القس موسى: الزواج المسيحي اثنين فقط ذكر وأنثى يجمعهما الله

أقباط وكنائس

القس موسى
القس موسى


لا تعترف الكنائس بتعدد الزوجات طبقا للشريعة المسيحية، وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قاومت تلك العادة في العصور الأولى للمسيحية حينما بدأت تنتشر في مصر تقليدا للمسلمين وعرفت بعادة "التسري"، ووقف أمام هذا الوضع عدد من بطاركة الكنيسة من ضمنهم البابا ابرام ابن زرعة البطريرك الثانى والستين للكنيسة الارثوذكسية والذى توفى مسموما على يد احد وجهاء الاقباط بسبب رفض البابا لتعدد الزوجات..
فكما أنه لا يمكن أن يكون للشخص سوى أب واحد، وأم واحدة، كذلك لا يمكن أن تكون له سوى زوجة واحدة في المسيحية. وهكذا تحدث السيد المسيح عن الثلاثة بالمفرد الأب والأم والزوجة.
ولا تخلّو طقوس الزفاف داخل الكنائس من ذكر الآية «إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ». (مت 19: 6)، ليكون إعلان رباط زواج مقدسا مستمرًا إلي نهاية الحياة للزوجين.

وقال القس موسى موسى كاهن كنيسة رؤساء الملائكة الجليل ميخائيل بالظاهر فى تصريحات له "للفجر" رد على سؤال هل منع السيد المسيح تعدد الزوجات ؟ هكذا كان منذ البدء، اثنان ذكرًا وأنثى، حيث استاند بكتاب البابا الراحل شنودة الثالث "شريعة الزوجة الواحدة ".
وتابع عندما أتي الكتبة والفريسيون يسألون السيد المسيح عن الطلاق ليجربوه، قال لهم "إن موسي من اجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم، ولكن من البدء لم يكن هكذا"،يفهم من هذا ضمنًا أن السيد المسيح يهمه أن ترجع الأمور إلي ما كانت عليه منذ البدء. إن النظام الذي وضعه الله للبشرية "منذ البدء لم يكن هكذا"  لأن النظام الذي وضعه الله للبشرية منذ البدء. كان هو النظام الصالح 
فما الذي كان منذ البدء؟
قال لهم "أما قرأتم آن الذي خلق، من البدء خلقهما ذكر وأنثي". وقال "من يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون اثنين جسدًا وأحدًا؟ إذن ليس بعد أثنين بل جسدًا واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" متى 19: 4
هذا إذن هو الزواج المسيحي
"أ" اثنان فقط ذكر وأنثى
"ب" يجمعهما الله
"ج" في وحدة عجيبة لا يصبحان فيها اثنين بل واحد
"د" ولا يستطيع إنسان أن يفرقهما
واشار "موسى" فكرة أن يقوم الزوج بين اثنين فقط، وأن تكون للرجل امرأة واحدة لا غير، ليست هي إذن فكرة جديدة أتت بها المسيحية، وإنما هي الوضع الأصلي للنظام الإلهي الذي كان منذ البدء، ذكر وانثى خلقهم، وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا وأملاوا الأرض.
وكما ذكر البابا شنودة بكتابه،لا يوجد في العهد الجديد كله، نص واحد يتحدث عن "نساء" أو "زوجات" للرجل الواحد، وإنما الكتاب يستعمل المفرد باستمرار في الحديث عن هذا الأمر، فقد شبه بولس الرسول علاقة الرجل بزوجته، بعلاقة المسيح بكنيسته الواحدة، فيقول "من يحب امرأته يحب نفسه". "وأما أنتم الأفراد، فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه" في نفس المجال أيضا يذكر الرسول الآية التي تقول: "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدًا واحدًا" 

وقال البابا تواضروس الثانى فى عظة له بعنوان «مفهوم الاتحاد الزيجي» وكيف نبني أسرة مسيحية مقدسة، حيث تناول الأصحاح الخامس من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس، والذي يُقرأ في صلوات الإكليل (سر الزيجة المقدس)، وأشار إلى المفهوم الرابع للاتحاد الزيجي وهو الاتحاد الاجتماعي (النفسي).
واستعرض البابا عدة أساسيات منها لكل إنسان شخصية مستقلة قادرة على التطور، ويختلف تكوين الشخصية باختلاف عوامل عدة، منها: بيئة النشأة، التربية، الوراثة، الثقافة، الظروف الحياتية لكل أسرة نشأ فيها الطرفان، التعليم، درجة إشباع الاحتياجات، الماضي، المستقبل وأحلامهم، ومكانة الخطيب أو الخطيبة في أسرته وبين إخوته له أهمية كبيرة، وأن تكون نظرة كليهما للزواج نظرة مقدسة.
وقال البابا نؤمن بشريعة الزوجة الواحدة والزوج الواحد، الوعي بأن هناك خطية تُدمر الزواج، والعفة في الحواس والأفكار، والارتباط الدائم بالكنيسة، والنمط الاستهلاكي، والإرهاق البدني في العمل.
وأضاف البابا يحذر الخطيبان ما يقدمه الإعلام دون هدف سليم، وأن يحذر الخطيبان مفاهيم السحر، ويحذر الخطيبان الإدمان.
وأبرز البابا القائمة التي يجب مراعاتها في النواحي الاجتماعية وهي حفظ التواريخ الهامة لدى الطرف الآخر، والمال: الانفاق باعتدال والتدبير، واحذر البخل، والملابس تكون لائقة للمجتمع ولائقة للطرف الآخر،و العمل: أحاديث العمل لها جزء من الوقت، والخدمة: المشاركة في الخدمة للخروج من الأنانية، والمكالمات: تتكون من كلمات وقورة وبها كلمات استحسان للآخر واحترام وقته، والصور: الحرص في نشر الصور، والمجاملات: المشاركة في كل مجاملة معًا،والحدود: حدود سليمة ومحترمة لكلا الطرفين، والزيارات: كلاهما يفعل ما يسر الآخر، والصداقة: هي قمة العلاقات الإنسانية غير الرسمية، وهي خالية من أي جنس.