هل يمكن صناعة الزلزال ؟

الزلازل ظاهرة طبيعية... فهل أصبح للأنسان دورًا في حدوثها ؟

عربي ودولي

صوره أرشيفية لزلزال
صوره أرشيفية لزلزال تركيا

هزة أرضية مدتها دقائق وقد تكون ثواني، تتسبب في دمار وانهيارات ووفيات، لحظات من الرعب والشعور الصعب يتعرض لها الإنسان وعقله عاجز عن فهم السبب لتلك الزلازل، كيف تحدث الزلازل، وهل هي دائما تندرج تحت بند الأمور القدرية أم أن للبشر دخل فيها؟

 

زلزال تركيا 2023

 

ما هو الزلزال؟

الزلزال أو الهزة الأرضية هي ظاهرة طبيعية واهتزاز أو سلسلة من الاهتزازات الارتجاجية المتتالية لسطح الأرض، والتي تنتج عن حركة الصفائح الصخرية في القشرة الأرضية، يتبع ذلك بارتدادات تدعى أمواجًا زلزالية، وهذا يعود إلى تكسر الصخور وإزاحتها بسبب تراكم إجهادات داخلية نتيجة لمؤثرات جيولوجية ينجم عنها تحرك الصفائح الأرضية. وتوجد الأنشطة الزلزالية على مستوى حدود الصفائح الصخرية، وينشأ الزلزال كنتيجة لأنشطة البراكين أو نتيجة لوجود انزلاقات في طبقات القشرة الأرضية، وقد يبدو هذا التعريف «علمي بحت»، لكن بصورة مبسطة فإن الزلازل هي إحدى الظواهر الطبيعية الضارة والمدمرة والتي –وفقا لدرجتها- قد تلحق ضررا بالمباني وتسبب الموت للأفراد وتؤدي إلى تغير في تكوين الكرة الأرضية.

 

الدول الأكثر عرضة للزلازل

يرى علماء الجيولوجيا أنه  لا توجد بقعة من الأرض بمنأى عن مخاطر الزلازل، لكن هناك بعض المناطق أكثر عرضة لتلك المخاطر، وهي  تلك الدول الواقعة بالقرب من شقوق جيولوجية كبيرة والمعروفة أيضا بأحزمة الزلازل، وتدل الأبحاث العلمية على أن هنالك عدة مناطق معرضة للزلازل، خاصة حزام المحيط الهادئ الذي يمر على امتداد شواطئ المحيط الغربية، ابتداء من اندونيسيا بجنوب شرق آسيا، وانتهاء باليابان وسيبيريا.

 

كما أن هنالك حزام غرب الأمريكيتين، والذي يمر على امتداد الشواطئ الشرقية للمحيط الهادئ، ويشمل مناطق الولايات المتحدة الغربية، وبعض دول جنوب القارة الأمريكية، منها فنزويلا وشيلي والأرجنتين، أما الأحزمة الأخرى، فهي حزام جبال الألب في جنوب أوروبا، وحزام شمال الصين الممتد من شرق الصين إلى غربها، ثم الحزام الذي يبدأ بجبال الأطلس في شمال إفريقيا، على امتداد سواحل البحر الأبيض المتوسط إلى آسيا الصغرى، ثم إلى إيران فالهيمالايا، وأخيرا الحزام الممتد من جنوب الأناضول على امتداد البحر الميت جنوبًا، حتى خليج السويس، ثم وسط البحر الأحمر ومنطقة الأخدود الأفريقي العظيم.

 

مقياس ريختر 

تقاس قوة الزلازل بمقياس ريختر

يعود تاريخ هذا المقياس إلى عالم الزلازل الأمريكي تشارلز ريختر عام 1935 حين كان يدرس الزلازل في كاليفورنيا، وكان بحاجة إلى طريقة ما دقيقة لمعرفة الزلازل الكبيرة والصغيرة قياس مدى قوتها، وهذا المقياس هو مقياس لوغاريتمي تتدرج درجاته من 1 إلى 10، ويسجل موجات الزلزال في هيئة نبضات تشبه نبضات القلب.

