12عام على إسقاط النظام بين الإرهاب وبناء الدولة.. هل حققت الثورة الليبية أهدافها؟

عربي ودولي

ليبيا
ليبيا

حلت اليوم، السبت الذكرى الـ "12" لسقوط نظام العقيد معمر القذافي بآمال وطموحات بناها الليبيون على أكتاف ثورة 17 فبراير 2011، التي طالبت بإسقاط النظام والقضاء على الفساد إلا أن تلك الشعارات الرنانة ماهي إلا مجرد شعارات، تحرك من خلالها  تنظيم جماعة الإخوان في ليبيا نحو إرباك المشهد السياسي، وربط التقدم  في مسارات تسوية الأزمة بمدى تحقق أهدافها.

هل حققت الثورة الليبية أهدافها؟

 ‏وفي السياق ذاته، قال فرج المبري السياسي الليبي، إن هذا السؤال لا يمكن أن يسأل في الوقت الراهن، وذلك لأن الثورة لا تقيم بالمدة الزمنية، وعلى الرغم من أنها لم تحقق كل الاهداف إلا أنها مستمرة ولا يحكمها وقت معين، حسب العين الإماراتية.

وتابع المبري، أن من أهم أهداف الثورة الليبية هي الحرية، وهو هدف قد تحقق، والدليل أن الليبيون اليوم أحرار في الكلمة، أحرار في المعتقد السياسي، أحرار على مستوى الصحافة، أحرار على مستوى الفرص، بل حتى في التعليم،  وذلك على عكس ما كان سائدًا في فترة حكم معمر القذافي.

وأشار إلى أن من يهاجمون الثورة يتحججون بالأزمة السياسية الحالية، واعتبر السياسي الليبي أن هذه الأزمة أمرًا إيجابيا فالتنافس في السياسة أمر مهم كان مفقودا فترة حكم القذافي الذي ألغى الأحزاب، وليس هذا فقط وإنما ألغى كامل الحياة السياسية.

ورأي فرج المبري، أن مناهضي ثورة فبراير يعلقون فشلهم على الوضع المتأزم للتعليم والصحة، وكأن فترة القذافي كانت القطاعات ناجحة ولكن هذا خطأ، خاصة وأن التعليم كان في فترة معمر القذافي في الحضيض إلى جانب الصحة.

ثورة أم نكبة؟ 

وفيما يتعلق بنجاح الثورة في تحقيق أهدافها أم لا، أضاف  الكاتب السياسي الليبي نجيب مخلوف، إن إجابة هذا السؤال واضحة تمامًا، وذكر قائلًا":" دعونا نقيم الأمور من حيث انتهينا منذ 12 عام إلى اليوم وما وصلنا إليه ووقتها سنحدد جيدًا إذا كانت ثورة أن نكبة حلت على الليبيين".

وقال مخلوف أن البلاد تعيش ثلاث أزمات اقتصادية سياسية وأمنية كلها كانت نتيجة لثورة 17 فبراير، وأنه لا بد أن يكون لدينا حكومة واحدة تحكم كباقي الدول، والصراع الذي يحدث بين حكومتين تتنافسان على كل شيء جعل الخدمات المقدمة للمواطن تنحدر، لا سيما التعليم والصحة.

أما. الجانب الأمني، فأوضح مخلوف، أنه لا بد أن يكون هناك جيش موحد، لكن إذا نظرنا اليوم نجد أن مئات المليشيات المسلحة التي تجمع المال عبر التهريب والخطف وطاب الفدية والطامة الكبرى أن نصفها يحمل شرعية.

وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي فأن البلاد منقسمة شر انقسام، خاصة الفساد المالي،. موضحا أن الموظف الليبي لا يأخذ راتبه الشهري،  واستطرد، ناهيك عن أنه حتى عندما يصرف راتب المواطن فلا مجال للحصول عليه من البنوك في ظل أزمة السيولة الخانقة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من 7 أعوام.

واختتم حديثه قائلًا":" أن الثورة حققت أهدافها ولكن هذا بالنسبة للغرب وأمريكا والتي أسقطت خلال الناتو، وأصبحت اليوم ليبيا غارقة في أزماتها، مشيرًا إلى أن الغرب أسقط النظام الليبي وأغرقه في الديون مستنزفًا أموالنا المجمدة في البنوك الخارجية الدولية".

الإطاحة بالنظام 

وفي وقت سابق، ثار الليبيون ضد نظام العقيد معمر القذافي، لكن الوضع لم يسر كما تمنوا، وسرقت تنظيمات متطرفة المسار، وكان ذلك في 17 فبراير 2011، في وقت أراد فيه الليبيون الإطاحة بالنظام لأكثر من 4عقود، عاشت فيها البلاد حروب خارجية وعقوبات دولية وأزمات متتالية.

وأراد الليبيون تقرير مستقبل أفضل لبلادهم، لكن تنظيم الإخوان الإرهابي الغاشم كان له رأي آخر، وحاولت التنظيمات المتطرفة لسرقة حلم الليبيين في الثورة والتغيير، مستغلين لحشد الشعبي والنفسي، ووصلوا إلى سدة الحكم، ولم يهبطوا من عليه.

كيف صعد الإخوان إلى السلطة؟

وقال الخبير السياسي أيوب الأوجلي، إن الإخوان صعدوا إلى السلطة على كتف الثورة الليبية مستفيدا من عودته إلى المشهد إبان المصالحة مع النظام قبل 2011، فيما عرف بمشروع "ليبيا الغد"، إضافة إلى خبرته السياسية الممتدة لسنوات، في وقت كان فيه المجتمع الليبي حديث عهد بالكيانات السياسية المنظمة.

وزرع الإخوان رجالهم في ربوع الدولة وجميع أجهزتها الحكومية، وتمكن الإخوان أن يصلوا إلى انتخابات المؤتمر الوطني بخطاب ديني يتماشى مع الحالة الشعبوية للثورة، مؤسسين تكتلات كبيرة داخل الدولة. 

وتشتت الإخوان في الدول الأجنبية لسنوات قبل المصالحة مع نظام العقيد معمر القذافي، مما وفر لهم دعم خارجي في تحقيق أهدافهم بعد الثورة، وذكر الخبير السياسي الليبي أن هؤلاء الإخوان الإرهابيين اتخذوا الدين ستارا لهم فيقتلون المعارضين لهم.

سرقة الثورة الليبية 

وشعر الشعب الليبي بخطورة الإخوان وخسرت الجماعة انتخابات مجلس النواب الحالي، ولكن على الرغم من ذلك لم يطلقوا عنان السلطة وأرادوا البقاء في الحكم على ظهور المليشيات.

وفرض تنظيم الإخوان نفسه عنوة على الشعب الليبي، وبات متحكمًا في جميع نشاطات مليشيات التنظيم بالعاصمة طرابلس.

ومن جانبه، قال سالم سويري الخبير السياسي، إن التنظيمات الإخوانية بكافة مسمياتها حاولوا سرقة الثورة الليبية وأهدافها، في وقت خرج فيه الليبيون لوقف الظلم الذي عانوه لأكثر من 42 عاما مطالبين بدولة مستقلة ذات سيادة، إلا أن التنظيم جعلها تخت وصاية عدة دول خارجية 

وجلب الإخوان القواعد المرتزقه لضمان بقائه في السلطة، ونجح الإخوان في تحويل مجلسهم المنتهي إلى شريك بالقوة في العمل السياسي، مما جعلهم يفسدون أي مشاع سياسية للاستقرار.