ما هو مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية بعد زيارة الرئيس الأمريكي لكييف؟

تقارير وحوارات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لم يتوقع أحد أن الحرب الروسية – الأوكرانية ستتحول إلى حرب شاملة مع اقتراب دخولها العام الثاني، فالحرب التي بدأت بعملية عسكرية محدودة وخاصة يوم 24 فبراير 2022، أصبحت الآن مواجهة حقيقية على ساحة الأرض الأوكرانية بين القوات الروسية مع حلف الناتو الداعم الرئيسي للجيش الأوكراني، وهي مرجحة للتوسع خارج أوكرانيا لتشمل أراضي دول حلف الناتو، والتي رأينا كيف أن الخطوط الحُمر التي وضعتها روسيا بعدم تزويد أوكرانيا بأسلحة قد تُستخدَم لأغراض هجومية قد أختُرقت، من خلال ما قرره حلف الناتو بتزويد الجيش الأوكراني بسلاح الدبابات الفعّال والحاسم في المعارك.

وقد لاحظنا تطورات روسية على ساحة المعركة بتقدم للقوات الروسية مدعومة بالجيش مع  قوات “فاغنر” على جبهتين في الشرق والجنوب الأوكراني بعد جمود دام عدة شهور، ولم تفلح الدبلوماسية معها في وضع حد للحرب المستعرة، فأقدم الرئيس الروسي بوتين بخطوة إستراتيجية عسكرية بتعيين رئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف لقيادة “العملية العسكرية الخاصة” بدلا من سيرغي سوروفيكين الذي أشرف على ضربات البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، إن تعيين رئيس الأركان هدفه التسريع في حسم المعركة ومحاولة السيطرة على العاصمة كييف، وهذا ما سيحاول تحقيقه من خلال التقدم السريع للقوات الروسية مع “فاغنر” على ثلاثة محاور في الشرق والجنوب، وهي دونيتسك وباخموت وزاباروجيا، فالقيادة الجديدة تملك من الخبرة والتكتيك والتنسيق الكامل بين شتى صنوف الأسلحة والقوات المشارِكة في المعركة من جيش وقوات “فاغنر”، وبالأوامر السريعة لمختلف القطاعات والدعم اللوجستي الكامل من الحكومة الروسية والقطاع العامّ والمتمثلة بالمصانع التي تخدم المجهود الحربي، وسرعة اتخاذ القرار الذي أدى إلى ما نشاهده اليوم على أرض المعركة.

وليس هذا فحسب، بل وضع رئيس الأركان الروسي خطة عسكرية شاملة ومن ضمنها تأمين العمق الروسي من أي هجمات محتملة عندما أمر بنصب أنظمة صواريخ دفاعية نوع “بانتسير” على أسطح  المرافئ الحساسة في العاصمة الروسية موسكو، وقام بتجربة صاروخ فرط صوتي يستطيع ضرب أهداف في أوروبا خلال أقل من 3 دقائق.

على الجانب الآخر، أدرك الرئيس الأوكراني كما أدرك معه الحلفاء الأوروبيون والولايات المتحدة بأن الأمور تتجه نحو الحسم الروسي، ومن الممكن أن يطبق الجيش الروسي مع قوات “فاغنر” على العاصمة الأوكرانية من ثلاثة محاور تشكل مثلثا روسيا سيشتت القوات الأوكرانية ويجعلها في وضع صعب فلا تتمكن من صد الهجوم الروسي وتسقط العاصمة.

ويوجد سيناريوهان اثنان للحرب الروسية الأوكرانية وهما.

