لإنهاء نزيف الدم.. مصر تدعم فلسطين بمبادرة جديدة لوقف التصعيد العسكري

عربي ودولي

انتهاكات الاحتلال
انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي - أرشيفية

تسعى السلطات المصرية بكل قوة من أجل التوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وفلسطين، وذلك لوقف فوري للتصعيد العسكري، ووضع حد لسياسية نزيف الدم الذي ينتهجه العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

فمن رحم قضية القدس، تنطلق المبادرات المصرية لكسر العنجهية الإسرائيلية الغاشمة، لتثبت مصر أنها لن تتخلى عن شقيقتها فلسطين على مر الزمان.


مبادرة مصرية

وفي السياق ذاته، طرحت مصر مبادرة لوقف التصعيد الراهن في الأراضي الفلسطينية، حيث توسطت القاهرة تبادل الرسائل وحملت على عاتقها إرسال رسائل السلطة الفلسطينية إلى إسرائيل، وطالبت بوقف التصعيد العسكري دون أي شروط، وفقًا لما ذكرته سبوتنيك الروسية.

وأعطى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حزمة مطالب إلى مدير المخابرات المصرية لنقلها إلى الجانب الإسرائيلي، وتأتي على رأس هذه المطالب وقف التصعيد العسكري في الضفة الغربية، إلى جانب وقف الاعتقالات العشوائية، ووقف هدم المنازل، وجمدت السلطة الفلسطينية أي تعاون مع الجانب الإسرائيلي لحين الالتزام بوقف التصعيد العسكري في المنطقة.

ومن المرتقب أن ترسل القاهرة وفدًا أمنيًا إلى تل أبيب لبحث المشكلة والوقوف على حل، إلى جانب نقل مطالب السلطة والفصائل الفلسطينية، حيث أوضحت مصادر أن تل أبيب طالبت بمهلة من أجل الرد على المطالب المصرية التي تقدمت بها بشأن وقف عمليات التصعيد.

وأشارت إلى أن مصر في انتظار الرد، حيث تربط تل أبيب وقف التصعيد بوقف العمليات الفردية التي تحدث ضد مواطنيها في أماكن متفرقة، وطرح البعض تساؤلات عدة بشأن إمكانية نجاح المبادرة المصرية في وقف التصعيد بين فلسطين وإسرائيل، ومدى إمكانية قبول مطالب السلطة الفلسطينية من قبل الجانب الإسرائيلي.

شروط فلسطينية

ورحب تيسير نصر الله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، بالمبادرة المصرية، لوقف العدوان الدموي ضد الشعب الفلسطيني وضد أرضه، قائلًا إنها جاءت في وقتها، لا سيما بعد أن أوج العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني،

وتابع أن نجاح أو فشل المبادرة يعتمد على حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تكون دائما الطرف البادئ بالعدوان، حيث تدخل مناطق السلطة الوطنية وتهدم المنازل وتغتال المواطنين بغير حق خاصة عمليات الاعتقال الليلية التي تحدث في أراضي السلطة الوطنية، حسب حديثه لوكالة “سبوتنيك” الروسية.

وأشار “نصر الله” إلى أن ما تقوم به السلطات الفلسطينية ما هو إلا مجرد رد فعل على العدوان الإسرائيلي، وفيما يتعلق بالشروط الفلسطينية ذكر أن الرئيس محمود عباس أبلغ المخابرات المصرية، أمس الثلاثاء، بالموقف الفلسطيني من المبادرة، بوقف العدوان الإسرائيلي، وإعادة ما تم خصمه من أموال المقاصة لميزانية السلطة التي تعاني من ضائقة مالية كبيرة منذ أكثر من عام، مشيرا إلى أن موظفي السلطة يتقاضون 80% من رواتبهم.

واردف أنه لا يوجد أي حديث إسرائيلي عن السلام والتسوية والانسحاب وإسرائيل لم تعد تفكر سوى بالحل العسكري والأمني وربما الحل الاقتصادي، وكأن القضية الفلسطينية أمنية واقتصادية وليست سياسية.

نجاح المبادرات المصرية

وعلى صعيد آخر، قال زيد الأيوبي، المحلل السياسي الفلسطيني، وعضو حركة الفتح، إن مصر باعتبارها رائدة العالم العربي دائما هي صاحبة المبادرة لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، موضحا أن القيادة في القاهره تبدل قصارى جهدها منذ أكثر من عام لتوفير الأمن والأمان للفلسطينيين، ووقف العدوان الإسرائيلي.

ولفت إلى أنه دائما ما تنجح المبادرات المصرية نظرا لثقة الفلسطينيين بتوجهاتها وسياساتها، خاصة بعد وأن إسرائيل أضعف من أن تفشل أي مبادرة للدولة المصرية، مضيفًا أن القيادة الفلسطينية عرضت كل مطالب الشعب الفلسطيني على الوفد المصري.

وأكد أن القيادة الفلسطينية تثق تماما بأنه لا يستطيع أحد وقف العدوان الإسرائيلي سوى جمهورية مصر العربية، التي اعتبرت منذ سنوات أن القدس وفلسطين هي القضية الأولى لكل العرب والمسلمين سواء.

واستطرد حديثه قائلًا: إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول بكل السبل التنصل من التزاماته، ويجتهد لكسب الوقت في محاولة منه لتحقيق أي إنجاز سياسي وأمني على حساب إراقة دماء الفلسطينيين، مشددًا على أن إسرائيل لا تقدر أن تغضب جمهورية مصر العربية، وحريصه كل الحرص على عدم استفزازاها.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بعد اجتماعه في رام الله، أمس الثلاثاء، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن ملتزم بحل الدولتين"، مشيرًا إلى أن "واشنطن تعارض أي خطوات تقوض حل الدولتين كتوسيع المستوطنات وهدم المنازل".

وأضاف أنه من الضروري اتخاذ كافة الإجراءات لخفض التصعيد لنزع فتيل التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأكد بلينكن في لقاء له مع نتنياهو، الإثنين الماضي، أن بلاده تلتزم كليًا بأمن إسرائيل، وأنه لا بد من توسيع اتفاقيات السلام مع الدول العربية.

وكان بلينكن قد زار إسرائيل، الاثنين، بعد لقاء جمعه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة، قبل أن يتوجه إلى القدس ورام الله.