نص خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

السعودية

المسجد الحرام - أرشيفية
المسجد الحرام - أرشيفية

أكد الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام على توصية المسلمين للعمل بتقوى اللَّه، حَقَّ تُقاته، فتقواه سُبحانه هي العِزُّ الـمُنْتَضَى، وَالهَدْي السَّني الـمُرْتَضَى وبها يتحقق الفوز والرِّضا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

وأضاف فضيلته في خطبة الجمعة التي القاها اليوم بالمسجد الحرام لقد جعل الله في اختلاف فصول العام دليلًا على عظمته الباهرة، وحكمته البليغة الآسِرَة، ومُذكِّرًا لعباده بالدار الآخرة، وقد قال ربنا العلام في محكم التنزيل: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، ولقد وقف سلفنا الصالح طويلا أمام هذه الآيات والحِكم وتأملوها حَقَّ التأمل، فتحقق لهم ما لم يتحقق لغيرهم، يقول الإمام علي بن أبي طالب:"لقد سبق إلى جنَّاتِ عَدْنٍ أقوامٌ ما كانوا بأكثر الناس صلاةً ولا صيامًا، لكنهم عَقَلُوا عن الله مواعظًا، فَوَجَلَتْ منه قلوبهم، وخشعت له جوارحهم، وقال الإمام ابن القيم:"لو كان الزمان كله فصلا واحدا لفاتت مصالح الفصول الباقية فيه".
وأضاف لقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفرحون بفصل الشتاء لِمَا يجدون من لذة الطاعة وحلاوة العبادة، فكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: "مرحبا بالشتاء، تنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام"، وبكى معاذ بن جبل رضي الله عنه عند موته وقال: "إنما أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ومزاحمة العلماء"، ومن الآثار: "الشتاء ربيع المؤمن، قَصُرَ نهارُه فصامَه، وطال ليلُه فقامَهُ".
وأوضح فضيلته أن الشتاء والربيع يختص ببعض الأحكام والآداب الشرعية التي لا يستغني عنها المسلم، فحقيق بكل مسلم أن يتفقهها حتى يعبد ربه على بصيرة؛ فمنها: أنه يُشْرَع المسح على الخفين عند الوضوء، للمقيم يوم وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام بلياليها، وهذا من سماحة الإسلام وتيسيره على الأنام.
وبين أن من صور التيسير أيضا الخاصة بالشتاء والبرد: جواز الجمع بين الصلاتين عند المطر الشديد أو الريح أو نحوها بضوابط بينها الفقهاء رحمهم الله، وفي الشتاء يتذكر المسلم إخوانًا له عضهم البرد بنابه، ولسعهم بصقيعه، ولفحهم بزمهريره من الفقراء والمساكين، واللاجئين والنازحين، والمنكوبين الذين لا يجدون بيتًا يؤويهم، يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء فيسعى إلى دفئهم ورفدهم وتذكر أحوالهم. وفي الشتاء يحتاط المرء لصحته وإخوانه، ويأخذ بالتدابير الوقائية التي حث عليها ديننا الحنيف، وما يندرج تحتها من أسباب الوقاية كاللقاحات اللازمة في هذه المواسم المتكررة، ولا سيما في المجامع العامة.
وأبان الشيخ السديس أن بعض السلف كان يخرج في أيام الرياحين والفواكه إلى السوق، فيقف وينظر، ويَعْتَبِر، ويسأل الله الجنة، ففي فصل الربيع تظهر آثار الأمطار، وتتقنع بِخَضَارِهَا الأشجار، وتتزين الأرض للنَّظَّارة، وتبرز في معرض الحسن والنَّضَارة، وقد حاك الربيع حُلَل الأزهار، وصاغ حُلَى الأنوار، قال الإمام ابن القيم:"وأصحُّ الفصول فصل الربيع؛ فيه تقل الأمراض وتصح الأبدان والأرواح"، وهذا يحث المسلم على الإكثار من شكر النِّعم، ومواصلة الاجتهاد بطلب الجنة بالأعمال الصالحة، فالربيع شباب الزمان، ومقدمة الورد والريحان.