 

صورة عن مدى صناعة الزلزال 

كيف يصنع الإنسان الزلازل؟

قد يبدو السؤال مضحكا، لكنه بكل أسف حقيقي، فالعلم يوما يلي الآخر يثبت بالقطع أن للإنسان دخل أحيانا في اندلاع الهزات الأرضية لأسباب عديدة مثلما كان سببا في العديد من الكوارث التي أضرت بالكوكب.

 

وتوصل العلماء إلى أن احتجاز الخزانات والتعدين السطحي والجوفي وسحب السوائل والغاز من تحت سطح الأرض، وحقن السوائل في طبقات الأرض قادرة على إحداث الزلازل مثل زلزال تركيا والذي يرجح العلماء سبب حدوثه السدود في تركيا.

كذلك أصبحت الزلازل الناجمة عن الحقن نقطة أساسية، لأن تقنيات الحفر الجديدة واكتمال الآبار تمكن من استخراج النفط والغاز من الطبقات التي لم تكن منتجة من قبل.

انزلاقات في طبقات القشرة الأرضية 

أخطر الزلازل التي شهدها العالم

2023 زلزال مدمر  بسوريا وتركيا مازال العالم يتحدث عن خسائرة والتي قدرت بمليارات الجنيهات بالإضافة إلي أكثر من 21 ألف قتيل وما يزال البحث جار تحت الأنقاض.

زلزال تركيا المدمر

-2004، زلزال بالمحيط الهندي أعقبه أشهر موجة تسونامي ضربت سواحل العديد من الدول منها اندونيسيا، سريلانكا، تايلاند، الهند، الصومال وغيرها، قدرت أعداد القتلى في تلك الكارثة نحو 230 ألف شخص.

-1960، زلزال مدمر في تشيلي، بلغت قوته 9.5 على مقياس ريختر، أزال عن وجه الأرض قرى بكاملها وقتل الآلاف من البشر.

-1755، زلزال مدينة لشبونة الإسبانية، قتل فيه ما بين الـ60 إلى 100 ألف نسمة.

- 2006، زلزال كشمير حيث قتل فيه قرابة الـ79 ألف شخص.

-2010، زلزال هاييتي، أسفر عن مقتل 230 ألف شخص وتشريد أكثر من مليون.

-1998، زلزال منطقة أضنه جنوب شرقي تركيا، أدى إلى مقتل 144 شخصًا.

-1994، زلزال وانزلاقات أرضية في كولومبيا تسفر عن مقتل 1000 شخص.

-1992، زلزال يضرب مصر يتسبب في مقتل حوال من 370 شخص وإصابة 3000 آخرين.

-1954، زلزال يضرب مدينة الشلف الجزائرية يتسبب في قتل 2657 شخصا.

-1993، زلزال جنوب الهند يؤدي إلى مقتل نحو 22 ألف شخص.

 

الأوضاع التي تصبح خارج السيطرة أثناء وبعد الهزات الأرضية، دفعت العلماء للتفكير في ماهية الزلزال وكيفية حدوثه، بل والسؤال الأكثر صعوبة وشرًا هل يمكن صنع زلزال؟

 

كشف رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية “الدكتور شريف الهادي" حقيقة ما إذا كانت هناك زلازل مصنوعة بفعل تخريب الإنسان في القشرة الأرضية وفي باطن الأرض، ومدى تأثير التفجيرات النووية على حدوث الزلازل، قائلًا: "إن كل ذلك يعتبر تكهنات وتخمينات  ، وخلال مداخلة هاتفية ببرنامج حضرة المواطن، المذاع عبر فضائية «الحدث اليوم»، قال الهادي:  أنه حتى يتم عمل زلزال تدميري، كما حدث في تركيا، فإن هذا الزلزال يحتاج إلى طاقة مهولة لتحريك كتل صخرية ضخمة، أو المسافات البعيدة التي تقدر بـ 350 كيلو، وبالتالي فإن هذه الطاقة لا يقدر عليها أي بشر.