السيناريو الأول: أن يقرر حلف الناتو الدخول بمواجهة حقيقية مع القوات الروسية لإنقاذ الجيش الأوكراني والعاصمة الأوكرانية ومحاولة استعادة الأراضي التي سيطر عليها الروس، وذلك بإرسال كميات كبيرة من الدبابات مع طواقمها العسكرية المدرَّبة الجاهزة إضافة إلى الآليات الثقيلة، وكذلك تزويد الجيش الأوكراني بطائرات مقاتلة من طراز(F16) مع طيارين مدرَّبين، وذلك لصد الهجوم الروسي ومحاولة القيام بهجمات معاكسة لاستعادة زمام المبادرة في الجبهات الشرقية والغربية والشمالية من أوكرانيا، وتزويد الجيش الأوكراني بالصواريخ الباليستية التي ستستهدف جزيرة القرم وأهداف في العمق الروسي، وكلا الطائرات والصواريخ ستضع دول حلف الناتو الأوروبية منها في مأزق كبير، قد تدفع برئيس الأركان الروسي إلى استهداف أهداف في العُمق الأوروبي لدول حلف الناتو، وهذا بالتالي سيؤدي إلى وضع خطير للغاية.

حلف الناتو والاتحاد الأوربي

السيناريو الثاني: قرار تزويد أوكرانيا بالدبابات هو عبارة عن دعم معنوي لأوكرانيا بغض النظر عن دور هذه الدبابات في ساحة المعركة، لأن وقت وصولها وعددها لن يحدث الفارق على جبهات القتال، وخصوصًا إذا تم الهجوم البري على العاصمة الأوكرانية من الشمال الشهر القادم واستمرّ تقدُّم القوات الروسية من الشرق والجنوب، وذلك لإجبار أوكرانيا على الرضوخ للمطالب الروسية في حال الجلوس على طاولة المفاوضات في أي وقت، وخصوصًا إذا نجحت القوات الروسية في الجنوب بالتوسع واحتلال أوديسا الميناء الأخير لأوكرانيا على البحر السود، وبالتالي جعل أوكرانيا دولة معزولة عن العالم دون أي منفذ بحري.

لذلك يُدرك حلف الناتو أن استمرار الحرب سيصُبّ في الصالح الروسي من خلال السيناريو الثاني، ومن دون أي تعقيدات وتجنيب العالم ما لا يُحمد عقباه، وهذا ما نصح به القادة العسكريون الغربيون رؤساءهم للجلوس على طاولة المفاوضات في أسرع وقت لحل النزاع.

لأول مرة منذ اندلاع الحرب. زيارة مفاجئة للرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا.

الرئيس الأمريكي ورئيس أوكرانيا

ولي لأول مرة وصول الرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا في زيارة مفاجئة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية  ووصل الرئيس الأمركي. جو بايدين، إلى العاصمة الأوكرانية كييف في زيارة قبيل الذكري اللأولي لانطلاق الحرب الروسية الأوكرانية في الـ24 من فبرايل الجاري، حسب ما أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية، أن الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يعقدان اجتماعا في كاتدرائية القديس ميخائيل في كييف.

وقبيل وصول الرئيس الأمريكي إلى العاصمة الأوكرانية كييف، دوت صافرات الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا، بالتزامن مع أنباء تفيد باقتراب وصول جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا لأوكرانيا لأول مرة.

من جهتها، رصدت وكالة الأنباء الفرنسية وجود أزمة مرورية واسعة المدى، في العاصمة كييف، تمهيدًا لاستقبال أشخاص مهمين.

وتتوجه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، في زيارة رسمية إلى أوكرانيا، اليوم الاثنين، للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ لبحث آخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية.

أوكرانيا تطالب أمريكا بالحصول على طائرات.

زيارة الرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا تأتي في الوقت الذي طالب فيه مسؤولون أوكرانيون أعضاء الكونجرس الأمريكي، بالضغط على إدارة الرئيس جو بايدن لإرسال مقاتلات إف -16 إلى كييف، قائلين إن الطائرة ستعزز قدرة أوكرانيا على ضرب وحدات الصواريخ الروسية بصواريخ أمريكية الصنع، وفقا لما أفادت به وكالة رويترز.

وجاء الضغط الأوكراني على أعضاء الكونجرس الأمريكي، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن في محادثات بين المسؤولين الأوكرانيين، بمن فيهم وزير الخارجية دميترو كوليبا، وديمقراطيين وجمهوريين من مجلسي الشيوخ والنواب.