أحمد ياسر يكتب: أربع وجبات سريعة من زيارة لافروف إلى مالي

مقالات الرأي

أحمد ياسر
أحمد ياسر

على الرغم من العقوبات الصارمة بعد غزو جارتها جمهورية أوكرانيا في  الرابع والعشرون من فبراير، تكافح روسيا من أجل بناء صداقة في المناطق الآسيوية والأفريقية.. حيث زار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف دول جنوب إفريقيا أواخر يناير، وأعقب ذلك زيارة مبكرة أخرى إلى جمهورية مالي.

 

 مالي.. الدولة الغير ساحلية في غرب إفريقيا ويقدر عدد سكانها بـ 21.9 مليون نسمة، وثامن أكبر دولة في إفريقيا.. تسهتدف روسيا لتوسيع موطئ قدمها في الساحل، لذلك ذهب سيرجي لافروف إلى باماكو، وواصل طريقه إلى موريتانيا.

 

فإليك بعض الوجبات السريعة المتصلة برحلة الساحل

 

1 - على عكس الإعلانات الرسمية المعتادة قبل السفر، لم تقدم وزارة الخارجية الروسية معلومات السفر المعروفة لمثل هذه الزيارات، وهذه هي الزيارة الثانية لوزير الخارجية، في الربع الأول، لإفريقيا. في أول جولة له عبر القارة، زار لافروف جنوب إفريقيا وإسواتيني وأنغولا وإريتريا.

 

2- في 7 فبراير في باماكو، عاصمة مالي، أجرى لافروف محادثات مع رئيس مالي الانتقالي العقيد أسيمي غويتا ووزير الخارجية عبد الله ديوب، ووفقًا لمصادر معلومات، تهدف روسيا إلى رفع مكانتها الاقتصادية، ومتابعة تعاونها العسكري التقني والوصول إلى استغلال الموارد الطبيعية في المنطقة.

 

حيث قال وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب عقب المحادثات إن مالي ابتعدت عن التعاون مع فرنسا لأن العلاقات الثنائية لم تعد تدعم مصالحها الوطنية، أما بالنسبة لفرنسا، فقد توصلنا إلى جميع الاستنتاجات بأن هذا التعاون فشل في تلبية تطلعات الشعب المالي. ووفقًا لديوب علي لسان حاله، "هدفنا هو تعزيز قدرة بلدنا المستقلة للدفاع عن سلامة مالي، ونحن قادرون تمامًا على القيام بذلك."

 

وشدد وزير خارجية مالي على أن أي دولة تسعى إلى التعاون مع بلاده يجب أن تلتزم بالضرورة بمبدأ سيادة مالي، وتحترم حقها في اختيار الشريك الذي تحتاجه، وأكدت روسيا مجددًا على تقديم مزيد من المساعدة لمالي لتعزيز القدرة القتالية لقواتها المسلحة، وتلبية طلباتهم على أساس منهجي.

 

 

الجانب المالي تحدث علي لسان وزير خارجيتة ديوب،  بأن روسيا اتخذت قرارات حاسمة لضمان وصول مالي إلى الحبوب والكهرباء والأسمدة، وتابع: "كل هذا سيسهم في راحة شعبنا"، كما أشار إلى اهتمام روسيا بالعديد من السلع المالية، وتهدف روسيا إلى تحسين الجانب الاقتصادي للعلاقة، والعمل معًا لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، وستقوم بتطوير هيكل فريد لتنظيم هذه المشاريع والبرامج طويلة الأجل.

 

وتتفق موسكو وباماكو، على أن توفير الأمن يمثل تحديًا رئيسيًا للماليين في هذه المرحلة، فمن خلال معالجة هذه القضايا يجب أن تكون روسيا قادرة على إرساء أساس متين لعقد الأحداث المستقبلية، بما في ذلك الانتخابات الدورية. 

 

 

معلومات الموقع الرسمي تشير إلى أن موسكو تعتزم تحسين العلاقات العسكرية مع مالي وتعزيز تدريب الضباط الماليين في الجامعات العسكرية الروسية، لذلك، خلال المباحثات، حدد الطرفان توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، وتطوير الرواسب المعدنية والطاقة والزراعة كمجال ممكن للتعاون.

 

3-  بلدان الساحل غنية بالموارد المتخلفة أو غير المستغلة، من ناحية أخرى، تتم مقايضة هذه الموارد الطبيعية بمعدات عسكرية من الحقبة السوفيتية والروسية، والهدف الأساسي، أولًا وقبل كل شيء، هو محاربة الهجمات الإسلامية المتكررة في المنطقة، وفيما يتعلق بتكلفة العملية العسكرية، تم التعاقد مع مجموعة فاغنر بتكلفة 10 ملايين دولار (8.3 مليون جنيه إسترليني) شهريًا - لكنها لم تعلق علنًا على أنشطتها هناك، وسيتم دفع ثمن ذلك من خلال استغلال الموارد الطبيعية.

 

كما تم تفسيره على نطاق واسع، أصبحت مالي الآن موطئ قدم لروسيا، وهي في الواقع نقطة دخول إلى منطقة الساحل بأكملها بعد أن بدأت حكومتها العمل مع مجموعة فاغنر، نظرًا لأن البلاد تفتقر إلى منفذ مباشر للبحر، فمن الضروري بناء علاقات مع "نقاط الدخول" الأخرى إلى المنطقة، وهذا ممكن من خلال موريتانيا والجزائر والمغرب، كانت رحلة لافروف إلى موريتانيا تهدف إلى وضع أساس للوصول إلى هذا الميناء، بالإضافة إلى حلول تقنية محددة.

 

4. أوضح لافروف طموح موسكو في تقديم دعم عسكري للحكومات عبر غرب إفريقيا في المعركة ضد المتشددين الإسلاميين، وتبتعد الحكومة العسكرية المؤقتة باستمرار عن انتقاد هذا التحول إلى روسيا، لكن الأدلة تشير إلى أنها لم تكن أكثر نجاحًا من القوى الأخرى في التعامل مع التهديد الجهادي المستمر منذ عقد من الزمن، وربما تفاقم انعدام الأمن، …