د.حماد عبدالله يكتب: التعليم الصناعى !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


 

مازالت العمالة الغير مؤهلة والغير مدربة – والغير جادة فى الحصول على وظيفة – تتصدر قائمة البطالة فى مصر !!

ومازالت بعض الجهات وخاصة فى القطاع الخاص تعلن عن طلبها لشغل وظائف فنية وتجارية -وصناعية -وهندسية -ولكن دون جدوى للحصول على جزء من البطالة المقنعة فى المحروسة !

وتتجه الأفكار – والحكومة إلى إنشاء مراكز تدريب – وتحويل وتأهيل خريجين – من مسار غير مطلوب فى سوق العمل إلى مسار أخر مؤهل لشغل وظائف نحن فى أشد الإحتياج إليها – حتى أنه أصبح من الخطر الشديد خلال الأعوام القليلة القادمة أن مشروعات تحت الإنشاء سوف تستعين وتطلب عمالة أجنبية رغم أرقام البطالة المعلنة سواء من الحكومة -أو من المعارضة -سوف نستعين بعمالة أجنبية – حيث لاحل إلا بالإتجاة  لإستيراد عمالة أجنبية – أن لم نلحق بأعداد العمالة المطلوبة لسوق العمل ولعل أتفاقية مبارك كول- والتى تخرج منها حوالى 20 ألف متدرب – قد أثبتت من وجهة نظر الصناع جدواها إلا أنها من وجهة نظر أخرى – كانت باب خلفى

للإلتحاق بالجامعات – لمن لم يستطع أن ينال المجموع والدرجات المطلوبة خلال دراسته فى مراحل الثانوية العامة ومايعادلها !

إلا أن هناك باب لم يطرقة أحد بجدية ولم يتناولة المسئول عن التعليم – بقدر يوازى حجم أهميتة والطلب عليه – وهو التعليم الفنى الصناعى خاصة -والزراعة والتجارة والسكرتارية عامة..

ولعل تجربة التعليم الصناعى الإعدادى والثانوى قد أثبت جدواه فى ستينات القرن الماضى – وكان تعليماَ منتهى المراحل إلا للعشر الأوائل المتفوقين فى كل مرحلة – للإلتحاق بالمرحلة التى تليها – ولعل كل مصانع القطاع العام ( سابقاَ ) وقطاع الأعمال العام ( حالياَ ) والقطاع الخاص فى بداياتها – كانت تقوم على المؤهلين وخريجى المدارس الصناعية – التى كانت ملء العين والبصر – وكانت من زاوية أخرى هى المكون الأول لأكبر نقابة وأغنى نقابة مهنية فى مصر – هى ( نقابة التطبيقيين ) – وكان التعليم الصناعى – والمدارس التى يلحق بها طلاب التعليم الصناعى – مدارس تخضع لوزارة التربية والتعليم ويشارك فى الإشراف عليها – وزارة الصناعة – وكذلك وزارة الصحة – وكانت المعونات الفنية التى توجة لها – معونات على أعلى مستوى – حيث كان يدرس فيها خبراء من وزارة الصناعة – ومن شركات القطاع العام وكانت المدارس تزود بأحدث المعدات – وعلى سبيل المثال وليس الحصر – مدرسة القاهرة الثانوية للنسيج بشبرا – ومدرسة القاهرة الثانوية الصناعية الميكانيكية بشبرا الخيمة – وعلى مستوى الإعدادى الصناعى – كانت مدرسة الجيزة الإعدادية الصناعية – قلعة كبيرة رغم أنها مدرسة إعداية – وكذلك مدرسة العباسية -ومدرسة منيل الروضة الثانوية الصناعية للبنات !!

 


كل هذه الأسماء كانت تعادل مدرسة الإبراهيمية ومدرسة السعيدية ومدرسة الخديوية !! مدارس خرجت عتاة الفنيين والصناعيين الذين تعاونوا مع زملائهم خريجى كليات الهندسة والمعاهد العليا الصناعية فى دفع عجلة الأنتاج الصناعى فى مصر – وكانت تلك المدارس – تصرف وجبات غذائية كاملة لطلابها – تبدأ صباحا – بكوب من اللبن وساندوتش جبنة وحلاوة طحينية – وفى الساعة الثانية ظهرا كانت تعد الوجبة الساخنة للطلبة – وكان يصرف "أفارول" وحذاء كاوتش -وكل طالب له دولاب خاص به فى المدرسة – وكانت المدارس الإعدادية الصناعية - والثانوية الصناعية – موجهة لخدمة الصناعة فى الوطن -وكان إهتمام الرئيس جمال عبد الناصر شخصيًا بهذه المدارس لإقتناعه بأنها المفتاح السرى لنجاح النهضة الصناعية – ولكن فى ظل وزارة المرحوم د/ حسين كامل بهاء الدين –إنهار كل شيىء.. هل هناك أمل للعودة إلى النهضة فى ظل وزارة د/رضا حجازى ؟ الله أعلم !!

                                                     أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد