د.حماد عبدالله يكتب: الطرق فى مصر !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


 

هذا العنوان ليس حديثًا عن أحداث الطرق والأسفلت التى تعانى منها المحروسة ويستنزف دم المصريين يوميًا عليه نتيجة إهمال أو نتيجة سوء مصنعيات الطرق أو لعدم وجود أماكن لعبور المشاه –مما يدفع العابرين للطريق محاورة السيارات حتى يتم بإذن الله الإصطدام أو القتل أو الإفلات –وربنا يسبب الأسباب للقبض على الأرواح يعنى (كل شيىء مكتوب) ولا تدخل فى شئون القدر –وشاء هذا القدر العظيم –أن يجعل الموت فى المحروسة بسبب الإهمال –إما صعقًا بالكهرباء أو إنتحارًا على الأسفلت أو غرقًا فى البواخر (العبارات) أو حرقًا فى القطارات –كلها أحداث إهمال جسيم من المسئولين سواء حكوميين أو منهم لله !!

وأعود لعنوان المقال (الطرق فى مصر) هو عنوان محاضرة ألقيت بجمعية المهندسين المصرية فى يوم 28/12/1923 أى منذ ما يقرب من(مائة عام ) أى والله العظيم 100 عام –برئاسة سعادة محمود سامى باشا -رئيس الجمعية –تفضل حضرة على أفندى فهمى إلقاء هذه المحاضرة –التى أهدانى إياها الأخ الكبير المهندس/صلاح الدين حجاب –لكى تكتمل عندى مراجع الطرق فى المحروسة -ماذا قال(على أفندى) الله يرحمه منذ 100 عام ؟

 

"لقد كان من أثار النهضة الحديثة التى عمت مصر والتى بزغ فجرها فى عهد ساكن الجنات المغفور له الخديوى إسماعيل –والد حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم فؤاد الأول أيد الله ملكه –ما نشاهد الأن فى مصر من تحسن الطرق وإنشائها وصيانتها –(وإستطرد قائلًا) عن أنواع الطرق فقال...
"الطرق العمومية أو السكك الزراعية الصادر عنها الأمر الرقيم فى 3 نوفمبر 1890 وهى الطرق التى تتولى صيانتها وإدارتها مصلحة الطرق والكبارى التابعة لوزارة المواصلات " ثم تحدث فى إنشاء الطرق وتلاحظ الأتى:-
"ولإنشاء طريق تلاحظ الإعتبارين الإثنين 1-راحة الجمهور –2- الإقتصاد فى صرف الأموال بقدر الإمكان (وفى راحة الجمهور حدد على أفندى الأتى ) "أن يكون عرض الطريق متناسب مع ما عليه من حركة المرور والنقل وأن يكون كافيًا لمرور العربات دون أن تزحم بعضها بعضًا –فيضطر الطريق للتوقف " وفى الإعتبار الثانى " الإقتصاد فى صرف أموال بقدر الإمكان قال "يجب أن ينظر المهندس إلى الأمام دائمًا حتى أنه بعد خمسين عامًا مثلًا يجب أن نتوسع فى الطريق دون الضرورة للجوء لإنشاء كبارى حيث أنها باهظة التكاليف " "أى والله" –ويسترسل المهندس على أفندى إلى أن يصل فى نهاية المحاضرة قائلًاَ " لست أريد أن تفوتنى هذه الفرصة دون أن أذكر لحضراتكم شيئًا عما يبذل من الجهود فى إصلاح الطرق والصيانة. أنشئت مصلحة الطرق والكبارى فى أواخر سنة 1912 وبدأت عملها فى أول يناير 1913-بدأت صغيرة إذ كان مجموع ما تصونه فى ذلك العهد 956 كيلومتر كلفت الحكومة السنية 10187 جنيهًا بما فى ذلك إنتقال المواطنين ومصاريف المكتب العام بالقاهرة على أن قيمة ما أنفقته الحكومة على الكيلومتر صيانة هو مبلغ 8.425 جنيهًا وكان من نتائج هذه الجهود المتواصلة أن أخذ العمران يدب فى الأمة –وتألفت عدة شركات "أمينيبوس" بلغ عددها 49 فى الوجه البحرى، 24 فى الوجه القبلى ولقد شاهدت بنفسى أنه كان فى مدينة الفيوم فى أواخر عام 1919 
خمسة أوتومبيلات منها إثنان للحكومة وثلاثة للأهالى  -وفى أواخر سنة 1920 بلغ عدد السيارات فى الفيوم 65 أوتومبيل –وهذا دليل على سرعة انتشار وسائل النقل –أما اليوم ففى الفيوم وحدها 150 سيارة –هذا مع العلم بأن مصلحة الطرق والكبارى ترفض كثير من الطلبات التى تأتى إليها والخاصة بسيارات (الإمينيبوس) لأن كاوتش العجلات بهذه السيارات مسمط –فيضر بالأراضى الممهدة أو لزيادة حمولتها أو لأى إعتبارات أخرى فى نفس الطريق ".
من هذه المحاضرة منذ عام 100 –أثبت للقارى الكريم سواء كان من المسئولين أو من الهاويين للقراءة –ومصمصة الشفاة "مثلى" أننا منذ 100عام كان لدينا هيئة طرق وكبارى –أما اليوم فنحن نبحث عن أثارها وسط دماء وقتلى على الأرض فى المحروسة !!

    [email protected] Hammad