خبير علاقات دولية: تركيا خط الدفاع الأول لحلف الناتو وبايدن لن يغامر بدعم المعارضة

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يشهد الشارع التركي منافسة محتدمة، لا سيما بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موعد إجراء الانتخابات في 14 مايو القادم، وسيمثل ذلك أكبر اختبار لأردوغان خلال حكمه الممتد لعقدين من الزمن للدولة ذات الثقل العسكري الإقليمي وخط الدفاع الأول في حلف شمال الأطلسي.

 

تركيا خط الدفاع الأول لحلف الناتو

 

وفي سياق متصل، قال محمد ربيع الديهي الخبير في الشؤون الدولية: "إن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا تكتسب أهمية بالغة على الصعيدين الدولي والإقليمي، إذ تأتي الانتخابات في وقت يشهد فيه العالم تغيرات مهمة في بنيه النظام الدولي، وبناء تحالفات إقليمية ودولية لمواجهة عمليه الاستقطاب الشديد من قبل القوي الكبري دوليًا".

وأضاف " الديهي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر":" أن المشهد الانتخابي في تركيا يشكل ركيزة اهتمام دولي لكون تركيا بالنسبة لحلف "الناتو"، هي خط الدفاع الأول في مواجهة الشرق "روسيا"، ولكن النظام التركي الحالي حاول أن يستغل هذه الميزة في الضغط على دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب".

وتابع الخبير في الشؤون الدولية:" أن هذا الأمر كان من الصعب تحقيقه لولا وجود تغيرات دوليه استغلها الرئيس التركي في الضغط على الدول الغربية، لعل أبرز تلك المكاسب هو احتمالات الحصول على طائرات إف16  الأمريكية،  فضلًا عن غلق ملف حقوق الإنسان في تركيا من قبل الدول الأوروبية.

 

التدخل الأمريكي صعب والمعارضة ممزقة

 

وأكد أن التدخل الأمريكي في الانتخابات التركية القادمة صعب للغاية، حسب ما توعد به الرئيس الأمريكي جو بايدن في برنامجه الانتخابي، وذلك لعدة أسباب، أولها أن المعارضة تعاني من انقسام وتمزق شديد في صفوفها، وإن تمكنت الأحزاب المعارضة من تكوين تحالف الأمة أو السته لإحتوائه على 6 أحزاب معارضة إلا أن تلك التحالف لم يسمي المرشح الرئاسي حتي الآن.

وأشار إلى أن هناك خلاف حول شخصه خاصة وأن أبرز المرشحين والأقوى في صفوف المعارضة تمكن أردوغان من إبعاده عن المشاركة بقرار حبسه ومنعه من العمل السياسي، ونعني بذلك "أكرم أمام أوغلو" رئيس بلدية إسطنبول، موضحًا أن الانقسام في صفوف المعارضة سوف يؤدي حتما لإضعاف موقفها في مواجهه أردوغان الذي سيستغل المشهد الحالي لصالحه.

 

واشنطن تعيد حساباتها

 

ويعتقد أن بايدن لن يغامر بالعلاقات مع تركيا، والتي شهدت توتر شديد في الآونة الأخيرة حتي وإن كانت هذه العلاقات يسودها الخلاف بينه وبين النظام التركي، كما أن الانقسام بين القوى المعارضة سيجعل واشنطن تعيد حساباتها في دعم المعارضة.

ولفت أن أردوغان يسعى لفتح باب التصالح مع القوي الإقليمية ودول الجوار؛ فعلى سبيل المثال أعاد تحسين العلاقات مع دول الخليج، ويحاول تطبيق العلاقات مع مصر، فضلًا عن محاولة أردوغان الجادة في التصالح مع النظام السوري، وجاء ذلك في إطار محاولات أردوغان  لتحسين صورته أمام الشعب التركي، وهذا يعمل بكل تأكيد على إضاعة الفرصة على المعارضة في استخدام تلك الملفات للضغط عليه.

واختتم حديثه قائلًا:" إن واشنطن سوف تكون حذرة في دعم المعارضة، خاصة وأن النظام التركي بدأ مساعي جديدة في تحسين علاقاته مع إسرائيل الذي يطمح في أن يكون حلقة وصل بينه وبين واشنطن في المستقبل".