ما هي مستحبات ما قبل الإحرام؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

يعد الإحرام من فرائض مناسك الحجّ والعُمرة، ومن الأدلّة على ذلك قول النبيّ عليه الصلاة والسلام: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ)، فلا يصحّ العمل ولا يُقبل إلّا بالنيّة، والإحرام هو النيّة في الحجّ أو العُمرة.


سمي الإحرام بذلك لأن المسلم يحرم على نفسه بنيته ما كان مباحًا له قبل الإحرام من النكاح والطيب وتقليم الأظافر وحلق الرأس وأشياء من اللباس.


يبدأ الإحرام من أماكن محددة تحيط بالحرم المكي، ويحدد الميقات للإحرام بناء على المنطقة التي يأتي منها الحاج.
والمواقيت المكانية للإحرام إلى 5، هي: ميقات أهل المدينة، أهل الشام ومصر والمغرب العربي، حجاج العراق، من يأتي من الشرق كالحجاج من الرياض، وميقات يلملم أحد الأماكن الواقعة على طريق أهل اليمن.

 


مستحبات ما قبل الإحرام

 

 

قبل الإحرام يستحب للحاج التهيؤ له بفعل أشياء يستقبل بها تلك العبادة العظيمة، وهي:
- الاغتسال بجميع بدن الحاج، فإنه صلى الله عليه وسلم اغتسل لإحرامه؛ ولأن ذلك أعم وأبلغ في التنظيف وإزالة الرائحة.
والاغتسال عند الإحرام مطلوب حتى من الحائض والنفساء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أسماء بنت عميس وهي نفساء أن تغتسل، وأمر عائشة أن تغتسل للإحرام بالحج وهي حائض، والحكمة في هذا الاغتسال هي التنظيف وقطع الرائحة الكريهة، وتخفيف الحدث من الحائض والنفساء.
- التنظيف للحاج، بأخذ ما يشرع أخذه من الشعر؛ كشعر الشارب والإبط والعانة؛ ما يحتاج إلى أخذه؛ لئلا يحتاج إلى أخذه في إحرامه فلا يتمكن منه، فإن لم يحتج إلى أخذ شيء من ذلك، لم يأخذه؛ لأنه إنما يفعل عند الحاجة، وليس هو من خصائص الإحرام، لكنه مشروع حسب الحاجة.

- يستحب لمَن يريد الإحرام أن يتطيب في بدنه بما تيسر من أنواع الطيب، كالمسك، والبخور، وماء الورد، والعود، لقول عائشة رضي الله عنها: كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت.
- بالنسبة للذكر يستحب قبل الإحرام أن يتجرد من المخيط، وهو كل ما يخاط على قدر الملبوس عليه أو على بعضه كالقميص والسراويل؛ لأنه صلى الله عليه وسلم تجرد لإهلاله، ويستبدل الملابس المخيطة بإزار ورداء أبيضين نظيفين، ويجوز بغير الأبيضين مما جرت عادة الرجال بلبسه.
والحكمة في ذلك أنه يبتعد عن الترفه، ويتصف بصفة الخاشع الذليل، وليتذكر بذلك أنه محرم في كل وقت، فيتجنب محظورات الإحرام، وليتذكر الموت، ولباس الأكفان، ويتذكر البعث والنشور وإلى غير ذلك من الحكم.
 

كيف يحرم الحاج؟

 

إذا أتم المسلم فعل مستحبات ما قبل النسك فقد تهيأ للإحرام، وليس فعل هذه الأمور إحرامًا كما يظن كثير من العوام؛ لأن الإحرام هو نية الدخول والشروع في النسك، فلا يصير محرمًا بمجرد التجرد من المخيط ولبس ملابس الإحرام من غير نية الدخول في النسك، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات".
أما الصلاة قبل الإحرام؛ فالأصح أنه ليس للإحرام صلاة تخصه، لكن إن صادف وقت فريضة أحرم بعدها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أهلّ دبر الصلاة، وعن أنس أنه صلى الظهر ثم ركب راحلته.
ليس صحيحًا كما يعتقد كثيرون أنه لا بد أن يكون الإحرام من المسجد المبني في الميقات، ولكن على المسلم أن يحرم من الميقات في أي بقعة منه لا في محل معين، بل يحرم حيث تيسر له، وما هو أرفق به وبمن معه، وفيما هو أستر له وأبعد عن مزاحمة الناس.
وهذه المساجد التي في المواقيت لم تكن موجودة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تبن لأجل الإحرام منها، وإنما بنيت لإقامة الصلاة فيها ممن هو ساكن حولها.
وللمسلم أن يحرم بما شاء من الأنساك الثلاثة، وهي:
التمتع: أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج، ويفرغ منها، ثم يحرم بالحج في عامه.
والقران: أن يحرم بالعمرة والحج معًا، أو يحرم بالعمرة ثم يدخل عليها الحج قبل شروعه في طوافها، فينوي العمرة والحج من الميقات أو قبل الشروع في طواف العمرة، ويطوف لهما ويسعى.
والإفراد: أن يحرم بالحج فقط من الميقات، ويبقى على إحرامه حتى يؤدى أعمال الحج.
وعلى المتمتع والقارن فدية إن لم يكن من حاضري المسجد الحرام، وأفضل هذه الأنساك الثلاثة التمتع لأدلة كثيرة.
فإذا أحرم بأحد هذه الأنساك، لبى عقب إحرامه؛ فيقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، ويكثر من التلبية، ويرفع بها صوته.