مصطفى فكيه يكتب:أزمة منتصف "العقل"

الفجر الفني

مصطفى فكيه
مصطفى فكيه

من الطبيعي أن يحب الزوج زوجته ويعشقها ويدللها، وفي أجندة العلاقات الآخري ممكن ان يميل إلى صديقته أو زميله في العمل وهكذا لكن لم يخطر على عقل بشر بأن يحب والدة زوجته، وهنا لم أقصد أنه يحبها مثل والدته أو امه الثانية لا عزيزي القاري يحبها برومانسية ويتمنى زواجها، هذه الأفكار الشاذة لم تنتج وليد الصدفة ولكن محاولة في تقليد واستنساخ أفكار المسلسلات التركية في دولة صدرت علم الاسلام إلى بلاد العالم، حتى إلى البلد الذي نزل فيها الاسلام.

 

 

 تخيل معي مدي خطورة هذه الأفكار على المجتمع وأنه سيزرع الشك في راس كل بنت ووالدتها، والفكرة في تقديم هذه الحلات علي إنه شئ طبيعي خطأ كبير جدا، وهناك أعداد لا نهائية من القضايا في مجتمعنا نستطيع أن نسلط الضوء عليها لماذا هذه النوعية من الأعمال الدرامية التي تحث على زنا المحارم وافساد العلاقات الأسرية، ولماذا لا نكثف من الأعمال التي تتضمن الترابط الأسري والقيم والدين والاخلاق والاحترام.

 

 

باختصار المسلسل اسمه  "أزمة مُنتصف العمر " وهو منسوخ من عمل درامي  تركي بعنوان "العشق الممنوع" والبطل في المسلسل كريم فهمى بيقدم بدور  شخص يحب حماته وهى ريهام عبد الغفور لأنها صغيره في السن  وجميلة من وجهة نظره ولديها فراغ عاطفى، يحبها  حُب رومانسي، وفي مشهد ظهر فيه وهو واقف ودموعه فى عينه ومُنهار وهو يقول لها  بحبك ونظراتهم لبعض تؤدي إلى أن أفراد المجتمع  تتعاطف مع مشهد قبيح بيندرج تحت مُسمى زنا المحارم".

 

 

تخيل عزيزي القارئ أن هناك فريق عمل كبير وانتاج ضخم ومؤلف قضى من عمره أيام يكتب مسلسل يبوح للناس المحارم التي حرمها الله عز وجل  بنص واضح وصريح في القرٱن الكريم ويحذرنا منها، قال تعالى "حُرِّمَتْ عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم ".

 

 

وسينتج عن المسلسل عواقب كبيرة لأن بعض الأشخاص تدينها قليل وتفكيرها مشتت من الممكن أن تتبع الغريزة التي حرمها الله، وفي اعتقادهم إنه أمر طبيعي وبسيط وتم عرضه في شاشات التلفاز، والسؤال هنا أين الرقابة من هذا المسلسل؟

 

 

جنون التريند والشهرة لعنه أصابت عقول المجتمع فقد حثت كل فرد على ابتكار فكرة جديدة تنجح في اثارتها للجدل، وتتحول لرأي عام حتى يصبح ناجحا وأن فكرته جديدة ولم تخطر على عقل شخص آخر، ويستقبل النقد على أنه مدح ما دام أن الجمهور يتحدث عنه سواء بالسلب أو بالإيجاب فهو لا يهمه غير إنه قد تصدر التريند في النطاق الجغرافي الذي يعيش فيه وتتحدث عنه الصحف والجرائد والقنوات التلفزيونية.

 

 

هذا المسلسل مثل  فيلم "أولاد ولا أعز" وكتير من القصص التي ترسخ في مجتمعنا وعقولنا أن الحرام أصبح عادى ومُباح وسهل وتحليل الخيانة والحرام والزنا والقمار والشذوذ وأخيرًا نقدم المحارم على إنها رومانسية وأمر طبيعي ومشاعر  بعدما كانت منطقه صعب التفكير فيها.

 

 

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه الشخصي