500 مليون جنيه إسترليني ثمن صفقات تشلسي في ثمانية أشهر فقط!

الفجر الرياضي

تشيلسي
تشيلسي

في ظل تراجعه عن مركزه المعتاد في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، وخضوعه لرقابة دقيقة من مسؤولي اللعب المالي النظيف، كان تشيلسي رائعًا في إنفاقه الضخم خلال فترة الانتقالات الشتوية، ما يضع مدربه غراهام بوتر في صداع عند اختيار التشكيلة الأساسية.

وأفاد تحليل لمجموعة ديلويت للأعمال الرياضية اليوم الأربعاء، بأن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز أنفقت 815 مليون جنيه إسترليني (مليار دولار) في فترة الانتقالات في يناير (كانون الثاني) الماضي.


وكان تشيلسي الأكثر إنفاقًا، بنسبة 37% من الإجمالي، ما رفع إجمالي قيمة انتقالات النادي إلى أكثر من 500 مليون جنيه إسترليني في ثمانية أشهر ومنذ أن اشترى المالك الجديد تود بولي ومجموعة (كليرليك كابيتال) النادي اللندني.


وأثار هذا الإنفاق الضخم الكثير من التساؤلات حول كيف يُسمح لتشيلي بإنفاق هذه المبالغ الضخمة بموجب قواعد الدوري الممتاز للعب المالي النظيف بخسارة 105 ملايين جنيه إسترليني على مدى ثلاث سنوات، وقواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" التي لا تسمح إلا بخسارة 53 مليون جنيه إسترليني على مدى ثلاث سنوات.


ويعتقد تشيلسي أنه لم يخالف أي قواعد، بل يرى أنه استفاد بالتأكيد من حالة سوق الانتقالات، مع تأثير جائحة كوفيد على الدخل مما أدى إلى تخفيف القيود المرتبطة باللوائح.


والعنصر الآخر اللافت للنظر في هذه الصفقات الضخمة هو طول مدة العقود المقدمة للاعبين الجدد، ووقع الأرجنتيني إنزو فرنانديز، الذي انضم في صفقة بريطانية قياسية، عقدًا لثمانية أعوام ونصف العام وكذلك الحال مع الأوكراني ميخايلو مودريك المنضم مقابل 70 مليون يورو (76.26 مليون دولار).
وتمكن مثل هذه العقود الطويلة بشكل غير معهود، تشيلسي من "تقليل" تكلفة الانتقالات على مدار سنوات الصفقة، وفي الميزانية العامة للنادي يمكن توزيع 106.8 مليون جنيه التي تم دفعها لفرنانديز على مدار ثماني سنوات ونصف السنة.


ولا يزال يتعين على تشيلسي امتلاك المال في المقام الأول من أجل إنفاقه، ولكن هذه الممارسة شائعة في الأمور المحاسبية.

ومع ذلك، فقد أثارت غضب أولئك الذين يزعمون أن الدوري الإنجليزي الممتاز أصبح بحكم الواقع دوري السوبر الأوروبي بسبب قدرته الشرائية.


وقال رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس، في مؤتمر صحافي جديد هذا الشهر "ما أشعر بالقلق بشأنه هو الدوري الإنجليزي الممتاز وأنا قلق منذ سنوات عديدة، لكنه تحول الآن إلى منافسة تعاني من خسائر طوال العام، تخسر جميع الأندية الأموال، لا توجد استدامة في الدوري الممتاز، إنه ليس نموذجًا مستدامًا من الناحية المالية".


وقد ساعد رحيل تامي أبراهام أخيرًا إلى روما وكورت زوما إلى وست هام يونايتد وفيكايو توموري إلى ميلان ومارك جويهي إلى كريستال بالاس من بين لاعبين آخرين، في منح سجلات تشيلسي المالية نظرة أكثر تفاؤلًا.


لكن تكوين فريق مليء باللاعبين في صفقات طويلة الأمد يمثل مقامرة ضخمة، خاصة إذا كانت التعاقدات لا ترقى إلى مستوى ما تم إنفاقه.

كيفية توظيف اللاعبين

بدأ كل شيء بشكل جيد بالنسبة لبوتر عندما تولى تدريب تشيلسي خلفًا للألماني توماس توخيل في سبتمبر (أيلول) الماضي.


ولم يخسر مدرب برايتون آند هوف ألبيون السابق في أول تسع مباريات، حيث بدا أنه أعاد إحياء موسم تشيلسي، لكن سبع هزائم في 12 مباراة في كافة المسابقات منذ ذلك الحين تسببت في تراجع بطل دوري أبطال أوروبا 2021 للمركز العاشر في ترتيب الدوري المحلي.
وأعاقت الإصابات تقدم بوتر، مع غياب مجموعة من اللاعبين البارزين لفترة طويلة، ما دفع النادي لإبرام العديد من الصفقات الجديدة.


ومع مغادرة عدد قليل من اللاعبين لإفساح المجال لثمانية وافدين جدد في يناير (كانون الثاني)، فإن مهمة بوتر التالية ستتمثل في معرفة كيفية توظيف جميع اللاعبين خاصة عند عودة الغائبين بسبب الإصابة.


وحتى الآن، لا يزال بوتر يحاول إيقاف انهيار تشيلسي لكنه لم يتمكن من الاستقرار على أفضل طريقة لعب أو أقوى تشكيلة أساسية.


واستعان تشيلسي بأكبر عدد من اللاعبين مقارنة بأي فريق في الدوري الإنجليزي هذا الموسم وبلغ 29 لاعبًا، وأجرى 73 تغييرًا على التشكيلة الأساسية أي بواقع 18 تغييرًا أكثر من أي فريق آخر.


وقد يقول البعض إن وجود هذا العدد الكبير من اللاعبين الموهوبين يمثل مشكلة جيدة، ولكن في ناد يشتهر بأنه لا يمنح المدربين وقتًا طويلًا لتغيير الأمور، سيكون بوتر مدركًا تمامًا أن بعض الوافدين الجدد على الأقل يجب أن يثبتوا جدارتهم سريعًا.