الإسراء والمعراج| هل كانت بالروح أم بالجسد؟.. الإفتاء تجيب

إسلاميات

الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج بالروح أم الجسد؟

يتسائل الكثير من المسلمين، في مصر وخارج مصر، عن رحلة الإسراء والمعراج، باعتبارها آية من آيات الله عزَّ وجلَّ، وبخاصة في هذه الأيام التي تحلُّ فيها ذكراها، والاحتفال بها في مستوى العالم الإسلامي.

دار الإفتاء تجيب 

ودار الإفتاء المصرية أولى الجهات التي تستقبل التساؤلات الخاصة بـ ليلية الإسراء والمعراج، ومن ضمنها سؤال: "هل كانت بالروح أم بالجسد؟".

دار الإفتاء تجيب

وفي إجابتها عبر موقعها الإلكتروني، توضِّح دار الإفتارء المصرية فضل ليلة الإسراء والمعراج، وتتضيف أنها: "معجزة اختص الله بها النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم تكريمًا له وبيانًا لشرفه صلى الله عليه وآله وسلم وليطلعه على بعض آياته الكبرى"، وقد بيَّن الذكر الحكيم، في أولى آيات سورة الإسراء، قول اللهِ تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.

الإسراء والمعراج في الذكر الحكيم

تبيان الإسراء والمعراج في القرءان الكريم

وتضيف الإفتاء عبر إجابتها أنَّ في الذكر الحكيم  عن رحلة الإسراء والمعراج أكثر من موضِع فقد قال الله عزَّ وجل تبيانًا لها في سورة النَّجم: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ۞ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ۞ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ۞ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ۞ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ۞ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ۞ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ۞ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ۞ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ۞ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ۞ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ۞ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ۞ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ۞ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ۞ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ۞ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ۞ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: 1-18].

الإسراء والمعراج.. وقع يقظة

وتذكر الإفتاء أنَّ جمهور العلماء اتفقوا على أن الإسراء والمعراج حدث بالروح والجسد؛ لأن القرآن صرَّح به؛ لقوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ والعبد لا يطلق إلا على الروح والجسد، فالإسراء تحدث عنه القرآن الكريم والسنة المطهرة، ويمكن للسائل أن يراجع الأحاديث التي وردت في مظانها، وأما المعراج فقد وقع خلاف فيه هل كان بالجسد أم بالروح -أي رؤيا منامية-، وجمهور العلماء من المحققين على أن المعراج وقع بالجسد والروح يقظة في ليلة واحدة، وما يراه بعض العلماء من أن المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية فإن هذا الرأي لا يعوَّل عليه؛ لأن الله عز وجل قادرٌ على أن يعرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه كما أسرى به بجسده وروحه.

بالروح والجسد معًا

وتختم الدار ردّها أنه إذا كان القرآن الكريم قد تحدث عن الإسراء صراحة وعن المعراج ضمنًا، فإن السنة جاءت مصرحة بالأمرين الإسراء والمعراج، مؤكدين أن الرسول الكريم قد أُسْرِيَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا بروحه وجسده جميعًا.