وأكد على أهمية الحفاظ على البيئة والغطاء النباتي والتعاون مع منسوبي الأمن البيئي في الحفاظ على المنتزهات ونظافتها والوعي البيئي ونشر ثقافته وسلامتها.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام لقد أظلنا شهر شعبان، شهر تشعب الخيرات، وهو شهر يغفل الناس عنه، وكان ج يُكثر فيه من الطاعة والصيام، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، رأيتك تصوم في شعبان صوما لا تصومه في شيء من الشهور إلا في شهر رمضان، فقال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفَعُ فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" (رواه الإمام أحمد والنسائي)، وفي ذلك إشارة إلى أنه ينبغي عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك مما يحبه الله ويرضاه، كذلك يذكّر من عليه قضاء من رمضان الفائت في المبادرة إلى صيامه قبل حلول شهر رمضان، بلغنا الله وإياكم إياه بمنه وكرمه.
وأردف الدكتور عبدالرحمن السديس يقول ومع تقلبات الأيام وتتابع الشهور والمواسم، تتسارع الأحداث التي تصيب الأمة الإسلامية، وكلها يهون بجانب الحدث الجلل العظيم، ألا وهو تلك الحملات الممنهجة المتكررة في التعدي على كتاب رب العالمين، وإننا من هذا المكان أطهر البقاع، وفي هذا الزمان المبارك لَنُكَرِّرُ الرفض التام والقاطع لكل ما من شأنه المساس بمقدسات المسلمين أو الإساءة للشريعة الإسلامية الغرَّاء، وإن التصرف الأرعن والإساءة المتعمدة للقرآن الكريم هو إساءة وتعدٍّ واستفزاز لمشاعر مليار مسلم في شتى بقاع الأرض، وهو إرهاب مرفوض ولا يزيد المسلمين إلا تمسكا بالقرآن الكريم حفظا وعملا، قولا وفعلا.
وأكد إنه لا بد من سن الأنظمة الحازمة التي تجرم مثل هذه التصرفات الخرقاء؛ التي لا تؤدي إلا إلى نشر الإقصاء والكراهية والتطرف، وتهدد الأمن والسلم الدوليين.
كما ندين ونستنكر محاولات قوات الاحتلال المتكررة المساس بمقدسات المسلمين في كنف المسجد الأقصى المبارك وساحاته والاعتداء على أهله ورواده.
كما يُؤَكَّد تضامن الأمة مع من تضررت بلادهم من الزلازل والهزات الأرضية وما نتج عنها من وفيات وإصابات. فندعو للمتوفين بالرحمة والمغفرة، وللمصابين بالشفاء العاجل أحسن الله عزاءهم وجبر مصابهم وغفر لمواتهم وشفى جرحاهم وعافى مرضاهم.
وأشاد إمام وخطيب المسجد الحرام بالموقف الرسمي والحملة الشعبية في بلادنا الغالية لمساعدة المتضررين من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وعبر منصة ساهم لتقديم المساعدات الغذائية والإيوائية والطبية وغيرها دعما لجهود الإنقاذ وإغاثة المنكوبين كما ندعو الجميع إلى دعمها ومساندتها، والشكر لأهل النبل والوفاء قيادة وشعبًا.
وشكر فضيلته الله عز وجل على ما حبا بلادنا المباركة منذ يوم التأسيس بالتوحيد والوحدة ونستشعر نعم الله علينا بالأمن والأمان ونستذكر بكل اعتزاز بناء كيان شامخ يعبر عن ثلاثة قرون من التلاحم والاستقرار، يوم من التاريخ طاب غراسة وامتدا في عمق الزمان أساسه وتنفس الصعداء وجه جزيرة وكذا الصباح تعطرت أنفاسه يوم تأسس للحضارة معلم وبه تطرز للسمو لباسه قامت على أسس العقيدة دولة فسما بها عدل وعز قياسه فلله الحمد والمنة اولا واخرا وظاهرا وباطنا.
وقال الشيخ السديس من آثار هذا اليوم التأريخي الخيّرة، ما نعيشه من شرف خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وتأمين السبل لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزائرين.
