعد من حكايات وقصص لأمم، كانت الغواية بالجنس وسيلة من أدوات السلطة والمجد، أو الكسرة والذل، لم تقل فى قسوتها عن صراعات الدم والنار.

لن ننبش فى حكايات التاريخ كثيرا وصراعات البلاط والدواوين لنسرد حكايات عن الجنس المدفوع ومكائد الحكم، لنبرهن على ما ندعيه، بأن من يمكن أن نطلق عليهم وصف بائعات الهوى، صعدت بهن خدماتهن المستأجرة على الفراش، «لقمة العرش»، دع التاريخ لنسرد حكاية من الحاضر القريب جدا..

الأنوثة والتاريخ الدموى

عندما تصدر هذه الجملة من سيدة تقول فيها «لا أمانع فى ممارسة الجنس أو القتل، إذا كان ذلك مفيدا لنا»، بماذا سنصفها؟ قبل أن تصدر حكما فى وصف هذه السيدة، تذكر أن هذه الكلمات كانت كفيلة أن تصعد بصاحبتها لقمة المجد وتحجز لها مكانًا فى قمة تاريخ بلدها الملئ بالدم والخداع.

فى إسرائيل، احتلت تسيبى ليفنى، وزيرة خارجيتها، لقب المرأة الثانية شهرة فى تاريخ هذه الدولة المحتلة، والتى صدر لها تكليف بأن تترأس حكومتها بعد أن حصلت على الأكثرية فى الانتخابات وتزعمت حزب كاديما بعد عجز شارون، والذى كان يقدمها كخليفة له، معتبرها بأنها الوريثة لجولدا مائير، أشهر نساء إسرائيل.

«ليفنى» كانت تحمل إرثًا عائليًا دمويًا، ممتدا من والدها اليهودى المتطرف والذى قاد عصابات إسرائيل فى قتل العرب منذ ٤٨، ووالدتها والذى عملت ضمن تشكيلات منظمة «الأرجون» الدموية، التى ارتكبت مذابح بحق العرب.

لم تكتف «ليفنى» بكل هذه المؤهلات، لتحقق طموحها فى أن تحتل الزعامة فى إسرائيل، تاريخ عائلى دموى، وجمال أنثوى ودهاء، دخلت جيش الاحتلال بعد أن بلغت السن القانونية، درست الحقوق، لتذهب لنقطة أبعد، العمل فى جهاز الموساد، وتلتحق بخدمة مجموعة النخبة.

حكايات عديدة تحكى عن هذه المرأة القوية فى عالم المخابرات والجاسوسية بعد أن عملت ضمن «وحدة النخبة» داخل الموساد، والتى كان أحد مهامها اصطياد رجال المقاومة العرب فى أوروبا فى أنشطة ملاحقة أفراد منظمة التحرير الفلسطينية فى مختلف أرجاء القارة الأوروبية، فى الجزء المعلن عن نشاطها أنها استغلت إجادتها لعدة لغات بخاصة الفرنسية لتعمل خادمة أو مديرة منزل، لشخصيات عربية مستهدفة، إحدى هذه الروايات أنها قتلت عالم ذرة عراقى عندما دست له السم أثناء عملها خادمة له فى باريس.

فاتنات التلمود

خادمة حسناء، توصيف الموساد للخدمات التى قدمتها «ليفنى»، فالجهاز الذى لا ينكر استخدامه الجنس والدعارة فى الإيقاع بأهدافه، لا يفصح عادة عن أسماء وشخصيات النساء اللاتى شاركن فى هذه العمليات القذرة باستثناء أسماء قليلة منهن مثل الجاسوسة الملقبة سيندى الشقراء، واسمها شريل بنطوف التى أوقعت بمكرها عام ١٩٨٦ الخبير الذرى موردخاى فعنونو كاشف أسرار المفاعل النووى فى ديمونة، وقادته من لندن إلى روما حيث انتظرها عملاء «الموساد» وخطفوه لينقلوه بحرًا إلى إسرائيل.

ومن بين الجاسوسات الشهيرات أيضًا عليزا ماجين، وهى المرأة الوحيدة التى بلغت منصب نائبة رئيس الموساد، وميرا جال، التى جندت «ليفنى» للموساد، وأسماء أخرى كشف أنشطتهم الجنسية فى خدمة الكيان برغبتهم الشخصية أو عن طريق الصدفة.

«ليفنى» أيضا لم تتفاخر بمعاركها الجنسية على فراش الفرائس، بحكم أنها أم لطفلين وزوجة تعيش حياة مستقرة، لكن عندما اشتدت معركتها مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، صدر التصريح المثير للمرأة القوية فى إسرائيل، فى حوار لها من «تايمز» البريطانية عن أنها كان لديها استعداد أن تمارس الجنس لخدمة إسرائيل، وربما كانت تهدف بتصريحها هذا بأنها مارست لعبة الجنس على فراش العرب، من أجل إسرائيل، إنها تستحق منصب رئيس وزراء إسرائيل عندما كانت تنافس نتنياهو على تشكيل الحكومة.

لم تخش «ليفنى» العار، لأنه فى نفس توقيت المعركة صدرت فتوى من حاخام شهير فى إسرائيل كان محبا لها، اعتبر أن «اليهودية تبيح للنساء ممارسة الجنس مقابل الحصول على معلومات مهمة لأمن إسرائيل».

واستند آرى رشفات فى رأيه الدينى اليهودى على عدة نماذج من يهوديات أقمن علاقات جنسية مع الأعداء خدمة لشعب إسرائيل، ومنهن الملكة «أستر» التى أقامت علاقة مماثلة مع الملك أحشواريش، و«ياعيل» التى مارست الجنس مع قائد جيش العدو «سيسرى» بهدف استنزافه وقطع رأسه، معتبرًا أن الحكماء منذ أيام التلمود انتهوا إلى أن إقامة علاقات مع الأعداء من أجل هدف قومى مهم، «تعتبر فرضًا دينيًا».

بعيدًا عن فتوى الحاخام لم تتورع إسرائيل وأجهزتها فى استخدام الجنس والدعارة المقنعة فى معركها، فالكيان الذى لم يستبعد أى فعل غير أخلاقى لتنفيذ خططه، كان من ضمنها وحدة «صائدات العسل» أو الدعارة المؤسسة، بأبيات التلمود.