امور يمتنع عنها الأقباط طواعية في الصوم الكبير رغبة في التفرغ للعبادة

أقباط وكنائس

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ببدء أطوال أصوامها والمعروف باسم الصوم الكبير الذي تستغرق مدته 55 يوما متصلة.

وقال القمص دانيال داود كاهن كنيسة مارمرقس بسوهاج، فى تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الصوم الكبير بدأ يوم الإثنين وينتهي بأسبوع الآلام وعيد القيامة في شهر أبريل المقبل، بعد صيام يدوم 55 يومًا متصلة، حيث يحتوى على 3 أصوام متواصلة، وهى أسبوع الاستعداد، والأربعين يومًا المقدسة التي صامها السيد المسيح صومًا انقطاعيًا، وأسبوع الآلام، فضلا عن كونه صومًا من الدرجة الأولى، لا يتناول فيه الأقباط اللحوم ولا الأسماك ويتم الاكتفاء بالاكلات النباتية فقط.

وأشار "دانيال" إلى أن الكنائس تقيم قداسات صباحية ومسائية في نهاية الليل، كما ينتهي الصوم بأسبوع الآلام، وهو من أقدس الأيام في السنة بالنسبة للاقباط، وتقام خلاله مجموعة من الصلوات صباحا ومساء وينتهى بالجمعة العظيمة ثم سبت النور أو سبت الفرح ثم عيد القيامة المجيد.

وأوضح أن فترة الانقطاع عن الطعام خلال الصوم الكبير، تختلف من شخص لآخر، وذلك لأسباب كثيرة، بينها يختلف الأقباط في درجتهم الروحية، فهناك المبتدئ الذي لا يستطيع أن ينقطع عن الطعام لفترة طويلة، وأكثر من هؤلاء الناسك الذي يستطيع أن يطوي الأيام صومًا، كما كان يفعل آباؤنا الرهبان والمتوحدين والسواح، كما يختلف الصائمون في سنهم فمستوي الطفل أو الصبي في الصوم، غير مستوي الشاب أو الرجل الناضج، غير ما يستطيعه الشيخ، كما يختلف الصائمون أيضًا في صحتهم، فما يحتمله القوي غير ما يحتمله الضعيف، كما أن المرضى قد يكون لهم نظام خاص، أو يعفون من الانقطاع حسبما تكون نوعية أمراضهم وطريقة علاجهم.
ولعل هناك أمور يمتنع عنها خلال فترة الصوم، يلتزم الاقباط الابتعاد عنها قدر المستطاع طوال فترة الـ55 يوما مثل:

المأكل والمشرب.. قاعدة أفسده قليلا

قال الباحث مينا اداورد، المتخصص في الشؤون الطقسية بالكنيسة القبطية، إن البعض يظن أن الأقباط في صومهم يكتفون بتناول المأكولات ذات الطابع النباتي ليس إلا مجتنبين في صومهم الماكولات الحيوانية والطيور والبحريات، إلا أن تلك الصورة ليست دقيقة فالأقباط يمتنعون عن المأكل والمشرب مثل إخوانهم المسلمين في صوم رمضان، ويأتي ذلك من الساعة الثانية عشر من منتصف الليل حيث بداية اليوم وحتى الساعة الثالثة عصرًا حيث موعد خروج القداس الالهي.

وحتى الماكولات التي ذات طابع صيامي مثل الفول والطعمية فقال البابا الراحل شنودة الثالث، في إحدى عظاته الأسبوعية، والتي كان يعقدها مساء يوم الأربعاء اسبوعيا بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكبرى بالعباسية، أنه حتى وإن اشتهت النفس طعاما نباتيا لا ضرر ان تناوله الفرد في الصوم، إلا وأنه يجب على الفرد ان يمتنع عنه كسرا لرغبة النفس التي لطالما تحارب الفرد في فترات عبادته وتلهيه عن الله فترات كبرى.

بستان الرهبان.. وهو الكتاب الأشهر بين كتب الكنيسة بعد الانجيل يحتوى على قاعده يهتم بها الصائمين تسمى قاعدة “أفسده قليلا” وتنص على أنه إن اشتهت نفس إنسان طعاما ما فيجب عليه الا يلبي نداءها بل يضع بعضا من الملح ليفسد طعمه المشتهى، فلا يستلذه الصائم ليتعلم أنه لا يأكل إلا لسد حاجيات الجسد ليس إلا.

 

 الصائم كذلك يجب عليه الامتناع عن التدخين تماما خلال فترة الصوم الانقطاعي، فتناول سيجارة واحدة من شانها أن تفطر الصائم، لذا تعتبر الكنيسة الصوم فرصة جيدة للراغبين بجدية في الإقلاع عن التدخين.

مع التاكيد على أن الكنيسة تمنح حلا للمرضى والمسنين والأطفال والحوامل والذين لا يقدرون على الامتناع عن تناول الطعام والشراب لفترات طويلة.


التلفاز

مينا عبد السيد، متخصص في التايخ الكنسي، وحاصل على دبلوم معهد الدراسات القبطية، قال في تصريح خاص إن الكثير من الأسر القبطية لا سيما في الصعيد المصري، أو أسر القاهريين الذين لهم أصول صعيدية يرون أن الصوم في العموم ولا سيما الصوم الكبير هو موسيما لحياة العبادة والنسك والزهد اللذان يساعدان الفرد على لاتواصل مع الله بشكل أكثر قربا لذا يمتنعون عن المسلسلات والأفلام وكل الأمور التي بدورها تلهي الفرد عن حياة العبادة.

حتى ماتشات كرة القدم والتي يقبل عليها عدد كبير من الرجال الذين يعشقون رؤية المباريات، فتنمتنع عنها الأسر في انشغال كامل بحياة الصلوات والعبادة.

وتقوم الأسر حاليا بفتح التلفاز والإباقاء فقط على القنوات الكنسية التي يتابعون من خلالها القداسات والعظات والترانيم وغيره مثل مارمرقس واغابي وسي تي في وكوجي واللوغوس وكوبتك سات وسات 7 والكرمة ونور سات.

العلاقة الحميمة
العلاقة الحميمة أمر مقدس في المسيحية، هكذا أضاف عبد السيد، إلا أن النص الكتاب القائل "لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ، إِلَى حِينٍ، لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ، ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضًا مَعًا لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ." (1 كو 7: 5)، يعني ان الامر يتم بالاتفاق بين الطرفين يعني أن يمتنعا قدر الاستطاع عن التلاقي المقدس الجسدي للانشغال فقط بحياة النسك والزهد والصلوات.

وفي حالة عدم قدرة فرد من الأفراد عن الامتناع فترة طويلة لذا لا يجب وفقا للنص الإنجيلي أن يبتعد طرفا عن الآخر بل يجب أن يرضخ لرغبة لئلا يقع في خطية ومحاربات شيطانية تخص العفة.