وفي المدينة المنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير عن مخاطر الغضب عند الخصومة، داعيًا إلى كظم الغيظ، واجتناب بواعث الغضب، وأن من الحكمة والحلم أن يلزم المرء الصمت، ويعرض عن مناكفة السفهاء والجهّال، فلا يستفزّه قيل وقال.
ووصف الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة الغضب أنه بذر الندامة، ومفتاح كل شر، ومبدأ السيئات، ومركب الخطيات وباعث العداوات ومذكي الخصومات، مبينًا أن من محاسن الشيم وخصال الفضل والكرم كظم الغيظ، ودفع الغضب والكظم.
وأوضح أن الله تعالى أثنى على المتجَرِّعِينَ لِلْغَيْظِ فقال جل وعزّ: "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" وقال جل وعزّ: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ".
وبيّن الشيخ صلاح البدير أن الكريم الكظيمُ الصَّفوح أثبت الناس عقلًا وأرجحهم أناة ونبلًا، فعَن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ما تَجَرَّعَ عَبْدٌ جَرْعَةً أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وجلَّ مِن جَرْعَةِ غَيْظِ، يَكْظِمُها ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ تعالى» أخرجه أحمد.
وأكمل فضيلته: والغضب مهدمة والغضب غُول الأحلام والعقول وإذا جاء الغضب تسلط العطب والغضب بذر الندامة ومفتاح كل شر ومبدأ السيئات ومركب الخطيات وباعث العداوات ومذكي الخصومات والمنازعات والدافع إلى الكبائر والموبقات.
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن من أطاع غضبه أضاع أدبه، وسرعة الغضب من شيم الحمقى خفاف العقول، وإذا غضب الأحمقُ ثَارَ ثَائِرُهُ، وَفَارَ فَائِرُهُ ولكز ولطم، ورمح وجرح، إن كلّمتهُ تنمّر، وإن حركته تفجّر، وإن حاورته تسعّر، وإن خالفته تطاير شَرَارُهُ مِنَ الْغَضَبِ، وتعالى وتكبّر، وذلك دليل جهله وخفة عقله، وضعف بصيرته، وهذا شأن كل غُضْبٍ حَنِقٍ جهول عجول، ترى القلوب منه نافرة، والنفوس له عن بغض أفعاله سافرة.
وذكر أن الشديد ليس الطائش العجول الذي يصرع أقرانه، ويقهر إخوانه، إنما الشديد الحليم الصفوح الذي لا يستفزه قيل ولا قال، ولايستخفّه السفهاء والجهال، عن أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ» متفق عليه.
وعَنِ ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ ؟ قُلْنَا: الذِي لَا يَصْرَعُهُ الرِّجالُ قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ. ولَكِنَّهُ الذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ" رواه مسلم، وقَالَ الحَسَنُ: يا بْنَ آدَمَ كُلَّما غَضِبْتَ وثَبَتَ يُوشِكُ أَنْ تَثب وَثْبَةً فَتَقَعَ فِي النَّارِ.
وأضاف فضيلته: والحلم محجزة عن الغيظ والحلم مطيّة وطيئة تبلّغ راكبها قاصية المجد، وتملكه ناصية الحمد، ومن رأى العفْوَ مَغْرمًا، والغضب مَغْنَمًا، فقد أساء التقدير، لأن لذة الحلم والعَفْوِ أطْيَبُ مِن لَذَّةِ التَّشفّي، فلذةُ الحلم والعَفْو يَلْحَقُها حمد العاقبة، ولذه التشفي يلحقها ذم الندم، قيل لعمر بن الاهتم: من أشجع الناس؟ قال: من رد جهله حلمه.
وَتابع الشيخ البدير منبهًا من خطر الغضب على المرء أن مِن ثَارَتْ عَلَيْهِ شَهْوَةُ الْغَضَبِ فَقَهَرَهَا بِحِلْمِهِ وغلبها بصبره وصرعها بثباته فقد قهر أقوى أعدائه وشرّ خصومه داعيًا إلى اجتناب بواعث الغضب وأسبابه، ومحذرًا من الإفراط في المزاح بوصفه مقدمة الغضب، وأن لا يخرج المرء من ترويح القُلُوب إلى تحريك الأحقاد الكمينة بالقذف والغيبة والاستهزاء فذلك استدراج مِن الشَّيْطانِ واخْتِداعٌ مِن الهوى.
وحذّر فضيلته من الخصومة مبينًا أنها تمحق الدين، وتنبت الشحناء في صدور الرجال، ودعا إلى تجنّب الهزُؤ والسُّخْرِيَةَ والتعيير والمماراة، والمخاصَمَة والمجادلة، والمضادة والمخالفة، والمعانَدَة والظلم والغيبة والنَّمِيمَة، والشتم والعدوان وأكل أموال الناس بالباطل، ومنع الحق، والبخس والتطفيف، فإن تلك الأفعال تؤجج بين الناس شرًا وحقدًا وغضبًا وإذا وقع الغضب جالت الفتنة وحضر الشيطان وعميت البصائر وتقطعت حبال الأخوة وأواصر المحبة والقرابة.
وأضاف: ينبغي للزوجين إذا لاحت سحابة نزاع أمامهما أن يقطعا صوت المنازعة بالمسامحة ويحفظا طول العشرة بالمساهلة ولا يسترسلا في الجدال والخصومة، مذكرًا من استفزّته طيرة الغضب أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، لأن الغَضَب من إغواء الشَّيطان فمن استعاذ بالله سكن غضبه، وتحلّلت عقده، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا غضب أحدكم فقال: أعوذ بالله، سكن غضبه " أخرجه ابن عَدِي.
واختتم فضيلته الخطبة مذكرًا أن الوطن شجرة وارفة وارقة ،ثمرتها الأمن والطمأنينة والسكينة والاستقرار، والمملكة العربية السعودية وطن الإسلام والسلام، فيها مكة المكرمة المشرفة المعظمة المحرمة المبجلة، أثَرُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام وإرثه وَدَارُ نبينا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ووطنه، والبلد الأمينُ الآمنُ المأْمُونُ عَلى ما أَوْدَعَ اللهُ تَعالى فِيهِ مِن مَعالم الدِّينِ، وفيها الكعبة المحجوجة المصونة، والمشعر الحرام وعرفات والعرصات المباركات، وفيها المدينة المنورة بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وموضع داره ومهاجره، وموقع محرابه ومنبره، ومكان قبره ومدفنه، وفيها معالمه وأعلامه وآثار الآباء والأجداد، وإرثهم وتراثهم وغراسهم، وطن علت مفاخره ومآثره ومنائره، وسمت مكارمه وفضائله، وطن أسس على التقوى، وعمر بالإسلام وحكم بالشريعة، وزها بالعدل وعلا، بالألفة وانتصر بالحق وبالعزمات الصحاح يشرق صباح الفلاح، ومن لم يقدمه عزمه أخره عجزه.
وقال فضيلته: قبل ثلاثة قرون أشرق على هذه الأرض المباركة حكم عادل على يد المؤسس الإمام محمد بن سعود رحمه الله تعالى، فقاد الناس بالتوحيد والعزم الأكيد، والنظر الحديد من الحرب إلى السلم، ومن الخوف إلى الأمن، ومن الجهل إلى العلم، ومن ذل التفرق والاختلاف إلى عز الوحدة والجماعة والائتلاف، ثم سار في الحكم من بعده أبناؤه وأحفاده، حتى قيض الله إمام المسلمين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، فظهرت في الحكم حكمته وفي الشورى نظرته، وفي العدل قوته، وفي العطاء رأفته ورحمته، فكان من أعظم الملوك شهامة وصرامة وانقيادًا للشرع رحمه الله تعالى، وقد أفاض الله البركة على مملكته ورعيته ثم حمل الراية من بعده أبناؤه البررة الذين ساروا على نهجه، حتى أضحت المملكة مضرب مثل في أمنها ووحدة صفّها، وانتظام شملها واجتماع كلمتها وتلاحم قيادتها وشعبها.